بين دبي وأبو ظبي..قصة طويلة :
مشاكل وأسئلة للوزير الأول الإماراتي
سيف الصانع من دبي : دفنت امارة دبي شيخها مكتوم بن راشد فى لحده الابدي، وبقيت الاسئلة فوق التراب تثار حول آلية العمل المقبل للدولة كلها بوجود رئيس وزراء جديد. وإذ كان من المنتظر إعلان وفاة أمير رأس الخيمة الشيخ صقر القاسمي الذي يصارع الموت، الا ان القدر ذهب الى الشيخ مكتوم . وبقيت دبي تنتظر خائفة بانتظارا وداع الشيخ صقر الذي يعني تعطيلا جديدا للحياة الاقتصادية وبالتالي تكبد خسائر جمة .وفي هذا الاطار رأى مراقب إماراتي في حديث لإيلاف ان يتم إختصار ايام العزاء أو إلغاء quot;التعطيلquot; على غرار الدولة السعودية التي بدروها اعتمدت quot;مبدأquot; اللاتعطيل لاي سبب من الاسباب.
أما خبر تعيين الشيخ محمد آل مكتوم كرئيس للوزراء فهو أشبه بإلقاء حجر في الماء الراكد ..فهو محمد بن راشد الديناميكي صانع معجزة دبي . فهل يرضى حاكم دبي الجديد الذي يعمل ليلا نهارا ويشرف على كل صغيرة وكبيرة في إمارته
تسيير دفة مجلس وزراء مصاب بالزكام المستمر؟
ويرى المراقبون ان الامور صعبة في ما يخص مسألة تعيين رئيس الوزراء حيث ان الشيخ محمد لا يرغب بهذا المنصب وهو لم يتشجع في السابق على تولي هذا المنصب بسبب تفرغه الى شؤون امارته الصغيرة الناهضة.فالسلطات المحلية تقتص من صلاحياته عاما بعد عام ، فهل سيجامل كما فعل اخوه ويترك أعنت الامور على عواهنها ،ام يقسم نفسه بين امارته المتألقة ومجلس الوزراء في ابو ظبي . واذا فعل فما هو مصير الاسماء القديمة كسلطان بن زايد وحمدان بن راشد ووزير الخارجية راشد عبد الله .وهل سيحتفظ الشيخ محمد بوزارة الدفاع ام تذهب الى احد ابناء اخيه المتوفى. وان كانت دبي وابو ظبي قد اعتادا على تبادل المناصب الكبرى في الدولة باعتبارهما الامارتين الاكبر والاكثر ثراء والاكبر تحملا لمسؤوليات الاتحاد منذ انشائه الا ان عدد من الأسئلة الدائمة المستديمة تنتظر الحل بين هاتين الامارتين .وفيما يتعلق بالوزارة الاتحادية فهي لم تعد مطمعا لان الامارات السبعة اخذت صلاحيات الوزارة، والدليل على هذا ان الوزارة لا تنعقد الا قليلا، واذا انعقدت فلا تناقش فيها قرارت مهمة، بل ان هناك فراغا حصل في الاسبوعين الماضيين حيث ان الشيخ مكتوم، المعروف بإقامته شبه الدائمة في العاصمة البريطانية لندن، كان في استراليا. خلال زيارة خاصة حيث وافته المنية، في فندق يقع في مدينة كوينزلاند، شمال البلاد ، وكان الشيخ سلطان بن زايد هوالقائم بمجلس الوزراء.
وفي محاولة لتجنب اي فراغ دستوري كان قد اعلن الشيخ خليفة بن زايد الي نهيان رئيس دولة الامارات العربية المتحدة امس القرار الاتحادي رقم واحد للعام الحالي والذي يقضي باستمرار الوزراء الحاليين في مناصبهم بصفة مؤقتة لحين اصدار قرار بتشكيل الوزارة الجديدة وهو القرار الذي عالج الفراغ الدستوري الذي خلفه موت الشيخ مكتوم الذي تولى رئاسة الوزراء في الامارات منذ انشاء الاتحاد في كانون اول (ديسمبر) عام 1971. ذلك ان دستور الدولة وتحديدا المادة 64 من الفصل الثالث من الدستور تشير الى ان استقالة رئيس مجلس الوزراء أو اعفاؤه من منصبه أو وفاته أو خلو منصبه لأي سبب من الأسباب تؤدي الى استقالة الوزارة بكاملها، ولرئيس الإتحاد أي يطلب الى الوزراء البقاء في مناصبهم مؤقتاً، لتصريف العاجل من الأمور الى حين تشكيل الوزارة الجديدة.وكان اعضاء المجلس الاعلى في الامارات العربية المتحدة في اجتماع لهم بعد ظهر امس في دبي عينوا الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حاكم دبي (56 عاما) نائبا لرئيس دولة ووافقوا على اقتراح رئيس الامارات بتعيينه رئيسا للوزراء وتكليفه بتشكيل الحكومة الجديدة.
التعليقات