بهية مارديني من دمشق: أكدت مصادر سورية في مدينة الحسكة (حوالي 650 كم شمال شرق دمشق) لـ"ايلاف" انه لا ابعاد سياسية وراء احداث العنف الدامية التي شهدتها المحافظة امس وان اساس الاحداث مشاكل شخصية ثنائية امتدت لتاخذ طابعا عشائريا. ولكن رأت المصادر ان هناك حالة احتقان موجودة بين اطياف المجتمع السوري جسدتها احداث العنف التي نشات بعد مقتل ابن الشيخ عبد الرزاق المسلط من قبيلة جبور الشاب محمد عبد الرزاق المسلط "22 عاما" من قبل ابن الشيخ سعيد الياور من قبيلة شمر.

واوضحت المصادر بأن أحداثا مؤسفة وقعت أمس في مدينة الحسكة بين عشيرتي الجبور وشمر ، وهما قبيلتين عربيتين ، اثر مقتل الشاب محمد ، وتردد ان اصل الخلافات بين الشابين واقعة اختطاف فتاة وتم تسجيل الحادثة الجنائية في قسم الشرطة ، ولكن الامر خرج عن السيطرة بعد خلاف الشابين وحادثة القتل مما أدى الى هجوم اكثر من 3000 آلاف فردا من عشيرة الجبور على عشيرة شمر، واحراق منازلهم في الحسكة وذلك قبل تدخل قوات الأمن التي فرضت حصارا على المكان وواجهت المسلحين واستخدمت القنابل المسيلة للدموع للسيطرة على الوضع ، الذي استمر مازوما لساعات ،واخلت منازل عشيرة شمر من الحسكة الى القامشلي لحمايتهم وفرضت حراسات مشددة على منازل عائلات القاتل ، واضافت المصادر انه تم اليوم فتح الطرق المحاصرة في الحسكة التي سادها امس اطلاق رصاص عشوائي بعد نزول المسلحين من عشيرة جبور ولكن مازالت الحراسة شديدة على افراد عائلة عشيرة شمر ويسود المنطقة توتر وحالة ترقب وحذر خشية من مضاعفات ماجرى امس داخل المحافظات السورية الاخرى ، واعربت المصادر عن قلقها من ان يكون للحادث تداعيات خارج الحدود السورية لتواجد العشيرتين في دول الجوار .

وكان الخبر الذي نشرته بعض رسائل الاعلام اليوم ذكر خطأ أن اسم القتيل هو محمد دحام عبد العزيز المسلط وهو اسم رئيس حزب النهضة الغير المرخص في سورية، والذي يحمل الجنسية الأميركية ويشارك في المؤتمر الوطني في باريس الشهر القادم الامر الذي ادى الى اهتمام السفارات الغربية بهذا النبأ الا ان القتيل هو احد ابناء عمومه ، وقدرت الخسائر بملايين الليرات السورية والمعروف حتى الان ان هناك قتيلا واحدا دون ان يكشف عن عدد الجرحى او ان هناك قتلى او مختطفين من عائلة شمر ام لا . وشددت المصادر ان هذه المشاكل التي جاءت حصيلة عشرات السنين من فقدان الثقة بين السوريين تحتاج الى اعادة بناء طويلة ليشعر السوريين بكل فئاتهم بوحدة مصيرهم وتكافئهم وتشاركهم بالثروة والقرار السياسي.


ولكن الناطق باسم وزارة الاعلام السورية نفى بشدة ما تناولته بعض وسائل الاعلام حول مواجهات دامية فى الحسكة بين عشيرتي شمر والجبور ، واوضح ان الحدث لا يتعدى عن كونه جريمة قتل وقعت فى مدينة الحسكة ليلة امس ادت الى خلافات شخصية محدودة بين عائلتين وتمت السيطرة عليها من قبل السلطات المحلية فورا دون السماح باتساعها.

واضاف الناطق في تصريحات صحافية ان شابا اقدم على قتل شاب اخر نتيجة خلافات شخصية قديمة وعلى اثرها قام بعض ذوي المغدور بمحاولة مهاجمة منزلين لذوي القاتل وحرقهما الا ان الشرطة تدخلت اثناء تواجدها لحراسة المنزلين ومنعت الاعتداء عليهما ، واقتصرت الاضرار على حرق باب احد المنزلين وسجادة نظرا لسرعة تدخل رجال الشرطة واخماد الحريق فورا من قبل سيارات الاطفاء.

واعتبر الدكتور نزار ميهوب ان ما نشر فى بعض الصحف عن هذا الموضوع مبالغ فيه وعار عن الصحة تماما ،وتابع ان الشرطة لم تعتقل احدا فى الحسكة سوى القاتل ولم تحصل اى مصادمات او مواجهات مع الشرطة او استخدام غازات مسيلة للدموع وان ذوي القاتل غادروا بيوتهم اثناء الحادث مراعاة للعادات الاجتماعية السائدة ، وبين الناطق ان الجهات الرسمية فى المحافظة تدخلت لتطويق الموضوع ولمست تفهما لدى طرفي الخلاف والوجهاء من كلا الطرفين وليس للحادث اي طابع عشائري او قبلي وان القضاء المختص هو الجهة المعنية في مثل هذه الحالات.

و شدد الناطق ان الجهود ما تزال تبذل من قبل الجهات المعنية ووجهاء المحافظة والفعاليات الاجتماعية لوضع الحادثة ضمن سياقها وحجمها الطبيعي علما ان القاتل من عشيرة شمر واخواله من عشيرة الجبور وهى عشيرة المقتول ويعيش بينهم وان اي خلاف شخصي لن يؤدى الى خلاف العشيرتين المتداخلتين بروابط القربى.