ايلاف من بيروت: عقد الرئيس امين الجميل مؤتمرا صحافيا في مكتبه في سن الفيل، الثانية عشرة والربع بعد ظهر اليوم، أعلن فيه أسماء مرشحي "الحركة الاصلاحية الكتائبية" في المناطق، على الشكل الآتي: بيار الجميل ووديع الحاج عن المتن الشمالي، انطوان غانم عن دائرة بعبدا-عاليه، الكسندر رزق عن دائرة كسروان وايلي ماروني عن دائرة زحلة. حضر المؤتمر الصحافي، عضوا الهيئة العليا في "الحركة الاصلاحية" جوزف ابو خليل وانطوان ريشا وحشد من الصحافيين. وأعلن الرئيس الجميل "اننا نخوض هذه المعركة تحت شعار "نحو جمهورية الحرية والديموقراطية والعدالة الاجتماعية".

وكما نعلم، فإن تاريخ الكتائب مليء بالنضال من اجل السيادة والديموقراطية والعدالة الاجتماعية، ونفتخر بأن يكون حزب الكتائب في طليعة المناضلين من أجل السيادة والاستقلال، ونعرف دور قيادتنا التاريخية في هذا المجال. ويجب ألا تنسينا المعركة الانتخابية، على حماوتها، جوهر القضية، وهو اننا نخوض برفقة مجموعة من النخب والقيادات الوطنية معركة قاسية في سبيل السيادة والحرية، وكانت آخر محطة نضالنا في لقاء قرنة شهوان الذي هو صدى لبيانات البطريرك مار نصرالله بطرس صفير والذي صمد في وجه كل التحديات ودفع الغالي من اضطهاد وسجن ومضايقات، وما زلنا متضامنين للاستمرار في المعركة، معركة السيادة والاستقلال ضمن انتفاضة الاستقلال، لان لا شيء انتهى".

وقال: "نخوض هذه المعركة بالتعاون مع رفاقنا في لقاء البريستول الذي يشكل نوعا من تحول اساسي في منطق بعض القيادات الوطنية التي انتقلت الى معركة السيادة والاستقلال وخضنا نضالا في سبيل التحرير والتحرر، وهذه التضحيات أدت الى تحقيق انسحاب الجيش السوري الكامل من لبنان وفتح صفحة جديدة في تاريخ الوطن". وأكد أن "المعركة لم تنته، فثلاثون عاما من الهيمنة الكاملة السورية على مؤسسات الوطن الدستورية والسياسية والحزبية والادارة والاحزاب والنقابات لم تنته، لا نزال في أول الطريق والمشوار طويل أمامنا ويفرض علينا نضالا قاسيا ليستعيد لبنان هويته الحقيقية اللبنانية والعربية المتحررة والمنفتحة، ومن المفروض ان نستعيد الشخصية اللبنانية التي نعرف انها تعرضت لخضات وتحديات، فنحن في حاجة الى استرجاع الوطن الى تراثه ودوره واسترجاع المواطن اللبناني الى المواطنة الحقة". وذكر "بالثمن والتحديات التي انطلقت ضد معركة التمديد والضغوط التي رافقتها من الاعتداء على تلفزيون المستقبل ومحاولة اغتيال النائب مروان حماده واغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري والنائب باسل فليحان واخيرا الصحافي سمير قصير الذي نعتبره جزءا لا يتجزأ منا.

فقد تعاونا معه في القضايا الوطنية وخسارته خسارة وطنية كبيرة، وان دل هذا على شيء فعلى ان المؤامرة مستمرة وقوى الشر لا تزال تعبث بأمننا، وأخشى ان تكون هذه الجريمة مجموعة من حلقة أعمال من هذا القبيل. وإذا اردنا التصدي لأخطبوط الشر، فالطريقة الوحيدة للتصدي لكل الجهات التي لا تزال تتآمر على سلامة الوطن، هي وحدتنا، وان تكون هذه الانتخابات مناسبة لجمع الشمل وتوحيد كل القوى الخيرة في مواجهة قوى الشر. المعركة لم تنته والدليل اغتيال سمير قصير، ولدينا معلومات مقلقة للمستقبل، والمفروض الاستمرار في روحية 14 آذار، وأي انقلاب عليها هو انقلاب على لبنان وتعطيل لمسيرة الاهداف التي ناضلنا لأجلها.

