"إيلاف" من الرياض: علمت "إيلاف" من مصادر خاصة أن خالد بن عودة بن محمد الحربي، الشهير بأبي سليمان المكي، الذي تسلمته السلطات الأمنية السعودية الثلاثاء عن طريق إيران، كان قد غادر أراضي المملكة في الأسبوع الأخير من شهر (أيلول) سبتمبر 2001 قاصداً كابول الأفغانية، للالتقاء بزعيم تنظيم (القاعدة) الإرهابي أسامة بن لادن متسللاً عبر الحدود الإيرانية ذاتها، التي وصل إليها عن طريق البحرين، بعد أيام قليلة من الهجمات التي تعرضت لها الولايات المتحدة عبر أربع طائرات مخطوفة تورط فيها 19 شخصاً من بينهم 15 سعودياً وأتهم فيها تنظيم القاعدة.
والحربي الذي يبلغ من العمر 40 عاماً أصيب بالشلل التام في أطرافه السفلى العام 1993 بعد أن أصابته شظية حين كان مشاركاً مع بعض المقاتلين السعوديين والعرب في البوسنة والهرسك وهو الذي شارك من قبل ولسنوات في صفوف المقاتلين العرب على الأراضي الأفغانية.
ويقيم الحربي بشكل دائم في مكة المكرمة وعمل خلال الأعوام الماضية مدرساً في معهد الحرم المكي وله نشاطات دعوية متعددة حيث يحظى بقبول كبير في أوساط المتدينين نظراً لبساطته المتناهية وهو مابدى حين ظهوره في شريط تلفزيوني مع بن لادن حيث تحدث بعاطفة جياشة عن رؤيا (حلم) أحد طلبة العلم في السعودية قال انها تنبأت بما حدث في 11 سبتمبر قبيل وقوقعه.
وقصة ذهاب الحربي إلى أفغانستان للمرة الأخيرة قبل ثلاث سنوات تعود إلى ما شعر به المحاربون القدامى في الأراضي الأفغانية، من سعوديين تحديداً، بنشوة حالمة في النصر واعتقاد ساد في أوساطهم أن معركة المواجهة الفاصلة مع الأميركيين قد حانت حين تعرض برجي التجارة في نيويورك ومبنى البنتاجون لاقتحام طائرات مختطفة وإعلان الحكومة الأميركية الحرب على تنظيم القاعدة وحكومة طالبان الأفغانية التي كانت تستضيف مقاتلي وقادة تنظيم القاعدة.
وتقول المعلومات المتوافرة لـ"إيلاف" أن سعوديين عديدين غادروا في الوقت الذي غادر فيه الحربي لنصرة "إخوانهم المجاهدين" على الأراضي الأفغانية حين أعلنت الإدارة الأميركية أن على طالبان أن تسلم بن لادن لها أو أن تواجه النتائج وهو مالم ينصت له الملا عمر ورموز حركة طالبان الذين فقدوا الحكم خلال أيام معدودة بمجرد أن شنت الحرب عليهم في السابع عشر من أكتوبر 2001.
وكان الشريط التلفزيوني الذي وزعته وزارة الدفاع الأميركية وظهر بن لادن قبل ثلاثة أعوام يتحدث عن هجمات سبتمبر وإلى جانبه الحربي قد جرى حوله جدل كبير وتم التشكيك في صحته من قبل أطراف عربية وإسلامية قالت ان الأميركيين "فبركوه" وأنه مزيف.
ونقل حينها عن حمود بن عقلاء الشعيبي أحد علماء الدين السعوديين الذين هم من خارج المؤسسة الدينية الرسمية والذي كانت له فتاوى عديدة متشددة أن الشريط الذي ظهر فيه بن لادن " مدبلج ولا صحة له إطلاقا". وتابع الشعيبي (70 عاماً) حينها، وهو الذي توفي بعد ذلك بعام في مسقط رأسه بريده بمنطقة القصيم، أنه لو كان لدى الأميركيين دليل يدين بن لادن "لما أتوا بهذا الدليل الحزين الذي إن دل على شيء إنما يدل على غبائهم، ويدل على أن ليس عندهم أي شيء ضده".
ولا يعرف على وجه التحديد ما إذا كان الحربي يملك معلومات كبيرة عن مكان اختباء قائد تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، إلا أن المعلومات الراجحة تشير إلى أن مايعلمه عنه لايتعدى مايسمعه عبر جهاز الراديو الذي كان يحمله طوال فترة اختفائه على الحدود الأفغانية الإيرانية كونه من الذين تمزقوا أشتاتاً بعد الهجمات الأميركية على معاقل طالبان والقاعدة في أفغانستان وظروفه الصحية الصعبة التي تجعله رهين المحبس الذي أوى إليه طوال سنوات ثلاث.
التعليقات