نصر المجالي من لندن: قالت مصادر 10 داونينغ ستريت اليوم إن رئيس الوزراء البريطاني توني بلير أرجأ التعديل الوزاري الذي كان مفترض أن يعلن اليوم، محاولة منه لإجراء جراحة تجميلية لحكومته إلى أيلول (سبتمبر) المقبل، أي بعد عودة مجلس العموم من إجازة الصيف.

ولكن رئيس الوزراء أصدر قرارا، أعاد به أحد منظري الحزب العمالي الحاكم وهو بيتر مانديلسون إلى واجهة الأحداث السياسية، حيث عينه مفوضا بريطانيا في رئاسة المجموعة الأوروبية في بروكسل، خلفا لشخصيتين سياسيتين مهمتين أحيلا إلى التقاعد وهم كريس باتن (من حزب المحافظين) وهو كان آخر حاكم بريطاني لمستعمرة هونغ كونغ السابقة، ونيل كينوك زعيم حزب العمال حتى بداية التسعينيات الفائتة.

وكان بلير ينوي الإعلان عن التعديل الوزاري رسميًا اليوم، لكن يقال أن مستشارين له أوصوا بتأجيل القرار حتى يعود البرلمان من إجازته، وخصوصا أن بعض الوزراء النواب غادر الأراضي البريطانية سلفا لقضاء إجازة الصيف في الخارج.

ويعد مانديلسون العائد إلى سطح الحياة السياسية من ابرز عرابي أيدولوجيات حزب العمال الجديد، وهو تسلم المنصب الوزاري لمرتين في السابق حيث كان وزيرا لشؤون إيرلندا الشمالية لكنه استقال من بعد ما قيل أنه توسط لدى سلطات الهجرة لمنح جوازي سفر بريطانيين لرجلي أعمال هنديين هما الأخوين هندوجا اللذين يستثمران مليارات الجنيهات في شركاتهما الخاصة في بريطانيا والهند.

أما القضية الثانية التي أطاحت به من المنصب الوزاري، فهي تمثلت باستدانته مبلغا ماليا يقدر بنحو 125 ألف جنيه استرليني (بدون فوائد) من أحد أصدقائه لشراء شقة خاصة له في لندن، مخالفا بذلك القوانين المالية في بريطانيا لجهة الاستدانة الشخصية وخصوصا من وزير في الحكومة.

وختاما، يشار إلى أنه في آخر ظهور تلفزيوني لمانديلسون على شاشة التلفزيون البريطاني، فإنه دعا في الأسبوع الماضي، إلى تنحي توني بلير عن زعامة حزب العمال ليفسح المجال لوزير الخزانة غوردون براون ليقود الحزب في الانتخابات البرلمانية التي ستجري في الربيع المقبل.