وقد حاولنا ما في وسعنا للمحافظة على وحدة حركة 14 آذار بكل الوسائل، وانفتحنا على الجميع وضحينا ببعض حقوق الحركة الاصلاحية للمحافظة على وحدة المعارضة. لم نتوقف عند اي تضحية طلبت منا، والمؤسف اليوم اننا نلهي المواطن وأبطال حركة 14 آذار عن اهداف الحركة وروحيتها، وهذه المعارك العبثية التي نخوضها كان من المفروض ان نتجاوزها وألا نغرق فيها". وأبدى خشيته ان يكون "الانقلاب على 14 آذار انقلابا على ارادة التغيير لدى الشعب اللبناني، وأن تكون هذه الانتخابات مناسبة لعودة رموز الحقبة السابقة التي وقفت بوجه معركة التغيير". وأعلن "أننا مصممون على الذهاب الى النهاية في هذه المعركة الانتخابية، وماكينتنا جاهزة". وشكر كل العاملين على الارض من اجل معركة التغيير هذه، وقال: "أرادوها معركة فلتكن معركة، نأمل ان تبقى المعركة رياضية بين الاصدقاء، وبعد الانتخابات ستبقى يدنا ممدودة وقلبنا مفتوحا، لان لبنان في حاجة إلينا جميعا". حوار ثم كان حوار مع الصحافيين. سئل: كثر من المرشحين محسوبون على "الحركة الاصلاحية" في المناطق. هل تدعمونهم ام انكم ملتزمون لوائح المعارضة؟ أجاب: "اننا ندعم كل لوائح المعارضة ولا سيما اصدقاءنا في لقاء قرنة شهوان ولقاء البريستول". قيل له: ماذا عن البترون حيث هناك العديد من المرشحين؟ أجاب: "في ما يخص موضوع الشمال آسف ان تكون الامور سارت على هذا النحو، ولن ادخل الآن في التفاصيل.

لقد أكدت لكم في حديثي أننا قدمنا تضحيات كثيرة للحفاظ على وحدة المعارضة ووحدة الصف، وفي الشمال لم نقفل كل المجالات، ونحن متضامنون مع المعارضة". قيل له: اعلنت اللوائح في الدائرة الثانية؟ أجاب: "نحن مع لوائح المعارضة. هناك اشخاص سينسحبون، ولم تحسم الامور حتى الآن بالنسبة الى الترشيحات". سئل: تحدثت عن معلومات مقلقة، اي ناحية تقصد؟ أجاب: "لا أكشف سرا عندما أقول ان الشيخ بيار الجميل كان أعلم الشهيد الرئيس رفيق الحريري قبل أشهر بمعلومات عن محاولة اغتياله، كانت تردنا معلومات من هذا القبيل، وكذلك بالنسبة الى النائب مروان حماده. المؤسف انه لا تزال تأتينا معلومات مقلقة عن أن قوى الشر لا تزال تخطط لمعاقبة بعض القيادات التي وقفت مواقف مشرفة في هذه الحقبة. ومن جهة أخرى، هناك بعض القوى ستحاول خلق بلبلة على الصعيد المحلي، هذه معلومات تردنا وكنا نود ان نواجه كل هذه الاستحقاقات من خلال وحدة الصف والا نتلهى بمعارك انتخابية بهذا الشكل". سئل: هل هناك معلومات واضحة واسماء محددة؟ أجاب: "لدينا بعض المعلومات ولا نستطيع ان ندخل في الاسماء. لدينا معلومات تقلقنا حول المستقبل.

