علاوي يرفض الحوار مع المسلّحين
الامم المتحدة تبدأ رحلة العودة الى العراق

أسامة مهدي من لندن: بدأت الامم المتحدة وبعد أحد عشر شهرًا من رحيلها عن العراق إثر تفجير مقرّها هناك، رحلة العودة الى هذا البلد المضطرب الذي يواجه تحديات استئناف المساعدات الانسانية التي تقدمها المنظمة الدولية الى العراقيين واجراء الانتخابات العامة مطلع العام المقبل، في وقت رفض رئيس الوزراء العراقي اياد علاوي الحوار مع المسلحين الذين ينفذون اعمالًا تخريبية تثير مخاوف من عدم استكمال هذه العودة .

فبعد ساعات من وصول ممثل الامم المتحدة للاشراف على الانتخابات جمال بن عمر الى بغداد، اعلن الامين العام للامم المتحدة كوفي انان اليوم ان مبعوثه الجديد الخاص الى العراق اشرف جهانجير قاضي، سيتوجه الى هذا البلد بداية الشهر المقبل وبصحبته فريق محدود من الموظفين لاعادة تأسيس وجود دائم للامم المتحدة في العراق.

فقد وصل وفد من الامم المتحدة الى بغداد امس برئاسة بن عمر الدبلوماسي الرفيع، لمراقبة اعمال المؤتمر الوطنى العراقىالموسع الذي تبدأ اعماله في بغداد الاحد المقبل والتحقق من الاليات التى اقرتها الهيئة العليا للمؤتمر .

وابلغت مصادر عراقية "ايلاف" ان بن عمر قد باشر في العاصمة العراقية عمله بدلا من الاخضر الابراهيمى مبعوث انان المشغول بقضايا اخرى للاشراف على خطة تشكيل المؤتمر الوطنى الذي سيضم الف عضو والمجلس الذى سينبثق عنه نهاية الشهر الحالي والذي سيتكون من مائة عضو للاشراف ومراقبة عمل الحكومة الحالية وقالت ان مبعوث الامم والوفد المرافق له سيتولى التحقق من مدى نجاح الاليات التى اقرتها الهيئة العليا للمؤتمر الوطنى .

ومن جانبه ناشد الناطق الرسمي باسم المؤتمر وعضو اللجنة التحضيرية له عبد الرحيم سفراء الدول العربية والاجنية المعتمدين فى العراق لحضور المؤتمر بالاضافة الى ممثلين عن الجامعة العربية ومنظمة العمل الاسلامى .

ومما يؤكد تصميم الامم المتحدة على العودة الى بغداد ان المبعوث الجديد اليه، الدبلوماسي الباكستاني اشرف جهانجير قاضي، الذي عين حديثا مبعوثا خاصا للمنظمة الدولية في العراق قد رفض ما يتردد من مخاوف بان موظفي الامم المتحدة لن يكونوا موضع ترحيب في البلاد ولكنه اقر بان الامن يحتل المرتبة الاولى في الاهتمامات.

وابلغ قاضي، الصحافيين "اعتقد ان لدى الشعب العراقي كل الاسباب كي يعتبر بعثة الامم المتحدة في العراق بعثة تعمل لخدمته ومن اجله وستكون مهمتي تعزيز ذلك الانطباع."
واوضح كوفى أنان ان ثلاث او اربع دول ابدت اهتماما بارسال قوات لحماية فريق عمل الامم المتحدة الذى يرأسه الباكستاني قاضي الذي سيباشر مهامه مع فريق يضم حوالي عشرين موظفا تتولى القوات الاميركية حمايتهم فى حين ينتظرباقي الموظفين فى الاردن الى حين توفير قوة الحماية الدولية لهم في وقت ذكرت مصادر دبلوماسية فى الامم المتحدة ان النيبال وجورجيا واذربيجان واوكرانيا عرضت ايضا المساهمة فى القوة .

وكانت الامم المتحدة غادرت العراق عقب تفجير مقرها في التاسع عشر من اب (اغسطس) الماضي ومقتل ممثل الامم المتحدة في العراق سيرجيو دي ميلو مع 33 من طاقم البعثة .ويقول مسؤول في الامم المتحدة انه اخلاقيا ليس هناك خيارات سوى الوقوف الى جانب الشعب العراقي في هذا الظرف .

وقد تفضي عودة بعثة الأمم المتحدة إلى العراق عن طلب يقدمه انان إلى عدد من الدول الأعضاء بتوفير قوات كافية لحماية ممثليها في بغداد خاصة وأنهم سيضطرون إلى التحرك في أنحاء العراق في سياق التمهيد لإجراء الانتخابات التي نص عليها القرار الأخير الصادر عن مجلس الأمن بهذا الشأن. وتأمل المنظمة الدولية أن توفر البحرين ومصر والأردن عدداً من القوات للمشاركة في هذه المهمة بالإضافة إلى بلدان أخرى مثل باكستان ونيبال وجورجيا واذريبجان واوكرانيا عبرت عن اهتمامها بنشر قوات في العراق.

