نحن نتفهم المخاوف التركية على امنها القومي .....
تركيا لها الحق في التدخل في سوريا للحفاظ على امنها القومي........... .
هذه الادعاءات صارت تتكرر يوميا ومن اطراف متعددة دولية واقليمية بما فيها الغرب الاوروبي والامريكي وروسيا .
وعلى هذا المنوال يحق لروسيا ايضا ان تتدخل في اوكرانيا للحفاظ على امنها القومي .
الا يحق لايران بصفتها راعية الشيعة في العالم التدخل في لبنان وسوريا واليمن والخليج للحفاظ على الامن الشيعي وحماية شيعتها من الدول ذات الاغلبية السنية ؟
لماذا اذن يحق لتركيا ما لا يحق لروسيا وايران على سبيل المثال وهي دول متجاورة ؟
في هذه المعادلات المعقدة وخاصة في الازمة السورية نجد ان الغائب الوحيد هم العرب بالرغم من ان سوريا ولبنان والعراق واليمن هي دول ذات اغلبية عربية .
تركيا اعلنت على لسان رئيسها السيد رجب طيب اردوغان ان هدفهم الوحيد من الدخول الى مدينة منبج وعفرين السوريتين هو فقط اعادة الاراضي التي دخلت تحت الهيمنة الكردية الى اصحابها العرب وتنتهي المهمة ويعودون الى بلادهم .
التحجج بالدفاع عن الامن القومي لمهاجمة الجيران وبالتالي التوسع في تلك الدول يذكرنا بالمانيا النازية ومبدأ المجال الحيوي للامة الالمانية .
بهذه الحجة اي مبدأ المجال الحيوي الحق هتلر النمسا وبوهيميا و دول البلطيق بالمانيا .
كل هذا لم يرض هتلر واصر على الحاق دانزيغ البولونية ايضا بالادعاء انها المانية واكثرية سكانها هم من الالمان . رفضت بولونيا الرضوخ لاوامر هتلر وفي النهاية هاجمت المانيا بولونيا وكانت الشرارة التي بدأت بها الحرب العالمية الثانية .
نجح هتلر في المجال الحيوي غربا واستولى على العديد من الدول الاوربية حتى شمال افريقيا ولكن عندما دق ابواب المجال الحيوي الشرقي اي الاتحاد السوفييتي كان يرسم حينها نهايته المأساوية بيديه .
المثير هنا هو ان هتلر احتل بولونيا خلال اسبوع وهاجم فرنسا ملتفا عليها من خلال اختراق الجيش الالماني الاراضي الهولندية والبلجيكية وصولا الى قلب باريس .
بدا الهجوم الالماني على بولونيا في الاول من ايلول 1939 واحتلت باريس في 14 حزيران 1940 اي خلال عشرة اشهربينما جيش اردوغان لم يستطع الدخول اكثر من بضعة كيلومترات في عفرين خلال شهر كامل .
ذلك الاستيلاء الالماني كان سببه التهاون الغربي اتجاه النازية وبالدرجة الاولى بريطانيا وفرنسا . هذا التهاون نجده حاليا عند دول المنطقة التي تتفرج على التمدد التركي في الجوار .
عندما كنا نسمع ان السيد اردوغان يسعى الى احياء الحلم العثماني كنا نظن انه يستعملها لدغدغة مشاعر البسطاء وكسب اصوات انتخابية قومية الهوى ولكن يبدو ان الامر لم تعد مزحة او نكتة بل ان اردوغان يعتقد انه سوف يعيد السلطنة ويجلس هو على عرشها كاول سلطان في الامراطورية الجديدة .
اردوغان بنى قواعد لينطلق منها لتحقيق حلمه . انشأ قاعدة في بعشيقة القريبة من موصل العراقية وعينه على العرب السنة والتركمان واقليم كردستان للتمدد فيها والحاقها بالسلطنة العتيدة .
له قاعدة في قطر للانطلاق منها الى السعودية والخليج طبعا بقيادة الباشا تميم امير قطر . كذلك بدأ الآن في بناء قاعدة في السودان للنفوذ الى مصر واعادتها الى حكم الاخوان المسلمين التي ستكون جزءا من الباب العالي في استانبول مركز السلطنة .
غزة تحت حكم حماس كلها قاعدة اخوانية وهي رهن اشارة السيد اردوغان عندما تتهيأ الظروف للاطباق على مصر شمالا ومن الجنوب من القاعدة السودانية وفي الداخل اخوان مصر .
قاعدة موقاديشو التركية هي القاعدة الاكبر لتركيا ولا نعلم ما هي الاهداف من بنائها .
كل تلك القواعد لا تصلح الا لاستعمالها في افلام الكرتون مقارنة بالقواعد الامريكية او الروسية .
كل ما ورد اعلاه عن مشروع احياء العثمانية هو مجرد هلوسات و اضغاث احلام تركية ــ اخوانية ومصيرها هو نفس مصير النازية الهتلرية ولكنها ستكلف منطقة الشرق الاوسط الكثير من الارواح والدماء والدمار ان لم يتم القضاء عليها وهي في مهدها .
نهاية النازية غنية عن التعريف فقد وصل عدد القتلى فقط الى خمسين مليون ضحية .
السلطة الحاكمة حاليا في تركيا صارت تعيش خارج الواقع والمنطق ولهذا يتوجب على شعوب المنطقة التحرك بجدية دون تردد او تأخير قبل ينزل الفأس بالراس آخذين العبرة من هتلر والنازية التي كانت تحلم بالسيطرة على العالم برمته .
هل ستدخل المنطقة في حروب اقليمية بدءا من عفرين ؟
تركيا ستعود الى رشدها بالتأكيد وذلك عندما تتحول الدولة التركية نفسها الى مجال حيوي لروسيا او ان تهاجم روسيا تركيا بحجة الحفاظ على امنها القومي ؟
كاتب كردي
التعليقات