تمت الصفقة، القدس التي كنا نتغّنى، كعرب، أنها لنا كرّستها أميركا لاسرائيل، تحديدا في الذكرى السبعين للنكبة رافعة سقف التحدي والإهانة! هل هي مصادفة؟ قد لا تكون وإن كانت فالنتيجة واحدة: سبعون عاماً ودول عربية، لو قررت للحظة واحدة أن تثور لكرامتها، لاستطاعت أن تقف وتضع اسرائيل وأميركا عند حدّها، ولكنها ملوّثة بكل أنواع العار فآثرت اختيار أجندات أقل كرامة، فتواطئت وتخادلت مرة بعد مرة وسنة بعد سنة.
مواقع التواصل الاجتماعي مشتعلة بالحدث، وأرض غزة بالنار والدم، دم شباب يحاولون لملمة بعضاً من كرامة عربية ، تحديدا من القادة العرب! قادة تمرسوا في الكذب والكلام، شجبوا وأدانوا وعندما قتلت القدس مشوا على جنازتها! نعم هذا ما فعلوه ويفعلوه بكل ما تحصده هذه الحرب غير المتكافئة بين شباب لم يفقدوا الأمل في الدفاع عن أرضهم وعرضهم، وبين بطش جيش غاشم يجيد تحريك العالم وفق مصالحه، فكيف بأرض معركة تحكم بها جيداً!
كيف لما يعرفوا بالقادة ألا يتأثروا، كيف لهم ألا يغضبوا، ألهذا الحد تخدروا؟ ألهذا الحد ماتت الرجولة في عروقهم؟ ألا يخجلون من أنفسهم ونساء عزّل ينزلن إلى الشارع ويحاولن الدفاع عن أرض مغتصبة ولو بحجر؟ ألا يخجلون من نظرات أطفال فلسطين؟ لا لا يخجلون ففي عجقة الرفاهية التي يتنعمون فيها في قصورهم باتت الصور والأخبار الآتية من فلسطين مثيرة لنكد غير مطلوب، ففعلوا ما تفعله النعامة، وضعوا رؤوسهم في التراب ليقولوا لا نرى!
ستبقى رؤوسهم في التراب ولن يشفوا غليل فلسطين يوماً، فهي فقدت الأمل بهم منذ زمن ولكن لا بد أن يأت اليوم الذي تنتفض فيه القدس لنفسها ولشعب، رغم كل اليأس الذي يحيق به، يقاتل حتى آخر رمق، مرددا على صوت عالٍ: القدس لنا... القدس لنا... القدس عاصمة فلسطين الأبدية!
التعليقات