وبعض الاشخاص المعنيين مباشرة سبق أن أبلغناهم بالامر". سئل: كيف تفسر تحالف العماد ميشال عون مع بعض رموز السلطة كما يقال؟ أجاب: "أصررنا في الحركة الاصلاحية الكتائبية بالنسبة الى المتن على ان تكون هناك أحزاب تخوض المعركة بلائحة مكتملة، ونلاحظ أن لائحة مكتملة تواجهنا. أما بالنسبة الى سؤالك، فأتمنى ان توجهه الى الشخص المعني بالأمر". سئل: ماذا عن تحالفاتكم؟ أجاب: "إن لوائحنا في المتن وبقية المناطق واضحة وصريحة، لكنها لوائح مكتملة ومتضامنة بعضها مع البعض، ونحن نتعاطى مع احزاب وقيادات مسؤولة تحملت مسؤوليتها كل هذه الفترة. لا أدري ما يجري عند غيرنا، ولكن على الاقل في المتن هناك لائحة مكتملة مع صديقنا الاستاذ نسيب لحود والشيخ بيار والدكتور وديع الحاج والاستاذ ادي ابي اللمع والاستاذ غبريال المر والدكتور ميشال عقل والاستاذ رافي مادايان وفيليب معلوف في مواجهتنا مع لائحة مكتملة. ومن الواضح ان هناك تكاملا بين الواقع الموجود في المقلب الآخر".

سئل: كيف ترى الوضع اللبناني؟ أجاب: "لا شيء انتهى، الاجهزة لا تزال هي نفسها، كما الفساد وسوء الادارة والرشوة والزبانية السائدة في البلد، ويهمنا اليوم تغيير هذا المنطق. حركتنا هي حركة تغيير للتخلص من الاهتراء في الادارة، ونحن حركة تغيير في كل مرافق الدولة اللبنانية انطلاقا من الانتخابات". سئل عن الحركة الدولية لتنفيذ ما تبقى من القرار 1559، فأجاب: "موقفنا واضح ونكرره. في موضوع الجيش السوري، هذا شيء تم، أما في ما يتعلق بالمقاومة، فلا أحد مثلنا يقدر تضحيات حزب الله في الجنوب، والذي بفضله وبفضل الشهداء تمكن لبنان من ان يحرر جزءا كبيرا من ارضه. وفي ما يتعلق بالمرحلة المقبلة نكرر ان هذا الامر داخلي نعالجه بالوفاق والحوار من خلال الحكومة، حكومة الاتحاد الوطني التي ستشكل بعد الانتخابات وعلى ضوء نتائجها، وبعد ذلك نقوم بحوار جدي، شفاف ومسؤول مع قيادة حزب الله للبحث في هذه المواضيع". سئل: ما هي الامور التي توحدت حولها المعارضة؟ أجاب: "توحدنا حول موضوع السيادة والعيش المشترك، وهذان الموضوعان لا يزالان مطروحين اليوم، فعلى صعيد السيادة بين اغتيال سمير قصير امس انه لا تزال هناك اجهزة مخابراتية مهمة تعبث بأمن الوطن، وهذا ما اعلنه وزير الداخلية حسن السبع بنفسه عندما قال انه ليس مسيطرا على كل الاجهزة التي تنشط على الساحة. اما بالنسبة الى مشروعنا السياسي، فسبق أن أصدرت في التسعينات كتابا تحت عنوان "رؤية للمستقبل" يتضمن مشروعا متكاملا يتعلق بالنظام السياسي والادارة وكل جوانب الحياة السياسية والوطنية، ونأمل ان نصل الى مجلس النواب مع اصدقاء لنا لتحقيق هذا المشروع الإنقاذي".

سئل: يلاحظ انك في هذه الفترة تحيد كل القيادات. هل هذا يفتح الباب لنوع من التعاون المستقبلي؟ اجاب: "معركتنا ليست معركة شخصية. سعينا الى توحيد الصف، وعندما برزت استحالات لسبب ما كنا نحاول ان نجد المخارج لتلافي هذه المعركة الانتخابية، ولكن المؤسف انه كان لدى البعض حسابات مختلفة". وختم الرئيس الجميل بدعوة المناصرين والحزبيين الى "التقيد باللوائح لان لديها برنامجا سياسيا واضحا ذا توجه واضح ضمن روحية انتفاضة الاستقلال، ولديها مشروعا تغييريا كبيرا في حاجة الى تضافر جهود الجميع للوصول الى الندوة البرلمانية واطلاق حركة التغيير المطلوبة".