وقد أكد علاوى في القاهرة امس انه طلب من مصر مساعدته فى اقناع الدول العربية والاسلامية بارسال قوات الى العراق بغرض حماية بعثة الامم المتحدة .وقد رفض علاوي الحوار مع "القوى المخربة التى دخلت خلسة الى العراق وتقوم بعمليات تخريبية. وقد القينا القبض على عدد منهم". واضاف خلال لقاء في القاهرة مع رؤساء تحرير الصحف المصرية ان "حكومتنا ليست مستعدة للحوار مع هؤلاء العناصر الذين سيعتقلون ويحالون الى القضاء وفقا للقانون العراقي".

وتتهم بغداد مجموعات مسلحة تسللت سرا الى العراق بالتواطؤ مع منفذي الاعتداءات التي وقعت في العراق منذ انتهاء الحرب التي اسقطت النظام العراقي السابق في التاسع من نيسان (ابريل) عام 2003.

واشار علاوي من جهة اخرى ان الامارات العربية المتحدة قدمت طائرات للجيش العراقي الجديد وان الاردن قدم مدرعات. وقال ان "الملك عبد الله الثانى عاهل الاردن تقدم بمدرعات كهدية لشعب العراق وقدمت دولة الامارات مجموعة طائرات وأبدت مصر والمغرب استعدادهما للمساهمة فى التدريب والمعدات ".واوضح ان "المدة اللازمة لتشكيل الجيش العراقي تتراوح من عام الى عام ونصف اذا ما استمر العمل بالمعدلات الحالية" مشيرا الى ان حكومته "استطاعت تشكيل أربع فرق للجيش خلال شهر ولكنها تواجه مشكلة التسليح".واعلنت السلطات العراقية حتى الان ان الجيش العراقي الذي يبلغ عدد افراده 80 الفا يفترض نظريًا ان يصبح جاهزا اواخر ايلول (سبتمبر) المقبل .


غارة جوية أميركية على الفلوجة
على الصعيد الأمني،قال الجيش الأميركي ان القوات الأميركية شنت اليومغارة جوية على مدينة الفلوجة تستهدف مجموعة من المقاتلين يشتبه ان لهم صلة بالمتشدد الاردني ابو مصعب الزرقاوي.وقال البريجادير جنرال ايرف ليسيل من السلاح الجوي الأميركي في بيان "استنادا إلى مصادر مخابرات متعددة استهدف الهجوم ما يترواح بين 10 و12 ارهابيا على صلة معروفة بشبكة ابو مصعب الزرقاوي للارهابيين الاجانب. "ضربت القوات المناهضة للعراق بينما كانت في فناء منزل ولم يلحق أي ضرر بالمنزل."

ولم يذكر البيان ما اذا كانت العملية قد اسفرت عن سقوط قتلى لكن سكانا في المنطقة قالوا ان خمسة على الاقل جرحوا من بينهم طفلان. وقالت عراقية ترتدي الملابس السوداء التقليدية وهي تفتش في الانقاض "كنا نياما.. نساء وأطفال. ضربونا.. ولا نعرف لماذا. "الأميركيون يكذبون. دعهم يجيئون لتفتيشنا لا يقصفونا بالقنابل." وأظهرت لقطات تلفزيون رويترز بقعا من الدماء على أرض ما يمكن ان يكون فناء منزل وفجوة عميقة في الارض يبدو انها من جراء سقوط قذيفة أو صاروخ وطبقة سميكة من الغبار غطت عربة على مقربة. وعلى مدى الشهر المنصرم شنت القوات الأميركية سبع غارات جوية على منازل آمنة مشتبه بها في الفلوجة يعتقد ان الزرقاوي أو اتباعه يستخدمونها في المدينة. وقتل نحو 40 في الهجمات. وذكر بيان الجيش الأميركي ان الغارة الاخيرة شنت بالتنسيق مع الحكومة العراقية المؤقتة التي يرأسها اياد علاوي وهو خارج العراق حاليا. وقال الجيش الأميركي "عدد كبير من شيوخ القبائل وسكان الفلوجة تعبوا من أنشطة الارهابيين في مدينتهم ويؤيدون سلسلة الهجمات الاخيرة ضد قوات الزرقاوي في الفلوجة." وأعرب مسؤولون أميركيون عن اعتقادهم بان الزرقاوي الذي تربط واشنطن بينه وبين اسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة مختبيء في الفلوجة التي يسيطر عليها المقاتلون وتعتبر معقلا لمقاومين يستهدفون القوات الأميركية.

