فيينا: يقول دبلوماسيون غربيون ان تقارير المخابرات في الآونة الاخيرة تظهر ان ايران تحاول شراء مكونات يمكن استخدامها في صنع أسلحة نووية وهو اتهام تنفيه طهران.وأشار الدبلوماسيون الى معلومات جمعتها أجهزة مخابرات وجمارك اوروبية في الشرق الاوسط أظهرت ان طهران حاولت شراء ضمن اشياء اخرى مفاتيح عالية السرعة يمكن ان تستخدم في صنع سلاح نووي وكاميرات قد يستخدمها الايرانيون في تجربة تفجير نووي.

وقال الدبلوماسيون "انهم يعملون فيما يبدو في التخطيط للحصول على ادوات تفجير داخلي نووي عالي السرعة." واضافوا ان ايران تجري تجاربا على "مادة متفجرة شديدة القوة مناسبة لان تصبح نواة سلاح نووي."

وقال مسؤول اميركي ان هذه الجهود لشراء مكونات تمثل جزءا من جهود مستمرة منذ فترة طويلة. وامتنع عن تأكيد هذه المكونات تحديدا لكنه قال انها "ليست جميعها جديدة" بالنسبة لواشنطن.

وقال المسؤول "عملية الشراء هذه مستمرة. وأعتقد تماما انهم مستمرون في ذلك لكن لا يمكنني القول بأن هناك قائمة جديدة يحاولون شرائها في الوقت الراهن."

وقال الدبلوماسيون ان دافعهم لتقديم معلومات هو القلق من ان فرنسا وبريطانيا والمانيا تمكن ايران من كسب الوقت بينما تحاول الدول الثلاث ايجاد وسيلة لحمل طهران على تعليق برنامج تخصيب اليورانيوم بالكامل.

واتفقت ايران مع الاوروبيين في اكتوبر تشرين الاول على تعليق برنامجها لتخصيب اليورانيوم الذي تعتقد الولايات المتحدة انه يهدف لصنع مادة تستخدم في صنع سلاح نووي. لكن طهران لم توقف تماما برنامجها وقالت في الاونة الاخيرة انها ستستأنف انتاج وتجميع واختبار أجهزة تخصيب اليورانيوم بالطرد المركزي.

وقال مصدر دبلوماسي غير غربي "هناك اعتراف هنا بأن الوقت يمثل عاملا حيويا للغاية." واضاف ان "الخط الاحمر هو ليس عندما يحصل (الايرانيون) على القنبلة وانما عندما يصبحون في غنى عن أي مساعدة أجنبية."

وقال دبلوماسي اوروبي رفيع انه يوجد كثير من الادلة على ان ما تسعى اليه ايران هو "نقلة في قدراتها" لا تصل الى حد صنع سلاح نووي وانما تعطيها القدرة على ان تفعل ذلك بسرعة اذا قررت الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي.

ومن المتوقع ان تنتهز الولايات المتحدة معلومات المخابرات الجديدة لتقديم مزيد من الادلة على اعتقادها بأن طهران تطور اسلحة نووية تحت ستار برنامج توليد الكهرباء باستخدام الطاقة النووية.

لكن محللين ودبلوماسيين يقولون ان واشنطن ستجد مصاعب في اقناع المتشككين بأن ايران تريد صنع قنبلة بسبب معلومات المخابرات الامريكية والبريطانية عن اسلحة الدمار الشامل العراقية التي كانت المبرر الاساسي في غزو العراق ثم تبين انها غير دقيقة على الاطلاق.

وقال دبلوماسي دولي رفيع شارك في التحريات بشأن ايران لصحيفة نيويورك تايمز هذا الاسبوع "اننا نعتقد جميعا ان التقييم الامريكي قد يكون صحيحا لانه لا يوجد تفسير جيد اخر للانشطة التي يقوم بها الايرانيون."

وقال "لكن ليس لدينا بعد أي (مؤشر) .. بندقية دخان" مضيفا انه بعد العراق "نحتاج الى بنادق دخان أكثر من أي وقت مضى."