باريس: أوقفت الشرطة الفرنسية المتخصصة في مكافحة الارهاب ستة رجال يوم الاثنين في المنطقة الباريسية في اطار عملية تهدف الى تفكيك شبكة ترسل متطوعين "جهاديين" الى العراق، حسبما افادت مصادر قريبة من التحقيق.وكانت الشرطة فككت مطلع عام 2005 "شبكة عراقية" اخرى في حي شعبي في باريس.

وتمت عملية الاثنين في منطقة سين سان دوني شمال باريس حيث يقيم عدد كبير من المهاجرين المتحدرين من المغرب، الا ان الشرطة ابقت مكان حصول التوقيفات سريا. واوضحت المصادر ان اعمار الموقوفين تتراوح بين "عشرين وثلاثين عاما" وانهم ينتمون "مبدئيا الى حلقة من الاصدقاء". وجاءت هذه التوقيفات في وقت كانت الشبكة تستعد للبدء بعملية ارسال المتطوعين الى العراق.

وتم رصد بعض هؤلاء او اقرباء لهم في 2004 خلال المظاهرات الاحتجاجية على القانون الذي يحظر الحجاب الاسلامي في المدارس الفرنسية والذي ندد به الاسلاميون.

في كانون الثاني/يناير، كان قد تم توقيف احد عشر شخصا، معظمهم خلال تفكيك "شبكة عراقية" وسجن ثلاثة منهم. في 2004، تعرفت اجهزة الامن الفرنسية على حوالي عشرين شابا ذهبوا ليقاتلوا في العراق. وقد قتل ستة منهم في معارك او في عمليات انتحارية، وهناك ثلاثة مسجونين لدى قوات التحالف، ولا يعرف شيء عن عشرة آخرين.

ويقول خبراء ان هناك عددا ضئيلا في صفوف المقاتلين المناهضين للقوات الاميركية في العراق قدموا من دول غربية. وتبدو الشبكات في هذه الدول "بدائية" حتى الآن بالمقارنة مع ما يحصل في افغانستان والشيشان.

وقال نائب مدير جهاز مكافحة الارهاب الفرنسي سابقا لوي كابريولي لوكالة فرانس برس "ليست هذه ظاهرة جماعية، الا انها في توسع مستمر". واضاف "هذه ظاهرة كونية، موجودة في ايطاليا وبريطانيا واسبانيا والمانيا وهولندا وبلجيكا... في كل مكان يتم تفكيك مثل هذه الشبكات".

ويتم تجنيد المتطوعين في فرنسا في اوساط الاقرباء عبر الهواتف النقالة او الانترنت، بحسب ما يقول المحققون. ويمر المتطوعون اجمالا عبر سوريا او السعودية. ولكن الشبكة التي تم تفكيكها الاثنين كانت ستتوجه الى العراق عبر مصر، بحسب ما افادت مصادر قريبة من التحقيق.

وتعد الحكومة الفرنسية قانونا لمكافحة الارهاب يعطي الشرطة امكانية مراقبة الرحلات الجوية القادمة من دول "تنطوي على اخطار" عن قرب وتخزين المعطيات عنها في ملفات.

ولا تزال الاجهزة المتخصصة مستنفرة منذ الاعتداءات التي نفذها تنظيم القاعدة في مدريد ولندن. الا انها تبقى متكتمة جدا في شأن احتمال وجود خطر يمكن ان يشكله "جهاديون" يعودون الى فرنسا مع تعليمات بتنفيذ اعتداءات على ارضها.

واحبطت فرنسا محاولات اعتداء اسلامية عدة خلال السنوات الاخيرة. في 1995، نفذت الجماعة الاسلامية الجزائرية سلسلة اعتداءات بالمتفجرات ادت الى مقتل ثمانية اشخاص واصابة 200 آخرين بجروح.

في حزيران/يونيو، عثرت الشرطة على مواد يمكن ان تستخدم في صنع المتفجرات في مونبلييه (جنوب) في منزل فرنسي تلقى دروسا في مدرسة قرآنية في دمشق وعلى معرفة بمتطوعين قصدوا العراق.