لم يبق من عمر اردوغان في حكم تركيا الا سنة وسبعين يوما وهي المدة الباقية على خوض تركيا الانتخابات بما فيها انتخاب رئيس الجمهورية والتي ستجري في آذار 2019 .
منذ ما يقرب من سنة وكل استطلاعات الرأي تشير بكل وضوح الى ان اردوغان سوف يخسر الانتخابات ويترك السلطة لتبدأ بعد ذلك المحاسبة لاسيما بعد فتح ملفات الفساد .
اردوغان بالذات يجري استطلاعات الرأي من خلال اجهزته العديدة كذلك هو يتابع وبكل دقة نتائج تلك الاستطلاعات التي تقوم بها شركات موثوقة و متخصصة ومعروفة بمصداقيتها في هذا المجال .
منذ اكثر من سنة وكل الاستطلاعات تشير الى فشل اردوغان في الانتخابات وهذا يفقده الصواب والاتزان و تسبب له الخوف و الارق والاحباط .
كلما اقترب موعد الانتخابات التي ستجري في آذار 2019 يزداد اردوغان قلقا وهلعا بحيث لم يعد يتمتع بيوم واحد من الهدوء و الراحة التي يحتاج اليها كل انسان لاسيما الذين يجلسون على كرسي السلطة .
هو في خصام ونزاع مع الجميع في الداخل والخارج . يخرج من ازمة ويدخل في اخرى اشد تعقيدا او بالاحرى هو يختلق الازمات والنزاعات في سبيل الاستمرار في السلطة .
في الداخل ابعد اردوغان كل رفاق الدرب من الرئيس السابق عبد الله غول وبشير اتالاي وبولند آرنج وحسين جليك وداود اوغلو وبباجان وآخرين كثيرين من الذين اوصلوا حزب العدالة والتنمية الى السلطة حيث عاش الحزب عهده الذهبي في ظل هؤلاء في البدايات لاسيما في الانفتاح الكردي وترتيبات الانضمام الى الاتحاد الاوروبي والقضاء على الدولة السرية .
مارس اردوغن النظام الرئاسي فعليا قبل تغيير الدستور اي مارس السلطة بشكل لاقانوني وقال صراحة انه لا يعترف بالدستور الذي كان يحد من صلاحيات الرئيس حيث كان منصب الرئاسة حينها بروتوكوليا و حياديا ولم يكن يحق للرئيس ان ينتمي الى اي حزب سياسي .
انتقل اردوغان بتركيا من النظام البرلماني الى النظام الرئاسي الحالي عن طريق الاستفتاء القانوني ولكنه تبدل لاحقا حيث اصبح نظام الحكم اليوم عمليا حكم الفرد .
بنى قصرا رئاسيا كله بذخ وتبذير يضم 1150 غرفة وهو الرئيس المسلم الذي يتوجب عليه ان يكون بسيطا غير مبذر ويصبح قدوة للآخرين . يذهب الى صلاة الجمعة كل اسبوع وعلى الشاشات .
منذ سنة وبضعة اشهر تدار تركيا بقوانين الطوارئ ولم يعد للبرلمان اي دور . يعني في الواقع حكم الحزب والفرد الواحد .
اكبر عدد من الصحفيين الذين زج بهم في السجون هم في تركيا و التي تأتي في المرتبة الثانية في العالم بعد الصين .
اعداد كبيرة من الصحفيين تم طردهم من عملهم وذلك بسبب الضغظ والتهديد الذي تمارسه السلطة على اصحاب الصحف والاعلام .
في عهد اردوغان اصبحت قضايا الفساد تزكم الانوف .
تم اقالة اربعة من وزرائه قبل عدة سنوات بما فيه وزير الداخلية ووزير شؤون الاتحاد الاوربي بعد القبض عليهم بالجرم المشهود وبدلا من تقديمهم الى القضاء اصدر اردوغان قرارات يمنع محاكمتهم .
نقول بالجرم المشهود حيث وجدت مفارز الشرطة في بيت ابن وزير الداخلية الآلات الحديثة في عد النقود وكذلك خزائن حفظ العملة بالملايين كالتي تستعملها المصارف والبنوك .
في بيت وزير آخر وجدت مفارز التفتيش اربعمئة كرتونة من علب الاحذية التي كانت مليئة بالدولار والايرو والاسترليني وغيرها امام الشاشات وعلى الملأ . هذه العلب كانت تستعمل في نقل النقود من مكان لآخر وكأنها احذية .
ولكن بأوامر والعاب اردوغان تم منع التحقيق بتاتا في تلك القضايا .
القائمة طويلة جدا و خاصة قضية النصاب رضا زراب الايراني ثم التركي الجنسية التي هي الآان امام المحاكم الامريكية . هذا النصاب كانت له علاقات قوية جدا مع ارفع الشخصيات في الحكم بما فيهم الوزراء بل وحتى اسرهم و قد نعود الى الموضوع مرات اخرى .
رضا زراب اهدى ساعة يد ثمنها 700 الف دولار الى وزير الصناعة ظافر جاغلايان وهو امر معروف للجميع .
في المجال الخارجي هو في خصام مع كل الدنيا ما عدا بوتين الذي يخاف من غضبه وكذلك قطر لملياراتها ودعمها المعروف للاخوان المسلمين .
خصام ونزاع مع كل الدول الاوروبية من المانيا وهولندا والنمسا ووو...
تركيا كانت في الطريق للدخول الى الاتحاد الاوروبي ولكن اردوغان اعادها الى السودان والصومال .
نزاع وحقد وعداء مع السعودية ودول الخليج ومصر .
علاقاته الخارجية مزاجية وتشتهر بالاستدارات 180 درجة كما حدث مع اسرائيل التي هددها ولكنه عاد واعتذر منها وكذلك حدث مع بوتين عند اسقاط الطائرة الروسية ولعب اردوغان صعودا وهبوطا في علاقاته مع امريكا والدول الاوربية .
عداء وحقد على كل شيء له علاقة بالكرد .
اردوغان يتقصد خلق الازمات وزعزعة الاستقرار على الصعيدين الداخلي والخارجي حتى يبقى في السلطة وليس لأي هدف آخر .
الآن هو في حرب على عفرين المسالمة والبريئة وغدا ازمات ونزاعات وحروب اخرى بكل تأكيد والا كيف سيبقى في الحكم ؟
نحن الكرد ندفع ثمن سياسات اردوغان في عفرين وعلى البقية من شعوب المنطقة التحرك منذ الآن قبل ان يصلهم الدور .
سوف تدخل تركيا في نزاعات وحروب حتى يتسنى لاردوغان تأجيل او الغاء الانتخابات والبقاء في السلطة الى ان يتمكن من تبديل الدستور بالقوة من خلال تشكيل ميليشيات تابعة له مستقبلا .
مستقبل تركيا غامض ومظلم ومعها مستقبل دول وشعوب المنطقة...................
التعليقات