جان لوي سانتيني من واشنطن : يبدو ان الاقتصاد والمخاوف من الارهاب عاملان يخدمان مصلحة جورج بوش في مواجهة خصمه الديموقراطي جون كيري، لكن تاثير المستنقع العراقي يشكل اكبر نقطة مجهولة بالنسبة للرئيس المنتهية ولايته قبل اقل من اربعة اشهر من الانتخابات الرئاسية.
وقال مدير معهد الدراسات السياسية في جامعة فيرجينيا قرب واشنطن لاري ساباتو ان "العراق هو مفتاح هذه الانتخابات لان الاميركيين، في اليمين واليسار، قلقون جدا لمقتل عسكريين وغياب استراتيجية للفصل".
واوضح خبير الشؤون السياسية ان العراق يشكل مصدر قلق اكبر للاميركيين، موضحا ان بوش "سيواجه هزيمة في تشرين الثاني/نوفمبر اذا لم يطرأ تحسن ميداني في العراق، على الرغم من انتعاش الاقتصاد".
وافاد استطلاع للرأي نشرت نتائجه صحيفة "نيويورك تايمز" في نهاية الاسبوع الماضي ان 51% من الاميركيين يرون ان الولايات المتحدة ما كان يجب ان تتدخل في العراق، وهي زيادة من خمس نقاط بالمقارنة مع الاشهر الثلاثة الماضية.
وهذا الوضع يجعل الجمهوريين اكثر توترا.
ويجري الاقتراع الرئاسي في الثاني من تشرين الثاني/نوفمبر المقبل بالتزامن مع انتخابات تشريعية.
لذلك يخشى الجمهوريون ان تفقدهم هزائم بوش وخصوصا الارباك الذي تسببه اسلحة الدمار الشامل التي لم يعثر عليها في العراق او فضيحة الممارسات المهينة التي تعرض لها معتقلون عراقيون في سجن ابو غريب العراقي، الاغلبية الصغيرة التي يتمتعون بها في مجلس الشيوخ.
وقال ساباتو "اذا جرت الانتخابات اليوم فان بوش سيهزم"، مشيرا الى الاقتراع الرئاسي الذي جرى في 1968 وهزم فيه الرئيس ليندون جونسون على الرغم من اقتصاد مزدهر، بسبب الاستياء الذي اثارته حرب فيتنام.
وقد اظهر استطلاع للرأي نشرت نتائجه صحيفة "نيويورك تايمز" في نهاية الاسبوع ان الثنائي الديموقراطي المرشح للانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني/نوفمبر جون كيري وجون ادواردز ما زال يتقدم على الرئيس جورج بوش ونائبه ديك تشيني.
ومنح استطلاع الرأي كيري وادواردز 49% من اصوات الناخبين مقابل 44% للثنائي الجمهوري.
ويؤكد محللون وخبراء استراتيجيون انتخابيون من جمهوريين وديموقراطيين ان العراق والاقتصاد والارهاب هي العوامل الثلاثة الحاسمة في الاقتراع، لكنهم يشيرون الى القلق غير العادي في هذا الشأن في هذه المرحلة من الحملة.
ويذكرون في هذا السياق انقسام الناخبين الى مجموعتين في جو من الاضطرابات في الشرق الاوسط وتخوف من تباطؤ الانتعاش الاقتصادي والتهديد بوقوع اعتداء على الاراضي الاميركية.
وقال مؤرخ الانتخابات الرئاسية في الجامعة الاميرية الان ليشتمان ان "اقل حادث يمكن ان يغير الاستطلاع والتصويت في احد الاتجاهين".
واضاف ان "بوش بصفته رئيسا منتهية ولايته متفوق" على كيري، معتبرا ان "اعتقال اسامة بن لادن سيعود بالفائدة على بوش وليس على كيري".
لكن هذا المؤرخ رأى ان اعتداء في الولايات المتحدة قبل الانتخابات يمكن ان يكون له تأثير ايجابي على بوش خلافا لما حدث في اسبانيا في آذار/مارس الماضي بسبب رد فعل الاميركيين العادي الذي يدفعهم الى التضامن مع الرئيس في الازمات القومية.
وقال ستيفن هيس الخبير في "مؤسسة بروكينغز" معهد الابحاث الخاص ان الجزء الاكبر من الانتخابات سيحسم في حوالى عشر ولايات يخوض الجانبان منافسة حادة للحصول على اصوات الناخبين فيها، وقلة من المترددين تبلغ نسبتهم عشرة بالمئة على الاقل.
ويمكن ان تغير فلوريدا او الولايات الصناعية مثل اوهايو او بنسيلفانيا حيث يركز بوش وكيري حملتهما، نتائج الانتخابات في هذا الاتجاه او ذاك.
اما الجنوب بطابعه الاكثر محافظة وتدينا بشكل عام، فيميل تقليديا لمصلحة الجمهوريين مثل وسط الغرب الريفي بينما كاليفورنيا (غرب) والشمال الشرقي ومنطقة البحيرات الكبرى ديموقراطية في غالبيتها.