لندن: نصح خبراء أمنيون سعد الحريرى رئيس تيار المستقبل ونجل رئيس الوزراء اللبنانى الراحل رفيق الحريرى بالبقاء خارج لبنان لبعض الوقت خوفا من تعرضه للاغتيال على مايبدو.

وقالت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية اليوم ان الخبراء الأمنيين تطوعوا بهذه النصيحة استنادا الى موجة الخوف التى تجتاح لبنان من وقوع اغتيالات سياسية جديدة بينما تنتظر البلاد صدور تقرير لجنة التحقيق الدولية حول جريمة اغتيال رفيق الحريرى الذى اغتيل فى الرابع عشر من شباط- فبراير الماضى والذى من المقرر ان يرفع رئيسها ديتليف ميليس تقريره الاجرائى الى مجلس الامن الدولى خلال ساعات.

ورجحت الصحيفة ان "يطلب ميليس من مجلس الامن تمديد المهلة عدة اسابيع لانجاز تقريره النهائي"، وأضافت "ان بعض كبار السياسيين اللبنانين نادرا ما يغادرون منازلهم هذه الايام فيما لجأ آخرون الى تعزيز احتياطاتهم الامنية بعد تلقيهم تهديدات". وأشارت الى "ان الكثير من اللبنانيين يحمّلون سورية مسؤولية مقتل الحريري، غير ان دمشق تنفى ذلك بشدة".

واضافت "ان المتحدث باسم الامم المتحدة فى بيروت نجيب فريجى اكد ان ميليس ينتظر اجراء مقابلات مع ضباط فى الاستخبارات السورية الذين كانوا يخدمون فى لبنان اثناء عملية اغتيال الحريري"، مشيرة الى "ان دمشق ابدت استعدادها للتعاون مع التحقيق لكنها لم تصادق حتى الآن على طلبات لجنة التحقيق الدولية اجراء مقابلات مع مسؤوليها الامنيين".

ولفتت الصحيفة الى "ان التقارير عن لوائح اغتيال ضد السياسيين اللبنانيين المعارضين لسورية تتواتر منذ فترة وسط شكوك بان المسؤولين عن اغتيال الحريرى يعتزمون اثارة الفوضى فى لبنان لابعاد الانظار عن التحقيق وعرقلة اى تعاون مع الامم المتحدة بصدده".

غير انها اشارت الى "ان المخاوف من الاغتيالات تنتشر الآن بين السياسيين من مختلف المعسكرات وتردد ان رئيس مجلس النواب اللبنانى نبيه برى الموالى لسورية لا يغادر بيته هذه الايام الا للذهاب الى البرلمان عن طريق ثلاثة مواكب وهمية من السيارات تتحرك دائما فى وقت واحد فيما يستخدم الكثير من النواب سياراتهم الخاصة للذهاب الى المجلس النيابي".

ميليس يغادر الى جنيف واللبنانيون يترقبون تقريره
إلى ذلك غادر رئيس لجنة التحقيق الدولية في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري القاضي الالماني ديتليف ميليس بيروت اليوم متوجها الى جنيف.

الى ذلك يترقب اللبنانيون مضمون التقرير الاجرائي الذي سيرسله ميليس الى السكرتير العام للامم المتحدة كوفي عنان الذي بدوره سيقدمه الى مجلس الامن مساء اليوم لمناقشته في جلسة مغلقة.

وقالت صحيفة (الشرق) اللبنانية في صفحتها الرئيسية ان اللبنانيين يترقبون مضمون هذا التقرير علما انه لن يحدد الجهة التي ارتكبت الجريمة بل سيقتصر على عرض سير التحقيق والاشخاص الذين استجوبتهم اللجنة.

واضافت الصحيفة ان تقرير ميليس "سيطلب مهلة اضافية لاستكمال التحقيقات تبدأ في منتصف سبتمبر المقبل وهو الموعد الاولي الذي حدده قرار مجلس الامن الرقم 1595 للجنة لانجاز عملها".

وعلى صعيد متصل لم يشأ مدير الاعلام في مكتب الامم المتحدة في بيروت نجيب فريجي الكشف عن اي معلومات بالنسبة الى التقرير او الوقت الذي سيلتئم فيه مجلس الامن للاستماع الى ايجاز حول ما سيعرضه وكيل السكرتير العام للامم المتحدة للشؤون السياسية ابراهيم غامبري.

بيد ان فريجي ابلغ صحيفة (اللواء) ان الجلسة قد تنعقد قرابة الخامسة مساء بتوقيت نيويورك (الاولى فجرا بتوقيت بيروت) الا انه قال ان "هذا الموعد غير أكيد" مشيرا الى ان ميليس كان حتى مساء امس يعمل على وضع تقريره.

من جهته قال المتحدث باسم الامم المتحدة فرحان حق قبل ثلاثة ايام ان تقرير ميليس سيكون على شكل ايجاز الى المجلس سيقدمه وكيل السكرتير العام ومستشاره الخاص للشؤون الافريقية ابراهيم غامبري مؤكدا ان هذا الايجاز لن يسبقه صدور اي تقارير مكتوبة.

الا ان المتحدث اكد ان لجنة التحقيق ستطلب من المجلس اتاحة المزيد من الوقت امامها لانهاء مهمتها غير انه لم يوضح المدة المطلوبة او ما اذا كان التمديد المطلوب يستهدف التحقيق في ضلوع مسؤولين سوريين وردت اسماؤهم خلال التحقيقات.

واغتيل الراحل الحريري في 14 فبراير الماضي في جريمة شنعاء القت المعارضة اللبنانية بمسؤوليتها على سوريا.

واسس مجلس الامن في ابريل الماضي لجنة التحقيق لمساعدة السلطات اللبنانية على تحديد الضالعين في الجريمة ومخططيها ومموليها ومنظميها لتقديمهم الى العدالة.