بيروت، وكالات: في قراءة لخطاب وخروج قائد القوات اللبنانية سمير جعجع، رأى عدد من المحللين ان لازمة "ما زال كما هو لم يتغير" لا تبشر بالخير .. ثم اتى خطابه ليؤكد انه وعلى ما يبدو لم يراجع مواقفه ولم يعد حساباته خلال سنوات سجنه . فتعمد "النسيان" والتمسك بالصفات التي منحت له وبالتالي عدم التطرق الى اسباب اعتقاله او الحرب او حتى بأي إشارة ندم على بطش القوات خلال الحرب.

ولعل اللافت هو غياب التمثيل الشيعي في استقباله .. وان كان من المتوقع عدم حضور حزب الله وإنه لم توجه له دعوة اضافة الى عدم استعدادهم الحضور اذ ان نواب الكتلة انسحبوا خلال جلسة التصويت على قرار العفو الا ان المستغرب كان غياب اي تمثيل عن الرئيس بري وهو الذي سهل التصويت على قرار العفو عن جعجع. ومما جاء في البيان الصادر عن كتلة بري "إن الحركة بالتحالف مع lt;lt;حزب اللهgt;gt; سلّفا "القواتموقفا نوعيا حين اقترعا لصالح لائحة وحدة الجبل، واتاحا بالتالي تشكيل اكثرية ال72 التي وفرت الارضية العددية والسياسية لاطلاق سراح جعجع، فكان الرد علينا باستخدام نواب القوات الورقة البيضاء في جلسة إعادة انتخاب الرئيس نبيه بري رئيسا لمجلس النواب.

على الرغم من ذلك، وفى الرئيس بري بعد انتخابه بوعده القاضي بعقد جلسة تشريعية لاقرار العفو عن جعجع قبل نهاية شهر تموز، وصوّت نواب الحركة ومعظم أعضاء كتلة التنمية والتحرير لصالح القانون المعدل، مجازفين برصيدنا في الشارع الشيعي وبعلاقتنا التحالفية التي اهتزت مع الرئيس عمر كرامي، فكان الرد هذه المرة عبر الاعتداء على المواطنين في الشياح ما أدى الى سقوط شهيد و14 جريحا، من دون ان يتبع هذا الحادث أي اعتذار او حتى تعزية بالشهيد من جانب قيادة القوات.

خرج سمير جعجع من السجن، ليسارع في خطابه الى شكر الذين ساهموا في الافراج عنه، معددا حلفاءه بالاسم، فاذا ما وصل الى دور مجلس النواب، اكتفى بشكر رئاسته (التي تشمل هيئة المكتب) وأعضائه، متجنبا تخصيص الرئيس نبيه بري بالاسم، وهو الذي سهّل بإرادته إتمام جلسة العفو، خلافا لما يقوله البعض من ان هناك آلية كانت تلزمه بإحالة مشروع تعديل قانون العفو الى الهيئة العامة لمجلس النواب، وحتى إذا افترضنا جدلا وجود آلية من هذا النوع فهي بالتأكيد لا تلزمنا بالتصويت لصالح المشروع، كما فعلنا.

وتعتبر المصادر القيادية في أمل ان اليد المنبسطة التي امتدت الى القوات لم تُقابل منها بمصافحة، بل بيد مضمومة تُستخدم عادة للملاكمة، مشيرة الى انه من حسن التدبير ان قيادة الحركة ونوابها قرروا مقاطعة اللقاء الذي تم مع جعجع في المطار، على قاعدة ان الرسالة تُقرأ من عنوانها، واما العنوان فقرأناه في حادث الشياح الاخير الذي دفع الرئيس بري الى حسم قراره بعدم المشاركة في الاستقبال، ثم أتى كلام قائد lt;lt;القواتgt;gt; ليثبت ان سوء الظن من حسن الفطن احيانا.

