ايلاف من واشنطن: عطفاً على ما نشرته إيلاف في وقت سابق من هذه الليلة، بشأن مغادرة الجنرال علي دوبا دمشق إلى لندن، فإن المعلومات الجديدة التي وردت لإيلاف حول الموضوع تفيد ان الجنرال دوبا هو موجود فعلاً في لندن منذ اسابيع، وان ثمة اتجاهاً رسمياً سورياً كان يحاول عرقلة سفره، حيث كانت قد تسربت معلومات إلى الجنرال دوبا بأن ثمة من يضغط في دمشق باتجاه اتخاذ قرار منعه من السفر، فآثر المغادرة قبل صدور مثل هذا القرار.
وبهذا يكون الجنرال قد نأى بنفسه على الأقل من تحمل نتائج ما يجري للنظام او ما يمكن ان يتخذ بحقه من قرارات دولية. هذا إذا لم يحصن نفسه في الجهة الاخرى من الخندق باعتبار ان النظام يخوض معركة خاسرة سلفاً ولا داعي لتحمل الخسائر معه.
إلى ذلك لفتت مصادر في واشنطن العاصمة إلى دلالات التحرك البريطاني في اتجاه لبنان وسوريا على مستوى وزير الخارجية والذي يتوقع ان يزور المنطقة قريباً جداً. وربطت هذه المصادر بين التحرك البريطاني والتحرك المصري المكثف حيال سوريا اليوم وما كان قد جرى من تحركات مماثلة في اتجاه العراق قبيل اعلان الحرب عليه في ربيع العام 2003، حيث يأتي التحرك البريطاني قبيل اللحظات الفاصلة تماماً، مما يعني ان قراراً دولياً قد اتخذ على الأرجح، وان حركة الدبلوماسية البريطانية تأتي بمثابة الحركة الدبلوماسية الأخيرة قبيل الشروع بتنفيذ القرار. هذا ومن المتوقع ان يتابع الرئيس المصري تحركاته في اتجاه العواصم الأوروبية في الأيام القليلة المقبلة باتجاه العواصم الأوروبية وباريس تحديداً، سعياً لتجنب السيناريو الأسوأ.
وكانت معلومات متقاطعة بين واشنطن ولندن أشارت الى أن اللواء علي دوبا غادر دمشق إلى جهة مجهولة ويرجح ان تكون وجهته لندن. وعلي دوبااحد كبار ضباط الأمن في سورية في فترة الثمانينات والذي كان يشكل مع ضابطين آخرين هما علي حيدر وعلي أصلان اهم ركائز النظام السوري في عهد الرئيس حافظ الاسد.كما لعبدوبا دورا بارزا في الصراع ضد رفعت الاسد في الثمانينات ولعب دوراً بالغ الاهمية في لبنان يوم كان عبد الحليم خدام ممسكاً بالملف اللبناني.
وإذا صح الخبر ولم يكن تسريباً مقصوداً لإرباك النظام السوري الذي تعمل دوائر متعددة صحافية واستخباراتية على محاصرته، فإن ذلك يشكل تطوراً بالغ الاهمية في مسار الأزمة السورية الراهنة. فاللواء علي دوبا رغم احالته الى التقاعد، ورغم انه لا يشغل اي منصب قيادي اليوم في سورية ، إلا ان تأثيره في القوات المسلحة واجهزة الأمن السياسي لا يمكن نكرانه او تجاهله. هذا فضلاً عن ان الضابط المذكور هو واحد من اركان الطائفة العلوية التي ينتمي إليها معظم افراد الطاقم الحاكم في سورية اليوم. وفي ما لو كان الخبر صحيحاً فذلك يعني من جهة ثانية ان دائرة الحصار اكتملت على النظام الحالي، فبعد حديث خدام إلى quot;العربيةquot; ثمة اخبار اخرى نشرتها صحف متعددة تفيد ان رئيس الأركان السابق حكمت الشهابي في طريقه إلى الالتحاق بحركة خدام مجدداً، فضلاً عن معلومات تفيد ان ثمة اجتماعاً سيعقد في الساعات المقبلة بين خدام والشهابي وصدر الدين البيانوني لبحث المستجدات في سورية.
لا يمكن التثبت من هذه الاخبار يقيناً. لكن الثابت ان الوضع في سورية في غاية القلق، وثمة معلومات متقاطعة تفيد ان اولاد غازي كنعان وعائلته غادروا او هم في طريقهم إلى مغادرة سورية.
هذه المعلومات المتقاطعة تفيد ان المعركة في الداخل السوري قد فتحت على مصراعيها، وان القوتين المتنازعتين تملكان من اوراق القوة ما يخولهما الأذى وإحداث اضطراب كبير. مما يجعل سورية اليوم فعلاً في مهب الريح.
وقرر الملك عبدالله بن عبد العزيز والرئيس المصري حسني مبارك في نهاية اجتماعهما الذي تم اليوم ايفاد مبعوث رفيع المستوى إلى سورية لمعالجة الأوضاع المتفاقمة. وللبحث في امكانية دور عربي ينهي حال العزلة والاضطراب التي تعيشها سورية. واغلب الظن ان هذه المبادرة قد تكون مبادرة اللحظة الأخيرة.
التعليقات