بغداد: وقعت مجزرة الدجيل التي اتهم الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين ومساعدوه بارتكابها قبل 23 عاما في بلدة تحمل هذا الاسم شمال بغداد، بعد هجوم على موكب الرئيس السابق.

فبعد الهجوم على موكب الرئيس من قبل عناصر في حزب الدعوة الشيعي، قتل 143 قرويا شيعيا في عملية انتقامية نفذتها اجهزة صدام حسين الامنية عندما كان في اوج سلطته. ودمرت ممتلكات كثيرة ومزارع وخربت بساتين بينما نفي الناجون قسرا داخل البلاد اربع سنوات.

ولا يعرف احد في القرية التي تبعد ستين كيلومترا شمال بغداد مكان دفن جثث الضحايا رغم الكشف عن عشرات المقابر الجماعية منذ سقوط نظام صدام حسين في نيسان/ابريل 2003.

وبعد 23 عاما لم ينس سكان القرية الشيعية ذلك ويريدون ان يكشف صدام حسين المكان الذي دفنت فيه جثث القتلى.
ويذكر عبد الحسين الدجيلي الذي كان شاهدا على الاحداث حينذاك ويرأس حاليا منظمة السجناء الاحرار "في اليوم السابع من رمضان والثامن من تموز/يوليو 1982 زار صدام حسين الدجيل حيث زار احد ائمة المساجد".

ويضيف ان صدام حسين "توقف دقائق ثم انطلق موكبه المكون من اكثر من ثلاثين سيارة (...) وفي وسط المدينة (...) اطلق مسحلون النار بصورة كثيفة على سيارات الموكب".

ويتابع الدجيلي ان "صدام قام بتغيير سيارته وانطلق الى وسط المدينة ثم توجه الى مقر الفرقة الحزبية واجتمع بهم لمدة ساعة ليعود مرة اخرى الى وسط المدينة ليلقي خطابا من على سطح مبنى المستوصف الصحي الى اهالي المدينة".

وفي هذا الخطاب، اكد صدام حسين ان "من قام بهذه العملية هم اشخاص معدودون تم القاء القبض عليهم"، حسب الدجيلي الذي قال ان ذلك لم يكن صحيحا.

ففي اليوم التالي "دخلت قوات الجيش والحرس الخاص والحرس الجمهوري وبدأت تمشيط البساتين التي قصفتها بالصورايخ والطائرات ثم بدأت حملة اعتقالات استمرت اشهرا وشملت عددا كبيرا من الرجال والاطفال والنساء".

واعتقل اكثر من 600 شخص ينتمون الى ثمانين عائلة ونقلوا الى سجن الامن السري في بغداد. ولم يعد 143 منهم.
ويؤكد الدجيلي ان "اكثر من 250 شخصا من ابناء الدجيل اعدموا بينهم ثمانية اطفال وتم احتجاز ثمانية عائلات مكونة من 612 فردا وازالة مساحات تقدر بــ 75 الف دونم .. وطمر نهر الدجيل".

ويصر الدجيلي باسم ابناء القرية على "انزال اقصى عقوبة بصدام حسين لتسببه في قتل اهالي الدجيل"، كما يصر على "معرفة اماكن مقابر ابنائنا الذين اعدموا ولا نعرفحتى الان اين قبورهم".