مقتل تسعة عراقيين واصابة عشرة بجروح في حادث اصطدام مع دبابة اميركية
قتل تسعة عراقيين واصيب عشرة بجروح عندما اصطدمت حافلة صغيرة كانت تنقلهم مساء الخميس بدبابة اميركية شمال بغداد، كما افاد متحدث عسكري اميركي اليوم. وقال "هذا كل ما لدينا في الوقت الحالي ونحن نحقق في الحادث".

جرح ثمانية عراقيين بينهم طفلة في انفجارة عبوة ناسفة شمال بغداد
واعلنت مصادر طبية والشرطة العراقية ان ثمانية عراقيين بينهم طفلة جرحوا اليوم في انفجار عبوة ناسفة عند مرور باص شمال بغداد. وقال احد رجال الشرطة الموجودين في مكان الانفجار أن الانفجار وقع لدى مرور باص في ساحة عدن المكتظة بالمارة والسيارات شمال بغداد.

مقتل جنديين اميركيين قرب سمراء
وفي سمراء، اعلن الجيش الاميركي اليوم ان جنديين اميركيين قتلا امس وان آخر اصيب بجروح لدى اصطدام قافلتهما بقنبلة كانت موضوعة على رصيف الطريق خارج المدينة شمال بغداد. واوضح الجيش في بيان ان "جنديا قتل في الهجوم وان الثاني توفي متأثرا بجروحه"، مشيرا الى ان الآلية تضررت ايضا من جراء الانفجار. وذكر الجيش ان حالة الجندي الجريح مستقرة. واعلنت وزارة الدفاع ان عدد الجنود الاميركيين الذين قتلوا خلال مهمات في العراق منذ بدء الحرب في اذار/مارس 2003 بات 664. وتشهد سمراء منذ مطلع الشهر الجاري مواجهات دامية بين الجيش الاميركي وقوات الامن العراقية من جهة، والمقاومة من جهة ثانية.


أميركا: إنعقاد مؤتمر وطني عراقي الاسبوع المقبل
على صعيد آخر، قال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية يوم الخميس إن مؤتمرا وطنيا بشأن المستقبل السياسي للعراق يضم 1000 مندوب من كافة انحاء البلاد سيعقد في بغداد الاسبوع المقبل. وقال رونالد شليشر منسق شؤون العراق في وزارة الخارجية الأميركية انه وسط اهتمام مكثف بشأن الامن تقوم الحكومة العراقية المؤقتة بجمع المندوبين الذين من المقرر ان ينتخبوا 100 شخص لتشكيل مجلس وطنى مؤقت سيتولى عمله حتى انتخابات يناير كانون الثاني القادم. وقال شليشر امام لجنة العلاقات الخارجية التابعة لمجلس الشيوخ الأميركي انه "في هذه المرحلة" من المقرر ان ينعقد المؤتمر الاسبوع القادم. واضاف "هناك تحديات كبيرة تتعلق بالنقل والامداد في عمل هذا". وقال شليشر ان الحكومة المؤقتة "تلقي شبكة واسعة جدا جدا" لتتأكد من ان المندوبين يمثلون قطاعا عريضا من المجتمع بينهم ممثلو الاحزاب السياسية وأكاديميون ومتخصصون واعضاء من جماعات المجتمع المدني وقادة قبائل واخرون. واضاف ان اكثر من نصف المندوبين سُيختارون من المحافظات "في محاولة للتأكد من سماع كل الاصوات." وقال شليشر إن قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة والسفارة الأميركية تعمل مع الحكومة العراقية في الجهد الشاق لعقد المؤتمر. وقال "بالطبع جزء من جهد التخطيط هذا هو محاولة تجنب انواع متوقعة من الحوداث الامنية التي قد تواكب انعقاد المؤتمر." والمجلس الوطني الذي سيتم اختياره في المؤتمر سيعمل كهيئة استشارية للحكومة العراقية المؤقتة. الا انه سيكون له صلاحية الاعتراض على قرارات الحكومة المؤقتة التي تتخذها بثلثي الاصوات وسيكون له ان يقدم مسودة لدستور دائم و ان يساعد في الاعداد للانتخابات في يناير كانون الثاني. وقال شليشر "نحن بالتاكيد نامل ان هذا (المؤتمر) يحدث ثورة من النشاط والتوقع " للانتخابات. وقال كولن باول وزير الخارجية الأميركي الاسبوع الماضي ان المؤتمر "سيمثل اول فرصة بعد نقل السيادة للعراقيين من جميع انحاء البلاد.... ليجتمعوا ويناقشوا قضايا وطنية".