ريما زهار من بيروت: تضاربت المعلومات عن احتمالات عودة قائد "القوات اللبنانية" سمير جعجع الى لبنان بين الأسبوع الأول من أيلول (سبتمبر) ونهايته ، إثر رحلة النقاهة والاستشفاء التي يمضيها في أوروبا. ويقول أنصاره منذ إطلاقه من السجن الانفرادي حيث أمضى أكثر من 11 عاماً ، أن محطته الأولى بعد عودته ستكون زيارة إلى بكركي ، حدّد موعدها مبدئياً في 15 أيلول المقبل، للقاءالبطريرك الماروني نصر الله صفير، بعد عودته من الديمان.
ويقول قريبون من جعجع أنه سجن لسباحته عكس تيار اتفاق الطائف، وأن إطلاقه يعيد إلى الحياة السياسية في لبنان نكهتها الحرة، خصوصاً بعدما عاد الى لبنان العماد ميشال عون من منفاه في باريس حيث أمضى15 عامًا. ويتوقع أنصار جعجع أن يخوض في عمل شاق بعد عودته يتمثل بهيكلة القوات اللبنانية ضمن حزب سياسي له علاقات مميزة مع حلفاءه.
ويقول لـ"إيلاف" النائب ادمون نعيم الذي تسلم قضية الدفاع عن جعجع خلال محاكماته ان الظروف سمحت لخصوم قائد "القوات" عام 1994 باتهامه بجرائم لم يرتكبها، وكان الوحيد من الذين اشتركوا في الحرب اللبنانية الذي أخضع لمحاكمات ، مما شكل مسًا بالعدالة اللبنانية.
* المعروف ان جعجع كان يتولى في بعض الاحيان الدفاع عن نفسه، كيف كانت تتم الملاحقات القضائية يومها؟
- المؤكد ان الدكتور جعجع كان يتمتع برؤية صافية امام الصعاب التي كانت تواجهه، مما سمح له في الكثير من الاحيان بالدفاع عن نفسه . اما نحن كمحامين فاستعنا بكل الوسائل للدفاع عنه، وتطرقنا الى قانون الحرب الاهلية ثم الى القانون العالمي للحروب، لكن احدًا لم يستمع الينا.
* هل تمكن مقارنة محاكمات جعجع بمحاكمات عرفها التاريخ؟
- اتطرق الى محاكمات نورنبرغ في المانيا عندما حكم الحلفاء على النازيين بالاعدام او بالسجن المؤبد. بصرف النظر عن شرعية تلك المحاكمات فقد بنيت على قاعدة ان الغالب يحاكم المغلوب، اما فيما خص الدكتور جعجع فتمت محاكمته على قاعدة انتقامية . ورغم ثبوت براءته بقي سجينًا سياسيًا.
*كيف تقوّم الخطاب الذي ألقاه في المطار بعد إطلاقه؟
- كان عميقًا يتوجه الى المستقبل، ورغم العذاب الذي عاشه بقي القائد الذي ينتظره الجميع، لأنه ظل مقيماً على مبادئه الثابتة، وكان يتمتع بمعنويات كبيرة زادت حتى خلال احتجازه ، وهذا عائد بالتأكيد الى قراءاته العميقة التي هذبت شخصيته وصقلتها باستمرار.
*كيف تنظر الى مستقبل تنظيمه "القوات اللبنانية"؟
-ارى لها مستقبلاً مشرقًا بقيادة الدكتور جعجع الذي عرف خلال 11 عامًا ان يستمر على خط الطائف غير الانتقائي.
زهرا
يعتبر النائب انطوان زهرا (تيار القوات اللبنانية) ان تفجير كنيسة النجاة عام 1994 "غيّر مجرى التاريخ في لبنان، واطلاق جعجع اعاد للبنان حريته وسيادته . وان السنوات الطويلة التي أمضاها في السجن لم تنل من صلابة موقفه التي يستمدها من ايمانه بقضيته".
*علامَ سيتمحور خطابه السياسي في المستقبل؟
- بعد اطلاقه انتهج الدكتور جعجع الخطاب نفسه، ولم يتغير ابدًا. القوات اللبنانية اعتمدت اتفاق الطائف ودافعت عنه حتى النهاية.
*ماذا عن اعادة تنظيمها سياسياً؟
- لا نستطيع التحدث عن الموضوع الا بعد عودة الدكتور جعجع من الخارج، وهو سيسعى الى اعادة هيكلية وتنظيم سياسي لـ"القوات"، على اسس متينة ، فيستأنف ما كان بدأ به قبل اعتقاله 1994.
التعليقات