في رسالة أولى إلى أنصاره واللبنانيين مساء اليوم
جعجع يدعو لترك المزايدات ويمد يديه للجميع

جعجع يلقي كلمته المسجلة التي ستبث مساء
فادي عاكوم من بيروت: في اول اطلالة له منذ سفره الى الخارج، بعد سجنه لمدة 11 سنة في سجون وزارة الدفاع ، يوجه قائد تيار القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع مساء اليوم رسالة الى اللبنانيين عامة و عناصر القوات اللبنانية خاصة، بمناسبة ذكرى شهداء القوات ، يثمن فيها النتائج التي حققتها ثورة 14 مارس (اذار) الماضي ، معتبرا ان لبنان يدخل حاليا مرحلة تاسيسية. و دعا جعجع الى ترك المزايدات والمهاترات وإثارة الحساسيات والكلام غير المسؤول اذ لا يمكن التاسيس على إستفراد فريق او محاولة عزل آخر، كما اكد على التعاون المحب الصادق الشفاف مع الجميع من خلال التشاور المستمر مع غبطة البطريرك نصرالله صفير ، ومع شخصيات قرنة شهوان، كما مع كتلة الاصلاح والتغيير ( بزعامة النائب العماد ميشال عون) . و اكد على ضرورة تفعيل وتعميق شراكة القوات اللبنانية مع حلفائها في الحزب التقدمي الاشتراكي، وتيار المستقبل .
و فيما يلي الكلمة الكاملة للدكتور جعجع و التي ستذاع على شاشات التلفزيون مساء اليوم :

ايها اللبنا نيون ، ايها الرفاق.
مرة من جديد نقف وجها لوجه امام شهدائنا الابرار . لكنها ليست مرة ككل المرات .
انها المرة التى نستطيع أن نقول لهم فيها اننا فعلا بذلنا كل ما بوسعنا لكي نبقى اوفياء لهم .
انها المرة التى يستطيعون ان يقولوا لنا فيها: "أرأيتم أنه في نهاية المطاف لا يصح إلا الصحيح وأنه لا يموت حق ورائه مطالب" .
انها المرة التي يلمسون فيها ، ولو من خلالنا أن دمائهم قد دفعت التاريخ بالاتجاه الذى كانوا يريدون .
انها المرة التي نتيقن فيها جميعا أن الحياة ليست هكذا مجرد صدفة تسير على غير هدى، القويّ فيها بقوته ، والشاطر بشطارته، بل إنها حياة حق وحقيقة، حياة هادفة واعية تسير باتجاه غائية نهائية مطلقة لا يستطيع شئ في الكون تحويلها عنها .
مرة من جديد نقف امام شهدائنا والوطن يضج بكل جديد .
انها بالفعل مرحلة تأسيسية .
ان لبنان الدولة لم يكن موجودا في السنوات الاخيرة إلا بالشكل .
لقد كان تحت الوصاية ولو بطريقة غير تقليدية .والمؤسف المؤسف في هذا المجال هو هذا الكم الكبير من المسؤولين اللبنانيين على مختلف المستويات وفي كافة المجالات ، الذين قد ساهموا ، بطريقة مباشرة او غير مباشرة، بوعي او من دون وعي، في قيام هذه الوصاية و ترسيخها .
لكن ارادة الشعب اللبناني وتصميمه و حسّه باستقلاله وسيادته، وتعلقه التاريخي العميق بحريته جعلته يسقط هذه الوصاية بضربة قاضية، بثورة الأرز، التي باتت مثالا" يحتذى به على قدرة الشعوب على الأنتفاض السلمي الراقي على الظلم والقهر والأستبداد والجريمة .
نعم، انها حقبة مضيئة من تاريخنا ، ولو أنه يعتريها في الوقت الحاضر وهن من هنا وتجاوزات من هناك . لكن المثابرة والتجرد وروح العدل السوي كفيلة بإعطائها دفعا" جديدا" حتى تصل الى كل خواتيمها السعيدة .
انها مرحلة تأسيسية بالفعل . ولكن لا يمكن التأسيس على المزايدات والمهاترات وإثارة الحساسيات والكلام غير المسؤول .
لا يمكن التاسيس على إستفراد فريق او محاولة عزل آخر .
كما لا يمكن التأسيس على مجرد حسابات رقمية، متغيرة دأئما وابدا .
إن لبنان هو وطن التوافق بإمتياز.
إن لبنان هو وطن الجميع من دون إمتياز .
إن القوّات اللبنانية ستكون في هذه المرحلة طليعة منيرة لخدمة كل اللبنانيين.
إن القوّات اللبنانية ، ولو إنها تنطلق من مجموعة لبنانية معينة ، ستكون لكل المجموعات على السواء.
إن القوّات اللبنانية تعى تماما أنه لا يمكن لاحد في لبنان ان يكون بخير إلا إذا كان الجميع بخير .
إن الاوصياء قد دأبوا ،على مدى ثلاثين سنة متواصلة ،على تصوير القوّات اللبنانية على غير ما هي عليه تماما"، تصميما" منهم على محاولة تدميرها لانها جاهرت ومنذ البداية بعدم قبولها سيطرتهم على لبنان ولا اغتصابهم دولته.
ان حل حزب القوات اللبنانية وسوق مسؤوليه وعناصره بالالاف الى السجون، كان آخر دليل واسطع برهان على نواياهم المدمرة اللامحدودة تجاه هذه القوى السياسية ،فهل نستغرب بعد محاولاتهم المستمرة ،عبر جميع أدواتهم السياسية والاعلامية والمخابراتية، لإظهار القوات على غير ما هي عليه؟
ولكن ، وكما كان الحال دائما" فإن الحقيقة لا بد أن تظهر .
وها إن كل فريق يظهر على حقيقته تماما".
ايها اللبنانيون، استحقاقات كثيرة وكبيرة بإنتظارنا في الوقت الحاضر . لكن لا تقلقوا فبالتعاون المحب الصادق الشفاف مع الجميع نستطيع مواجهتها على أفضل ما يكون . ولتحقيق هذه الغاية ، سنبقى على تشاور مستمر مع غبطة البطريرك صفير ، مع شخصيات قرنة شهوان، كما مع كتلة الاصلاح والتغيير. من جهة اخرى سندأب على تفعيل وتعميق شراكتنا مع حلفائنا في الحزب التقدمي الاشتراكي، وتيار المستقبل .
كما ستبقى ايدينا ممدودة دائما" وابدا" للجميع .
ايها الرفاق،
وانتم غدا" في حضرة سيدة حريصا ، لا تنسوا أنكم ومن خلال صلاتكم لشهداء القوات اللبنانية ، إنكم بالفعل ذاته تصلون لكل الشهداء على الاطلاق.
فإلانسان واحد في كل زمان ومكان .
الخلود لشهدائنا الابرار ، النعمة والسلام على الشهداء جميعا" وبألاخص القافلة الاخيرة منهم :
الرئيس الحريري والوزير فليحان ورفقاؤهما
إضافة الى الشهيدين الغاليين سمير قصير وجورج حاوي .
عاشت القوات اللبنانية ،عاش الشعب اللبناني ،عاش لبنان".