ريما زهار من بيروت: وكأنه كتب على ساحة الشهداء ان تكون المقر الاول والاخير لآلام اللبنانيين واعتصاماتهم، ساحة استنكار لكل لاحتقان وتفجير، لتكون اليوم على موعد مع اعتصام اللبنانيين امام محاولة اغتيال الزميلة مي شدياق. من جميع الاعمار والاديان اتوا، رافعين الاعلام اللبنانية وصور مي باللون الزهري وكأنها"باربي" الاعلام وعروسته الضحية.

وحده تمثال الشهداء بقي الناطق الاخرس والاصم، شاهدًا يرى ولا يتكلم، يد الصحافة المبتورة وصورة مي وقائد القوات اللبنانية سمير جعجع، اضيفت كلها لتبقى شاهدًا على ما مس اللبنانيين من الم وفجيعة. "بدون تعليق" هكذا كتب على اليد المبتورة لكن الحاضرين لم يستطيعوا الا التعليق على ما يشعرونه حيال مسلسل التفجيرات.

توفيق روحاني ابن ال90 و4 اشهر كان هناك معتصمًا بشيخوخته اتى ليستنكر الحادث ولان مي برأيه كانت دائمًا تقول الحقيقة ولذلك حاولوا اغتيالها، هي رفيقة ابنته في الجامعة، "الله يشفيها" يتنهد ويقول"لا تستاهل".مازن حمودي اتى ايضًا للاستنكار وبرأيه فان النساء والشيوخ والاطفال لا يمسوا في الحرب لذلك فهذه الحرب قذرة"الله يشفيها".

موجة اعلام

بدت ساحة الاعتصام وكأنها أمواج من الاعلام على وقع الاغاني الشعبية وتوافد المسؤولون والعاملون في المؤسسة اللبنانية للارسال وبعض السياسيين منهم النائب الياس عطالله والوزير السابق ميشال سماحة والنائب عبدالله فرحات والنائب باسم السبع وفارس سعيد وايلي كيروز وغازي العريضي وغازي يوسف وانطوان زهرا وفريد حبيب والوزير مروان حمادة وجو سركيس والنائب غنوة جلول وجورج عدوان وشخصيات اعلامية .

كثيرون قالوا كلمتهم ومشوا وبقيت مي "عروسة" الصحافة رمزًا آخرًا يضاف لتضحيات لبنان فهل تكون ختام هذه التضحيات انبثاق جديد للبنان افضل؟الحشد القوي الذي التف امام عائلة مي بدا وكأنه السند امام دموع العائلة.

"كلنا مي شدياق" هتف احدهم ليخمد صوته امام النشيد الوطني. ثم تلا رئيس مصلحة الطلاب في القوات اللبنانية دانيال سبيرو كرر كلمة فيها كل المنظمات الطلابية التي تضامنت مع بعضها للمشاركة بهذا الاعتصام للحادث المؤلم وقال نحن متواجدون اليوم في وحدة وطنية متكاملة بين 14 و8 آذار(مارس).

وتوجه الى الحاضرين بالقول:"لو كانت سيدة الجرأة والرأي الحر العزيزة مي شدياق معنا كانت قالت معنا:"اذا كانوا مجرمين جبناء ومدمني ارهاب فنحن مدمنو حرية ووحدة وطنية ، اليوم لا ينفع الاستنكار والبكاء على شهدائنا الابرار لم يعد ينفع غير سلطة سياسية.

نطالب باسم كل الشعب اللبناني المحافظة على امننا نطالب السلطة السياسية مسؤولية الاشراف على العسكر ان تنكب لردع هذا المسلسل الارهابي.

نريد ان نعرف وباسرع وقت من يغتال امننا ويرهب شعبنا ويخيف الرأي الحر في لبنان، ان ادوات الارهاب تسعى بكل وسائل الاجرام التمديد لمسلسل الارهاب لاستحداث الفتنة والشرخ الطائفي في لبنان.سنواجه الاجرام بثورة سياسية سليمة وبمزيد من الصلابة والتضامن."قلوبنا كلها معك يا مي".هل تكفي دقيقة الصمت التي وقفها المعتصمون لتكفر عن ذنوب من اغتالوا الحرية في بلد الحرية؟"بدون تعليق".

الصور بعدسة ريما زهار