أحمد عبدالعزيز من موسكو: في ضوء التوتر المتصاعد في منطقة النزاع الجورجي-الأوسيتي، وحرب التصريحات بين موسكو وتبليسي، أعلن رئيس أركان القوات المسلحة في جورجيا جيفي إيوكوريدزه أن القوات المسلحة الجورجية مستعدة الآن لتنفيذ أية مهمة تكلف بها في حالة نشوب حرب. وأشار إلى أن الجيش يجب أن يكون قادرا على خوض الحروب، أو على الأقل في حالة استعداد لخوضها، مضيفا بأن مهمة القوات المسلحة الجورجية في الوقت الراهن تتلخص في تنفيذ مهمامها بنجاح في حالة نشوب أي حرب.
من جهة أخرى أكد رئيس الأركان الجورجي بأن تبليسي تمتلك معلومات كاملة وتفصيلية عن تمركز قوات عسكرية ومعدات حربية، ووجود خطط معينة لاشتباكات في منطقة النزاع. كما تتضمن هذه المعلومات إشارات مؤكدة إلى ظهور مجموعات عسكرية غريبة في المنطقة خلال الأيام القادمة.
وكان الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي قد عقد أمس الثلاثاء في وقت متأخر اجتماعا طارئا لمجلس الأمن القومي من أجل بحث الأوضاع المتفاقمة في منطقة النزاع الجورجي-الأوسيتي، وشاركت فيه رئيسة البرلمان نينو بوردجانادزه ووزيرة الخارجية سالومي زورابيشفيلي، وقادة أجهزة القوة، عدا وزير الدفاع جيورجي باراميدزه الذي بدأ زيارته أمس الثلاثاء إلى جمهورية لاتفيا البلطيقية التي تعيش حالة من التوتر الشديد في علاقاتها بروسيا.
ومن جانبها أكدت وزارة الدفاع الروسية بأن موسكو لا تعتزم إرسال قوات إضافية إلى منطقة النزاع الجورجي-الأوسيتي. وأشار المتحدث الإعلامي بالوزارة إلى أن روسيا لا تنوي تجاوز الاتفاقات التي تم التوصل إليها سابقا أو صلاحيات لجنة الرقابة المشتركة بشأن تواجد تشكيلات حفظ السلام الروسية في منطقة النزاع. وأوضح أن الصلاحيات الممنوحة من اللجنة المذكورة تتيح نشر 500 من أفراد قوات السلام الروسية في أوسيتيا الجنوبية.
على صعيد آخر رأى رئيس جمهورية أوسيتيا الجنوبية إدوارد كوكويتي أن تصريح الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي بشأن الخروج من الاتفاقيات الخاصة بأوسيتيا الجنوبية خطوة تهدف إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة. وذكرت رئيسة لجنة الإعلام والصحافة في جمهورية أوسيتيا الجنوبية أن كوكويتي قال إن الخروج من اتفاقيات "دوجوميس" يعني العودة إلى الحرب التي تم إيقافها في عام 1992 بفضل تلك الاتفاقيات.
وفي نفس السياق رأت وزارة الخارجية الروسية أن إيقاف العمل بالاتفاقيات الخاصة بالتسوية الجورجية-الأوسيتية يحمل في طياته خطر استئناف النزاع. وشددت على أن "موقف روسيا يتلخص في إنه قد جرى التوصل إلى الاتفاقيات الخاصة بتسوية النزاع الجورجي-الأوسيتي فقط بعد أن تم إيقاف نزيف الدم. وتتضمن تلك الاتفاقيات إمكانيات دعم السلام والاستقرار إلى أن يتم تحقيق التسوية السياسية للوضع في المنطقة. وقد جرى العمل بتلك الاتفاقيات خلال السنوات الماضية. ولهذا لا بد أن تبعث التصريحات الخاصة بالانسحاب منها على الأسف لأن تلك الاتفاقات بالذات تتيح ضبط الوضع خارج نطاق النزاع، خاصة وأنها تشمل آليات حل جميع المشاكل المحتملة. ومن تلك الآليات لجنة الرقابة المشتركة".