دعا الكويتيين الى ان يحبوا بلدهم بالافعال لا الاقوال
صباح الاحمد يفتتح البرلمان بتحذير من فرز طائفي
الكويت – ايلاف: حذر رئيس مجلس الوزراء الكويتي الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح اليوم من "السجالات المهددة للوحدة الوطنية كونها قائمة على فرز طائفي وقبلي وفئوي بغيض"، مشيرا الى "ان الفتنة لم تجد طريقها يوما لابناء هذا الوطن حتى في احلك الظروف". وشدد في الخطاب الاميري الذي القاه في افتتاح الدور الرابع من الفصل التشريعي العاشر لمجلس الامة على اهمية التمسك بالوحدة الوطنية باعتبارها "قوة ذاتية ..لها قدسيتها في وجدان ابناء الكويت جميعا" . واعتبر "ان الانفتاح السياسي والاقتصادي هو استحقاق محلي واقليمي ودولي تمليه اعتبارات بناء الدولة العصرية القادرة على التعامل مع مقتضيات التنمية والتغيير" .
واعتبر الشيخ صثباح في كلمته ان ما حققته الحكومة خلال الفترة السابقة من انجاز "غير قليل ولكنه لا يبلغ مستوى الطموحات"، مشيرا بشكل خاص الى حصول المراة الكويتية على حقوقها السياسية الكامل فى الترشيح والانتخاب لعضوية مجلس الامة ، واصفا هذا الامر بأنه "انجاز حضاري تاريخي مميز" .
وتطرق الشيخ صباح في كلمته الاحداث الارهابية التى شهدتها الكويت فى الاشهر الماضية، فقال " ان الحكومة بادرت عبر خطوات مدروسة بالعمل على تكريس الوسطية والاعتدال كمنهج حياة موءكدة على اهمية تضافر الجهود التربوية والتعليمية والاعلامية والبحثية فى التزام هذا المنهج سبيلا للعيش القويم".
وشدد الشبخ صباح على ان الوحدة الوطنية بمثابة "القلب لنظامنا السياسي والتعددية شريانه والعقلانية السياسية دليل صحته وعافيته والاندماج الاجتماعي أساس قوته ومناعته"، محذرا من جديد "من أن تسود مفردات المجموعة على لغة الجماعة وتتراجع روح الفريق أمام تنافس الفرق". وقال انه "من المحبط أن يتحول العمل الوطني إلى نزاع على القيم بدل أن يكون تنافسا على قيمة واحدة هي مصلحة الكويت ومن الخطير بل ومن الخطير جدا أن نبدو كأننا تكوينات اجتماعية لا كيان واحد ونحن بلد صغير". ونبه "الى أن تلك المظاهر ان تعاظمت واستفحلت فستلقي بظلال كئيبة على مسيرتنا الديمقراطية وتفرغ انجازاتنا من مضامينها الوطنية وتعطل فينا امكانية البناء والعمل فتزداد وطأة الحاضر علينا ويزيد فينا القلق على المستقبل". وشدد على " أن الاصلاح ضرورة لحاضرنا ومنطلقا لمستقبلنا وقد اعتمدناه منهجا وسلكناه طريقا نستجيب به لحاجات وطنية ملحة ونستعد من خلاله لتحولات وتحديات يشهدها عالمنا المعاصر" . وأكد الشيخ "ان البناء أصعب من الهدم والعلاج أكثر كلفة من الوقاية ولكنه في نفس الوقت ليس معضلة مستعصية على الحل فالاصلاح الحقيقي ليس رؤية فقط وانما أيضا مبادرة وقرار وتنفيذ ولابد أن يكون شامل النطاق عميق المضمون وفعال المعالجة". وأضاف انه "اذا كان تطوير العمل السياسي مطلوبا في كل زمان ومكان فهو مطلوب بإلحاح أكثر في حياتنا السياسية فمن غير الواقعى أن يبقى عملنا الوطنى أسير نفس المفاهيم والنظم والأطر رغم التطورات والتحولات التى يشهدها مجتمعنا ومن غير المنطقي أن تكون لدينا أحزاب في الممارسة ولا نبحث جديا جدوى تقنينها وتنظيمها ومن غير المناسب أن يكون لدينا مجتمع مدني قادر على العطاء ولا نوفر البيئة التشريعية والدعم اللازم لتفعيل مؤسساته، ومن غير المعقول أن تكون لدينا خطط تنمية تعدها خبرات وطنية واعدة وتبقى في الأدراج المهملة يطويها النسيان ومن غير المقبول أن نظل نراوح مكاننا في عالم يتقدم في كل يوم بل فى كل لحظة". وقال "ان عالمنا اليوم ليس كعالم الأمس وتحديات الحاضر لا يمكن مواجهتها بأساليب الماضي وامكاناتنا الحالية قد لا تتوفر لنا في المستقبل". وتكلم ايضا رئيس مجلس الامة جاسم الخرافي فقال "ان الوحدة الوطنية هي قلب النظام السياسي للبلاد وان التعددية شريانه وأن الاندماج الاجتماعي اساس قوته ومناعته"، مشددا على "ضرورة الحرص على تفعيل تلك المقومات قولا وفعلا من أجل مصلحة دولة الكويت".
وأكد الخرافي اهمية "اعتماد الاصلاح منهجا وطريقا لتحقيق الحاجات الوطنية والاستعداد من خلاله لمواجهة التحديات التي يشهدها العالم المعاصروضرورة اصلاح النظام الاقتصادي للدولة وزيادة الثقة به من خلال تأصيل الشفافية في الرقابة والمحاسبة وعدم الاعتماد على العوائد النفطية كمصدر رئيسي وعمود فقري للدخل القومي".
