يعتقد بان جماعة الدعوة التي تمثل الحركة السلفية في باكستان كانت الجماعة الاكبر بين التنظيمات الداعية للجهاد في هذا البلد، ولكنها اضحت معرضة لوقوع مواجهات عنيفة بين صفوفها حول ممتلكات الجماعة وثروتها بعد ان انقسمت الى اتجاهين رئيسيين.

ويتكون الفريق المنفصل الذي اطلق على نفسه اسم خير الناس في معظمه من عناصر التنظيم المسلح المحظور للجماعة والذي يطلق عليه اسم لاشكر طيبة . وقد اقسم بعضهم على انهم سوف يقتلون الحافظ محمد سعيد رئيس الجماعة .

وكلا الفريقين يتآمر الان ليفرض سيطرته على المجموعة الاخرى من خلال القضاء على قيادتها وتسيير عناصرها تحت هيمنته . ولكن القضية الاهم في مؤامرات فرض السيطرة هي الحصول على اليد الطولى في السيطرة على ممتلكات واموال الجماعة مثل مركز طيبة الرئيسي للجماعة والواقع في مدينة موريدكي وعلى مركز القادسية في مدينة لاهور وغيرهما من الممتلكات والعقارات التابعة للحركة السلفية في باكستان .

قادة الفريق المنفصل وجهوا الاتهام للحافظ محمد سعيد بالمحاباة وتحويل سياسة الجماعة من اهدافها الاساسية والقيام بتوزيع غير عادل للاموال . كما ان فرقة خير الناس ليست راضية عن زواجه الثاني من ارملة احد شهداء التنظيم .

بدأت الخلافات بين صفوف جماعة الدعوة قبل حوالي خمسة اعوام عندما قام الحافظ محمد سعيد بتعيين نسيبه المولوي عبدالرحمن المكي المدرس سابقا في جامعة المدينة بمنصب مسؤول العلاقات الخارجية بالجماعة وكذلك بمنصب النائب الاول لرئيس الجماعة .

وشعر حينها البروفسور ظفر اقبال مسؤول التعليم بالجماعة والذي يعتبر من المؤسسين الاوائل لها بانه احق من المولوي المكي وعزى اختيار الحافظ سعيد له بانه تمييز عرقي وذلك لانه ينتمي لمنطقته والبرفسور ينتمي لمنطقةم .واتهم الحافظ سعيد بانه يدعم ابناء منطقته ضد بقية اعضاء الحماعة . كما ان الحافظ قد زوج ابنه طلحة سعيد من ابنة المكي لتعزيز قبضتهما على الجماعة .

ويشتكي اعضاء الجماعة من ان خالد وليد ابن نسيب الحافظ سعيد والذي يشغل منصب المسؤول الاعلامي للجماعة متورط بعلاقة مع مهرب للسيارات مما يزيد من تشويه صورة الجماعة امام الرأي العام المحلي .

وقد تزوج الحافظ سعيد من ارملة ابو موسى البالغة من العمر 28 عاما بعد استشهاد زوجها في عملية بمدينة سرينغر عاصمة الجزء الهندي من كشمير ؛ وكان ابوموسى شيعيا ولكنه قام بتغيير مذهبه بعد استماعه لخطب الحافظ محمد سعيد . ولما اعترض البرفسور ظفر اقبال على زواج الحافظ محمد سعيد من الارملة الصغيرة باعتبار ان ذلك لا يتناسب مع كون الحافظ على قمة قيادة الجماعة فان الحافظ بدوره قد اعترض على زواج البرفسور من فتاة صغيرة ايضا من اقليم بالتيستان النائي .

وتشير مصادر خبيرة بشؤون الجماعة بان الخلافات قد بدات شخصية ولكنها كبرت وانتشرت بين صفوف الجماعة لتنخر بها من الداخل وكأن الضغوط الخارجية عليها لا تكفيها مشقة وعنتا . والاعتراض على زواج الحافظ سعيد لا يتناسب مع النهج المعمول به في الحركة من حيث ان معظم افرادها متزوجين مرتين على الاقل .

كما ان الحافظ محمد سعيد قد عمد الى تحويل جميع التبرعات المحلية والخارجية للجماعة الى حسابات الجماعة الخاضعة لسيطرته مما ادى لاعتراض الجناح العسكري الذي يرى ان الجماعة دعوية وان الاموال التي يتم التبرع بها هي للجهاد ولهذا فلا حق للجماعة بها وكان ان جاءت الاعتراضات من العناصر التابعة لتنظيم لاشكر طيبة والذي يرأسه الان ذاكر الرحمن لاخوي والذي يرأس الان التنظيم العسكري لخير الناس .

وتفيد التقارير الى ان البرفسور ظفر اقبال المعارض الرئيسي للحافظ سعيد متواجد الان في السعودية للحصول على دعم شيوخها لتنظيمه الجديد . وسيعلن عن الهيكل العام لتنظيم خير الناس بعد عودته من السعودية وربما كان الرئيس المحتمل للتنظيم المنشق عن جماعة الدعوة . وتعتبر خير الناس ولاشكر طيبة اسمان لمحتوى واحد ولكن قيام الحكومة الباكستانية بحظر لاشكر طيبة قد ادى الى البحث عن اسم اخر .