نصر المجالي من لندن: كشفت معلومات استخبارية وصحافية اليوم أن الحكومة البريطانية بدأت خطوات عملية لتشكيل فرقة خاصة من الجواسيس وغالبية أعضائها من العرب والمسلمين البريطانيين بهدف اختراق شبكات الإرهاب ومواجهتها والعمل على تدمير شبكة القاعدة الإرهابية التي يتزعمها المنشق السعودي أسامة بن لادن،و التي تثير قلقا أمنيا كبيرا على الساحة البريطانية.

وسيطلق على فرقة الجواسيس الجديدة اسم "الرجال المجهولون" أو "الرجال إكس" وهو تعبير يعني إلغاء هوية الأعضاء السريين الذين سينخرطون للعمل فيها. وقالت صحف بريطانية اليوم أن الفرقة ستعمل جنبا إلى جنب مع الفرق الخاصة في الجيش البريطاني المعنية لمطاردة شبكات الإرهاب وخصوصا جماعة إبن لادن.

وتتألف الفرقة الجديدة حسب الخطة البريطانية من أكثر من ألف شخص سينضمون إلى حوالي 600 آخرين من أجهزة الاستخبارات الثلاثة القائمة حاليا، وسيكونوا من العرب أومن الذين يشبه مظهرهم المظهر العربي.

وأشارت المعلومات الاستخبارية البريطانية إلى أن مهمات فرقة الجواسيس الجديدة لن تشمل فقط الأراضي البريطانية، بل أنها تتعداه للعمل في مهمات سرية على نطاق عالمي كذلك، لمواجهة اي مخطط إرهابي يستهدف بريطانيا في المستقبل قبل وقوعه.

وقالت المعلومات أن هؤلاء سيعملون تحت غطاء من الرقابة الشديدة وسيزودون بأعلى تقنية متاحة لتنفيذ مهماتهم، مشيرة على أن حوالي 150 عضوا من مجموعة ألـ 14 المتخصصة في مجال الأمن والاستخبارات في شكل خاص قدموا طلبات للانضمام للفرقة الجديدة، من بعد أن تركوا مهماتهم السابقة في إيرلندة الشمالية حيث كانت قوات بريطانية تقاتل عناصر الجيش الجمهوري الإيرلندي المحظور الذي ألقى السلاح في الأوان الأخيرة تمهيدا لتسوية سلمية هناك من بعد 34 من حرب العصابات لانتزاع استقلال ذلك الجزء الشمالي، وظلت تتعامل معه على لندن أنه كان إرهابيا.

وياتي تسريب المعلومات عن تشكيل فرقة الجواسيس الجديدة من بعد ايام على الخطة التي أعلنها وزير الدفاع البريطاني جيف هون عن إعادة هيكلية القوات البريطانية، حيث ألمح فيها إلى أن الميزانية التي سيتم توفيرها من بعد إلغاء آلاف الوظائف العسكرية والمدنية وشطب طائرات مقاتلة ومدمرات وأرتال دبابات وزوارق سريعة وغلق قواعد جوية ستذهب لصالح التكنولوجيا الجديدة في العمل الاستخباري والاتصالات لأغراض عسكرية على مستوى العصر.

وأخيرا، فإن الحديث عن الخطة، يتزامن مع انطلاق مشروع الحكومة البريطانية غدا الاثنين، في توزيع ملايين من النشرات المكتوبة لتوضيح خطط الطوارئ في كل بيت في إنجلترا وويلز لمواجهة أي حدث إرهابي محتمل، وستكلف حملة إعلام الطوارئ الإرهابية حوالي خمسة ملايين جنيه إسترليني في مراحلها الأولى.