نصر المجالي من لندن: اعتبر مراقبون أن البيان الرسمي الذي أصدره الأردن حول هوية مفجري صواريخ الكاتيوشا في مدينة العقبة الساحلية الجنوبية على البحر الأحمر يشير الى أن لسورية دورا في الهجوم سواء لجهة هوية من اعتقلوا أو لطبيعة الهجوم بالصواريخ، حيث هو أول هجوم من نوعه بمثل هذا النوع من الأسلحة وهو صواريخ كاتيوشا التي ظلت إلى عهد قريب السلاح المستخدم في جنوب لبنان سواء من جانب حزب الله المدعوم من سورية وإيران أو من جانب المقاومة الفلسطينية التي تتخذ من مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في جنوب لبنان قاعدة لها. وتعتقد مصادر أمنية أن صواريخ الكاتيوشا التي استخدمت في الهجوم الارهابي مرت عبر سورية من مخيم عين الحلوة الفلسطيني الذي يعتبر بمثابة ترسانة سلاح مدججة في جنوب لبنان.

وربط المراقبون بين توجه أبو محجن وهو الفلسطيني المتشدد الذي كان يسيطر على مخيم عين الحلوة إلى العراق في الشهر الماضي ليعمل نائبا للمتشدد الأردني ابي مصعب الزرقاوي وتفجيرات العقبة الصاروخية. وكانت معلومات صحافية نشرت في الكويت عبر صحيفة (الرأي العام) قالت إن امير "عصبة الانصار" احمد عبد الكريم السعدي المعروف بـ "ابو محجن" انتقل سرا من مخيم عين الحلوة الى العراق منذ قرابة شهر ونصف شهر، لينضم الى ابي مصعب الزرقاوي.

وابو محجن المطلوب للسلطات اللبنانية بتهمة اغتيال رئيس "جمعية المشاريع الاسلامية" (الاحباش) الشيخ نزار الحلبي، والمحكوم بالاعدام في هذه القضية، كان في مخيم عين الحلوة، وكان كرس زعامته أميرا لـ"عصبة الانصار" جراء هذا الاغتيال وتمكن من مغادرة المخيم قبل شهر ونصف شهر لمؤازرة الزرقاوي. وذكرت المصادر ان الزرقاوي عين ابو محجن قائدا ميدانيا يتبع له مباشرة.

واضافت المصادر انه رغم تطابق الشكل بين ابو محجن واشقائه الخمسة وحتى مع ابناء عمومتهم، حيث يجمع الكثيرون من سكان مخيم عين الحلوة على هذه المفارقة التي تخدم ابو محجن بهدف التضليل بات مؤكدا انه انتقل الى العراق خلال الفترة الماضية.

واعلنت السلطات الاردنية مساء اليوم الاثنين عن توقيف سوري وولديه اللذين يحملان جوازات سفر عراقية مزورة وشخص عراقي الجنسية نفذوا الهجوم الصاروخي في العقبة (328 كلم جنوب) الجمعة الماضي، واذاع التلفزيون الرسمي ان "الاجهزة الامنية المختصة تمكنت من كشف ملابسات الجريمة النكراء حيث تبين ان مجموعة ارهابية ترتبط باحدى المنظمات الارهابية قدمت من العراق لتنفيذ الجريمة وتم اعتقال العنصر الرئيس المدعو محمد حسن عبد الله السحلي الذي يحمل الجنسية السورية ويقيم في حي نزال في شرق العاصمة عمان.

وأضاف البيان الأردني وهو الأول من نوعه منذ هجوم يوم الجمعة الماضي الصاروخي قوله إنه "تبين انه في السادس من الشهر الحالي حضر ثلاثة عناصر من المجموعة الارهابية الى عمان عن طريق حدود الكرامة هم عبد الله محمد حسن السحلي الذي يحمل جواز سفر عراقيا مزورا باسم داوود محمد حسين".".