كما شدد الخرافي على ضرورة تطوير العمل السياسي بتطوير مفاهيم ونظم العمل الوطني لمواكبة المتغيرات والتطورات التي يشهدها المجتمع الكويتي.
افتتاح المجلس
وكان الشيخ صباح قد افتتح دور الانعقاد العادي الرابع من الفصل التشريعي العاشر لمجلس الامة، ممثلا ألامير الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح . واستهل الجلسة بالنطق السامي ايذانا ببدء دور الانعقاد قائلا:" بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لي .. الشرف ان امتثل لامر سيدي صاحب السمو اميرالبلاد حفظه الله ورعاه فافتتح نيابة عنه دور الانعقاد العادي الرابع من الفصل التشريعي العاشر لمجلس الامة".
وقال "ان محبة الوطن ليست كلمات تردد من الافواه وتختفي في الهواء فلا الوطن ولا المواطن يجني منها شيئا ان محبة الوطن ترجمة لاعمالنا وسلوكنا ونتائج ملموسة يراها المواطن على ارض الواقع ويتعايش معها". ودعا الكويتيين الى ان يحبوا بلدهم " بالاعمال والافعال وليس بالكلمات والاقوال".
انتخاب اللجان
وبعد ذلك انتخب مجلس الأمة النائب خلف دميثير أمينا لسر المجلس، بعد ان
حصل على 35 صوتا مقابل 27 صوتا للنائب الدكتور عادل الصرعاوي. وزكى النائب عبدالواحد العوضي لمنصب مراقب المجلس بعد تنازل النائب علي الدقباسي.
وانتخب المجلس ايضا اعضاء لجانه الدائمة، استنادا الى ما ينص عليه الدستور "بأن المجلس خلال الأسبوع الأول من اجتماعه السنوي اللجان الدائمة لاعماله ويجوز لهذه اللجان أن تباشر صلاحياتها خلال عطلة المجلس تمهيدا لعرضها عليه عند اجتماعه".
وزكى المجلس النواب الدكتور حسن جوهر و وليد الجري و عبد الله الرومي و عادل الصرعاوي وصالح عاشور لعضوية لجنة مشروع الجواب على الخطاب الأميري، والنواب
خالد العدوة ووليد العصيمي وبراك النون وعبدالله عكاش وغانم الميع لعضوية لجنة العرائض والشكاوى .وانتخب المجلس لعضوية لجنة الشؤون الداخلية والدفاع كل من الاعضاء عبد الله راعي الفحماء وراشد الهبيدة و عصام الدبوس و محمد الفجي وعلي الهاجري. وفاز بعضوية لجنة الشؤون المالية والاقتصادية النواب الدكتور يوسف الزلزلة وعبدالواحد العوضي ومحمد المطير وبدر شيخان الفارسي ومرزوق الحبيني وباسل الراشد ومخلد العازمي. انتخب لعضوية لجنة الميزانيات والحساب الختامي النواب عادل الصرعاوي وفهد الميع و خالد العدوة والدكتور ناصر الصانع وجمال العمر ومحمد الفجي وعلي الخلف.
فيما زكى المجلس النواب علي الراشد وجاسم الكندري وراشد الهبيدة وخلف دميثير وعبدالله الرومي والدكتور فهد الخنة والدكتور وليد الطبطبائي لعضوية لجنة الشؤون التشريعية والقانونية. كما تم تزكية النواب الدكتور فيصل المسلم والدكتور حسن جوهر والدكتور محمد البصيري وعبد الوهاب الهارون و الدكتور عواد برد لعضوية لجنة شؤون التعليم والثقافة والارشاد. وبعث رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الاحمد ببرقيات تهنئة الى النواب الذين تم تزكيتهم او انتخابهم لعضوية لجان المجلس، متمنيا للجميع "دوام التوفيق والسداد لخدمة وطننا العزيز والاسهام فى تحقيق كل مايتطلع اليه من عزة ورفعة وازدهار".
جدول الاعمال
ويذكر ان المجلس يواجه في دور الانعقاد الجديد عدد من القضايا الهامة كقانون اعادة توزيع الدوائر الانتخابية وقانون المطبوعات وقانون حقول الشمال الى جانب قوانين متعلقة بعمليات الخصخصة وتحديد اختصاصات المحكمة الدستورية ومناقشة الاقتراح بقانون بشان تعديل بعض احكام قانون التامينات الاجتماعية والفوائد المترتبة على الاستقطاع من معاشات المتقاعدين بناء على طلبين تقدم بهما عدد من الاعضاء، اضافة الى موضوع ترتيب بيت الحكم.
وشهد دور الانعقاد السابق لمجلس الامة تفعيلا لدوره الرقابي تمثل في تقديم اربعة استجوابات تم مناقشة ثلاثة منها في ما انتهى الرابع قبل مناقشته بسبب تقديم الوزير المستجوب استقالته قبل جلسة الاستجواب. كما شهد تعديل المادة الاولى من قانون الانتخاب الذي اتاح للمرأة الكويتية حق الترشيح والانتخاب. وقال رئيس مجلس الامة جاسم الخرافي في تصريحات عقب انتهاء الدور الانعقاد الثالث انه رغم الصعوبات التي واجهت انعقاد الثالث للفصل التشريعي العاشر فقد تمكن المجلس من تحقيق انجازات غير قليلة فيما يتعلق بممارسة دوره التشريعي والرقابي.
التعليقات