واشنطن: تبدو الاجواء السياسية في واشنطن حاليا مسمومة اكثر من اي وقت مضى حيث لا تفوت المعارضة الديمقراطية فرصة لاحراج الغالبية الجمهورية وعلى رأسها الرئيس جورج بوش حول مبررات الحرب على العراق.
ويرى المحلل السياسي توماس مان ان العلاقات بين السياسيين لم تكن اكثر سوءا مما هي عليه اليوم "منذ عشرات السنين".
وكان الجمهوريون لا يزالون تحت الصدمة بعد الضربة التي وجهتها اليهم المعارضة الديمقراطية مساء الثلاثاء عندما دعت بشكل غير متوقع الى عقد جلسة مغلقة للكونغرس مطالبة بانهاء تقرير برلماني حول "تلاعبات" محتملة قامت بها ادارة بوش في معلومات استخباراتية قبيل الحرب على العراق.
وسارع الجمهوري بات روبرتس رئيس لجنة الاستخبارات الى وصف ما قام به الديمقراطيون ب"الهجوم الماكر"، معتبرا ان التقرير تأخر بسبب مماطلة الديمقراطيين.
كما اعتبر زعيم المجموعة الجمهورية في البرلمان بيل فريست ان ما حصل عبارة عن "صفعة" وقال انه حتى نهاية ولاية الكونغرس في اواخر العام 2006 فانه "لن يكون قادرا على الوثوق" بنظيره الديمقراطي هاري ريد.
وكانت هذه الخطوة التي دعا اليها الديمقراطيون انتهت الى التعهد بتقديم تقرير بحلول الرابع عشر من الشهر الجاري حول ما وصل اليه التحقيق عن استخدام المعلومات الاستخباراتية قبل الحرب على العراق.
كما اتاحت الدعوة الى عقد جلسة مغلقة للكونغرس للمعارضة الديمقراطية، الابقاء على ملف الحرب في العراق حاضرا، في الوقت الذي تسعى ادارة بوش الى طي هذه الصفحة بعد توجيه التهمة الى لويس ليبي واستقالته.
ويتهم هذا المدير السابق لمكتب نائب الرئيس ديك تشيني بتدبير مؤامرة استهدفت السفير السابق جوزف ويلسون عبر كشف هوية زوجته فاليري بلامي العميلة في وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية "سي آي ايه" بسبب توجيهه انتقادات الى قرار الحرب على العراق.
وكان ويلسون تكلم في تموز(يوليو) 2003 عن "الحجج الواهية" التي قدمت لمهاجمة بغداد في حين لم يتم العثور على اي اسلحة دمار شامل كانت الادارة الاميركية تؤكد وجودها.
ويكرر الجمهوريون القول ان المجتمع الدولي بكامله كان يخشى ترسانة الاسلحة العراقية في عهد صدام حسين.
وقال المتحدث باسم البيت الابيض سكوت ماكليلان بغضب "يجدر بالديمقراطيين ان يروا كيف توصلت الادارات السابقة الى الاستخلاص، انطلاقا من معلومات استخباراتية مثلها مثل ادارة بوش، بان صدام حسين ونظامه كانا يشكلان تهديدا".
وقال توماس مان الباحث في مؤسسة بروكينغز ردا على سؤال لوكالة فرانس برس ان اجواء التشنج هذه "ستتواصل على الارجح خلال السنوات الثلاث المتبقية من ولاية بوش".
ويبدو ان النقاش المرتقب حول المحكمة العليا قد يكون مناسبة لنزاع جديد بين الفريقين الديمقراطي والجمهوري. فقد اختار بوش الاثنين المحافظ المتشدد صامويل اليتو لترؤس هذه المحكمة ليجازف بذلك بإحداث مواجهة مع الديمقراطيين.
ويرى الاستاذ في الجامعة الاميركية جيمس ثوربر ان المواجهة بين الطرفين ستكون قاسية خصوصا ان الاستقطاب بين اليمين واليسار قد ازداد مع "تزايد نفوذ مجموعات الضغط".
واضاف ثوربر ان المعارضة في حال قررت عرقلة تعيين اليتو، فان الاكثرية الجمهورية هددت باللجوء الى ما تسميه "الخيار النووي"، اي الغاء قدرة المعارضة على العرقلة.
وفي حال حصل ذلك فسيعني وضع حد لقرنين من التوافق في مجلس الشيوخ حول البحث الدائم عن التوافق.
- آخر تحديث :
التعليقات