بقلم جان لوي باني من مونتريال: عززت كندا ضغوطها على ايران لتتسم محاكمة المتهم بقتل الصحافية الكندية الايرانية الاصل زهرة كاظمي التي تستأنف السبت في طهران "بالمصداقية والشفافية"، مهددة باجراءات انتقامية.
فقد اجرى وزير الخارجية الكندي بيل غراهام مقابلات مع عدد من الصحف ليتهم طهران بعرقلة حضور مراقبين من حكومة اوتاوا المحاكمة.
وقال لصحيفة "تورونتو ستار" ان "رد الايرانيين كان يجب ان يصل في نهاية الاسبوع الماضي لكنهم لم يفعلوا ذلك. نعتقد انهم لا ينوون الموافقة على حضور مراقبين".
كما اطلعت وسائل الاعلام الكندية على رسالة وجهها في 25 حزيران/يونيو الماضي الى نظيره الايراني كمال خرازي، غداة اتصال هاتفي بينهما.
وكتب غراهام في رسالته "ننتظر احقاق العدل بصدق وشفافية وسنعتبر سير المحاكمة اشارة الى عمق التزام الحكومة الايرانية بحقوق الانسان".
ويفترض ان يحاكم رجل الاستخبارات الايراني محمد رضا اقدم احمدي بتهمة القتل "شبه المتعمد" لكاظمي منذ عام. وكانت الصحافية التي تبلغ من العمر 54 عاما تعرضت للضرب خلال اعتقالها اثر تصويرها لسجن في طهران.
وتتهم اوتاوا طهران بالتراجع عن وعدها بالسماح لثلاثة مراقبين كنديين بحضور المحاكمة.
وكتب غراهام لنظيره الايراني ان "هذا القرار يتناقض مع التأكيدات التي عبرتم عنها وكذلك المسؤولين الايرانييين الآخرين"، مؤكدا ان "هذا التغيير الواضح لا يمكن الا ان يضر بمصداقية المحاكمة واطلب منكم بجدية اعادة النظر في هذه المسألة".
وكان خرازي برر هذا التغيير بقرار القضاء الكندي الشهر الماضي اغلاق ملف قضية شرطي قتل في 13 تموز/يوليو 2003 كنديا من اصل ايراني يبلغ من العمر 18 عاما قرب فانكوفر (غرب).
وقد رأى القضاء الكندي ان الشرطي كان يدافع عن نفسه بعد ان هدده كيفيان طابش بساطور اثر ضبطه وهو يقوم بتخريب سيارة.واكد غراهام انه "لا يمكن المقارنة بين قتل شاب يحمل ساطورا ضد ممثل للقانون وقتل امرأة غير مسلحة بين ايدي محققين وراء ابواب سجن مغلقة وبعد توقيفها بطريقة غير شرعية".
وقال "تعرفون ان التقدم في قضية كاظمي يؤثر على العلاقات بين بلدينا. الكنديون والاسرة الدولية والايرانيون انفسهم يراقبون عن كثب الطريقة التي ستحل فيها ايران هذه المشكلة".
ورفض الوزير الكندي ان يكشف الاجراءات الانتقامية التي يمكن ان تتخذها اوتاوا مؤكدا انها قد تكون اقتصادية او دبلوماسية. وقال "لا شىء سيمنعنا من الرد" معتبرا ان ايران "تعرقل هذه القضية الى اقصى درجة".الا ان مسؤولا في وزارة الخارجية الكندية طلب عدم كشف هويته قال ان "كل اشكال الردود الانتقامية ممكنة لكننا لم نصل الى هذه المرحلة ونأمل الا نصل الى ذلك".
وردا على سؤال لمحطة التلفزيون "سي بي سي" قال ستيفان هاشمي نجل زهرة كاظمي من جديد ان هذه المحاكمة "مهزلة".
وتساءل "لماذا لم تتحرك اوتاوا حتى الآن؟ انها ليست سوى وعود"، داعيا الحكومة الكندية الى القيام "بخطوات قوية" ضد طهران.
وما زال هامشي يطالب باعادة جثمان والدته لاجراء تشريح مستقل.
ومنذ بداية القضية يوجه انتقادات عنيفة لاوتاوا التي يتهمها بتبني موقف متسامح مع ايران.
التعليقات