وتلفت المصادر الانتباه الى ان مضمون خطاب جعجع لا يؤشر الى انه أجرى مراجعة حقيقية لجوهر مواقفه السابقة التي كان يُعرف بها قبل دخوله الى السجن، متوقفة على سبيل المثال عند تجاهله لحدث تحرير الجنوب ودور المقاومة في تحقيق هذا الانجاز، ولافتة الانتباه الى ما يتضمنه موقع القوات على الانترنت لجهة ان قضيتها هي قضية المسيحيين في لبنان، الامر الذي يوحي بان جعجع يعود الى الساحة الداخلية من زاوية انه صاحب مشروع للمسيحيين وليس للبنان ككل.

وتتوقف المصادر عند ظاهرة الامتناع الشيعي شبه التام عن المشاركة في اللقاء الاحتفالي بجعجع، لتخلص الى الاستنتاج بان حركة lt;lt;أملgt;gt; وlt;lt;حزب اللهgt;gt; استطاعا بناء سقف معنوي داخل الطائفة، تلتزم به غالبية الاتجاهات داخلها، من دون إكراه او ضغط، وإنما استجابة او مسايرة للمزاج العام السائد في صفوفها.

وعلى صعيد اخر ذكر بري لصحيفة السفير اللبنانية ردا على سؤال حول اثارة البطريرك الماروني نصر الله صفيرمسألة العفو عن عملاء جيش لحد مع عدد من الأقطاب بينهم العماد ميشال عون ثم إرسال المطران الحاج إلى رئيس المجلس لاجل إقناعه بإدراج المشروع على الجلسة النيابية التي جرى خلالها إقرار العفو عن قائد القوات اللبنانية سمير جعجع وموقوفي الضنية ومجدل عنجر.

وقالإنه تلقى طلبا بهذا الصدد من البطريرك الماروني وإن البعض حاول جمع الأمر مع اقتراح بالعفو عن مطلوبين ومطاردين في جرائم جنائية عادية. وقال بري: إنه أمر خطير للغاية ولا يمكن السير به أبدا. وتساءل هل يريدون منا أن نذهب إلى صلح مع إسرائيل؟.

وبينما نفى نواب من لقاء قرنة شهوان علمهم بالأمر، فقد أشاروا إلى أن الموضوع طرح سابقا ولم يطرح من وقت قريب ولم يحصل تشاور بشأنه. أما عضو كتلة القوات اللبنانية النائب جورج عدوان فنفى أن يكون النائب حرب قد ناقش الأمر معهم مضيفا أن الكتلة لم تناقش الأمر حتى تحدد موقفا نهائيا منه.

جلسة مناقشة البيان الوزاري: 30 نائباً طلبوا الكلام
من المتوقع ان تنطلق اليوم مناقشة البيان الوزراي اللبناني لحكومة فؤاد السنيورة في جلسة عمومية تمتد الى يومين اذ ان عدد طالبي الكلام بلغ الـ 30 نائبا . من جهته توقع السنيورة ان تمتد المناقشات الى السبت حيث يرد على المناقشات يليها التصويت على الثقة الذي توقع ان تنالها الحكومة بنسبة مئة صوت .

وفي محاولة لعدم تطويل المداخلات اشارت مصادر الى محاولات لتقليل من عدد طالبي الكلام ، الا انه يبدو ان هذه الجهود ستذهب عبثا لان بعض الاعضاء يصرون على الكلام وليس انتداب مندوب عن الكتل. وعلى صعيد متصل ترأس رئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد رفيق الحريري مساء أمس في قريطم اجتماعا لنواب الكتلة خصص للبحث في أهم بنود البيان الوزاري ومناقشة المواقف التفصيلية منه في جلسة مناقشة البيان اليوم في المجلس النيابي، إضافة الى مطالب مختلف المناطق التي يمثلها نواب الكتلة.

من جهتها عقدت كتلة نواب القوات اللبنانية اجتماعا في منزل الدكتور سمير جعجع في يسوع الملك عند الساعة الخامسة مساء أمس وانضم الى المجتمعين الوزير جو سركيس وخصص الاجتماع لمناقشة البيان الوزاري واتخاذ المواقف منه، كما استعرض المجتمعون "المناخ الديموقراطي" الذي رافق خروج الدكتور جعجع الى الحرية وهم يتوجهون بالشكر الى كل من ساهم وشارك في المناسبة من سياسيين ورجال دين وأمنيين وإعلاميين وجميع المواطنين.