وتابع البيان القول إن الاخير "سبق ان قدم الى الاردن اثر اصابته بشظية في العراق وعولج في كانون الاول(ديسمبر) الماضي قبل ان يعود الى العراق، وعبد الرحمن محمد حسن السحلي يحمل جواز سفر عراقيا مزورا باسم سعد محمد حسين، والعراقي محمد حميد حسن ولقبه ابو مختار هو امير المجموعة".

وفي الآتي نص البيان الرسمي الأردني بالتفاصيل عن الحادث ومرتكبيه، كما أوردته وكالة الأنباء الأردنية الرسمية (بترا) على لسان الناطق الرسمي باسم الحكومة: بناء على توجيهات من الملك عبد الله الثاني بضرورة تكثيف الجهود لكشف ملابسات الجريمة الارهابية في مدينة العقبة تمكنت الاجهزة الامنية المختصة من كشف ملابسات تلك الجريمة النكراء ..حيث تبين ان مجموعة ارهابية ترتبط باحدى المنظمات الارهابية قدمت من العراق لتنفيذ تلك الجريمة ..وقد تم اعتقال العنصر الرئيس في هذه المجموعة وهو المدعو محمد حسن عبدالله السحلي ويحمل الجنسية السورية ويقيم في عمان ـ حي نزال حيث تبين ما يلي..

بتاريخ 2005/8/6 حضر ثلاثة عناصر من المجموعة الارهابية الى عمان عن طريق حدود الكرامة وهم /عبدالله محمد حسن السحلي يحمل جواز سفر عراقيا ..باسم داود محمد حسين والدته فاطمة سبق وان قدم الى الاردن اثر اصابته بشظية خلال وجوده في شهر 2004/12 ثم عاد الى العراق ..وعبدالرحمن محمد حسن السحلي ويحمل جواز سفر عراقيا مزورا باسم سعد محمد حسين والدته فاطمة.، ومحمد حميد حسن عراقي يلقب ابو مختار وهو امير المجموعة .

وكانت المجموعة تستقل سيارة مرسيدس 300 لون رمادي مزودة بتنك بنزين معدل بداخله سبعة صواريخ كاتيوشا وتوابعها ..حيث قام عناصر المجموعة الارهابية القادمون من العراق وبالتعاون مع المدعو محمد حسن عبدالله السحلي بالتوجه الى العقبة لغاية اجراء عمليات الاستطلاع لاهداف حيوية في العقبة بعد ان كشفوا للمذكور انهم مكلفون من المنظمة الارهابية العاملة في العراق لتنفيذ عملية ارهابية مؤثرة في مدينة العقبة الاردنية بالنظر الى أهميتها السياحية وما لذلك من صدى اعلامي بعد اجراء عمليات الاستطلاع والمعاينات في الفترة ما بين 6 الى 8 من الشهر الحالي .

واضاف الناطق الأردني "وتمكنت المجموعة من استئجار مستودع في المنطقة الحرفية في العقبة ثم قامت بنقل الصواريخ من عمان الى العقبة وخزنتها تمهيدا لتنفيذ العملية حيث تم نصب الصواريخ في المستودع الذي تم استئجاره في العقبة وتوقيتها للانطلاق في الساعة الثامنة والنصف من صباح يوم الجمعة وبعد ذلك عادت المجموعة مساء 8/18 الى عمان وقامت باستبدال تنك البنزين المعدل والذي تم ضبطه وغادر ثلاثة من عناصر المجموعة الارهابية بمن فيهم امير المجموعة فجر 8/19 الى العراق.".

وختاما، قال المتحدث الأردني "وقد اثبتت التحقيقات بان المجموعة الارهابية وخلال التحضير للعملية كانت على اتصال دائم بقيادتها في العراق لاطلاعها اولا باول على سير العملية". واكد الناطق الرسمي ..ان الاجهزة المختصة بقيادة الملك "ستبقى سدا منيعا في وجه الارهاب لاحباط المخططات التخريبية الرامية الى المساس بالامن الوطني الاردني.".