دفع مليوني دولار ثمنا لوسام من الكونغرس
فضيحة سياسية تعصف برئيس وزراء إسبانيا السابق

نصر المجالي من لندن: قالت تقارير صحافية بريطانية اليوم إن رئيس وزراء إسبانيا السابق خوزيه ماريا أثنار، دفع مليوني دولار أميركي لناشطين أميركيين لتحسين صورته أمام الكونغرس، من أجل منحه ميدالية الشرف الأميركية التي تمنح على نحو محدود لرجالات قدموا خدمات جليلة داخل الولايات المتحدة أو خارجها.

وكان رئيس الوزراء الإسباني السابق انضم إلى التحالف العسكري في غزو العراق إلى جانب الولايات المتحدة، حيث تم إسقاط حكم صدام حسين، لكن رئيس الوزراء الجديد سحب القوات الإسبانية من العراق بعد انتخابه مباشرة قبل أربعة اشهر.

وكشف حقيقة إقدام أثنار على دفع هذا المبلغ المالي الكبير لأعضاء اللوبي في الكونغرس، سفير إسبانيا السابق لدى الأمم المتحدة في حديث مع إحدى محطات الإذاعة الإسبانية، وقال أن "أثنار كان يحاول تحسين صورته أمام أعضاء الكونغرس قبل أن يلقي خطابا أمامهم في يناير (كانون الثاني) الماضي".

يشار إلى أن حزب الشعب الإسباني، وهو (يمين وسط) الذي يتزعمه أثنار هزم في مارس (آذار) الماضي في الانتخابات البرلمانية التي جاءت بخوزيه لويس رودريغوس زباتيرو لرئاسة الحكومة، وأعلن الأخير أنه سيلغي عقد دفع المليوني دولار لجماعة اللوبي في الكونغرس "لأنها غير شرعية".

وكانت فضيحة المليوني دولار من جانب أثنار للحصول على ميدالية الشرف الأميركية ، تفجرت في نهاية الأسبوع الماضي من جانب قناة ( سي أي آر) الإسبانية المتعاطفة مع الحزب الاشتراكي الحاكم حاليا، ونقلت عن رومان جيل كازاريس وهو كان مسؤولا كبيرا في وزارة الخارجية الإسبانية تأكيده بأن اتصالات جرت مع مؤسسة اللوبي في الكونغرس "بايبر رودنيك"، حيث تم توقيع اتفاق سري معها من جانب السفير الإسباني السابق في واشنطن مع خافيير روبيريز وذلك قبل ثلاثة اشهر من الانتخابات البرلمانية الإسبانية التي جاءت بحكومة زباتيرو".

وقالت التقارير إن "بايبر رودنيك" وهي تعرف نفسها حسب موقعها على الشبكة الإلكترونية، بأنها تضم 975 رجل قانون عبر الولايات المتحدة، وأعضاء سابقين في الكونغرس من بينهم السيناتور السابق جورج ميتشيل، زعيم الأغلبية السابق "تعتقد بضرورة منح أثنار (ميدالية الكونغرس الشرفية) لرئيس الوزراء السابق لموقفه الصلب في دعم الولايات المتحدة وكحليف مهم في الحرب ضد العراق".

وكشفت التقارير أن جماعة اللوبي الذي استخدمهم أثنار هم الذين كتبوا خطابه الذي ألقاه أمام الكونغرس في الثلاثين من يناير (كانون الثاني) الماضي، حيث يومها تم تقليده وسام الشرف كحليف مهم للولايات المتحدة.

في الختام ، فإن عددا من شخصيات من خارج الولايات المتحدة تم منحهم وشام الشرف الأميركي وهو أعلى وسام أميركي، ومن بين هؤلاء : رئيس وزراء بريطانيا الراحل ونستون تشرشل في العام 1969 (بعد وفاته) لمشاركته في الحرب العالمية الثانية، والملكة بياتريس الأولى ملكة هولندا في العام 1982 لمساهمتها في قضايا إنسانية، والزعيم الجنوب إفريقي نيلسون مانديلا في العام 1988، وبابا الفاتيكان الحبر الأعظم يوحنا بولس الثاني في العام 2000 وأخيرا رئيس الوزراء البريطاني توني بلير في العام 2003، لوقوفه كتفا إلى كتف مع الإدارة الأميركية في الحرب التي أطاحت بحكم صدام حسين في العراق.