ويرى المراقبون أن غياب شارون سيخلط الأوراق في الساحة الحزبية الإسرائيلية، بحيث أن الانتخابات الحزبية الإسرائيلية ستشهد منافسة شديدة لم تكن متوقعة، وحزب كاديما مع شارون لن يكون الحزب نفسه من دون مؤسسه ما قد يحوّل المعركة الانتخابية إلى ثلاثية الرأس، أي بمشاركة أقوى لحزبي ليكود بزعامة بنيامين نتانياهو والعمل برئاسة عمير بيرتس، ويبقى السؤال مَن مِن الحزبين الأخيرين سينهش أكثر من المقاعد الكثيرة التي يفترض أن يخسرها كاديما بعد غياب شارون.
ويقول د.جمال زحالقة النائب العربي في الكنيست: قبل أيام معدودة، كان يبدو أن حزب كاديما سيحصد حوالي ثلث المقاعد في الكنيست، اليوم، هناك علامة استفهام كبيرة حول مصير هذا الحزب وقوته الانتخابية في غياب شارون، الذي أسسه وقاده وصنعه. وإذا كان شارون هو كاديما، فالعكس ليس صحيحاً في غيابه. حزب كاديما ليس شارون ولن يستطيع اجتذاب الناخبين، وبات من المؤكد أنه سيخسر الكثير من شعبيته. كم من الناخبين سيصوتون لكاديما لأن شارون كان هناك؟ كم منهم سيكتفون بالشارونيين في غياب شارون؟ وهل يستطيع أيتام كاديما أن يحافظوا على تماسكهم ويثبتوا قدرتهم على منع هرب الناخبين منهم؟ الإجابة على هذه الأسئلة ستظهر مدى خسارة كاديما وكم من الأصوات ستهرب منه في غياب شارون.
وأضاف: شكل شارون قوة الجذب الرئيسية في الخارطة السياسية الإسرائيلية واستطاع أن يستقطب الكتلة الأكبر. في غيابه تبقى مغانيط صغيرة في حزبه ستتقاسم قوة الجذب مع البؤر المجاورة في الليكود والعمل وشينوي. ليست هناك بؤرة قوية واحدة ترث شارون بل عدة بؤر صغيرة ستكبر على حساب كتلته الافتراضية التي كان يفترض أن تعبر عن نفسها في الانتخابات المقبلة.
ويتابع: يذهب شارون ويترك خلفه عشرات الشارونيين في السلطة وفي المرشحين للسلطة في إسرائيل. لذا لن نشهد تغييراً في المواقف السياسية الإسرائيلية. ربما يكون التغيير الأهـم في التعامل مع الضغوط الدولية والإقليمـــية. لن يستطيع شخص بمفرده أن يسد الفراغ الذي يتركه شارون، ولكن مهما كانت تركيبة القيادة التي سترث شارون في السلطة فهي ستكون أضعف منه وأكثر عرضة للضغط وأقل قدرة على صده.
وبين استطلاع نشر اليوم وأجرته شركة quot;مأجار موحوتquot; لحساب جريدة quot;ماقور ريشونquot; الإسرائيلية انخفاضا طفيفا في التأييد لحزب كاديما وارتفاعا طفيفا في التأييد لحزب الليكود، وأظهر الاستطلاع أنه لو أجريت انتخابات الآن لحصل حزب كاديما على 35 مقعداً، وحزب العمل على19 مقعداً والليكود 17 مقعداً، ولحافظ حزب شاس على ترتيبه وحصل على 11 مقعداً، بينما يحصل كل من الاتحاد القومي، وإسرائيل بيتنا، ويهودت هاتوراه على خمس مقاعد. أما حزب ميرتس فسيحصل على أربعة مقاعد، وشينوى والحزب الديني القومي ثلاثة مقاعد، والأحزاب العربية ثمانية مقاعد.
سيغل: الحكومة سوف تعتبر مستقيلة.
وفيما يتعلق بالوضع القانوني في غياب شارون عن الساحة السياسية، يقول الأستاذ الجامعي في القانون زئيف سيغل في تحليل نشرته صحيفة quot;هآرتسquot;: إذا مرّ مائة يوم متتالية على القائم بالأعمال رئيسا للحكومة ولم يعد رئيس الحكومة إلى مزاولة أعماله، فإنه يعتبر في هذه الحالة عاجزا عن القيام بمهامه، ويمكن في اليوم 101 اعتبار الحكومة مستقيلة، وبالتالي يكون على رئيس الدولة أن يكلف أحد أعضاء الكنيست مهمة تشكيل حكومة جديدة بعد التشاور مع ممثلي الأحزاب المختلفة. ويجب أن يفعل رئيس الدولة هذا في غضون أسبوع واحد من تكوّن الذريعة لتشكيل حكومة جديدة.
أما في حالة وفاة رئيس الحكومة، يزيد سيغل، فإن رئيس الدولة يلقي على عاتق أحد أعضاء الكنيست مهمة تشكيل حكومة جديدة خلال 14 يوما بمعزل عن الانتخابات المقرر إجراؤها بعد 83 يوما، ويعتبر من يشكل حكومة كهذه رئيسا لحكومة إنتقالية حتى تشكيل الحكومة الجديدة بعد الانتخابات. وفي حالة عدم الوضوح يتدخل المستشار القضائي الذي يدلي برأيه في أي إشكال، علما أن الأمر مفتوح للإلتماسات إلى العليا.أما صلاحيات القائم بالأعمال، يضيف سيغل، فإنها غير محددة إذ يمكنه أن يتولى الشؤون الملحة وكذلك في الشؤون العالقة التي تقبل التأجيل. فهو يستطيع، مثلا، كون الحكومة انتقالية، تعيين أعضاء كنيست وزراء في الحكومة دون مصادقة الكنيست على ذلك. ويتلقى رسائل استقالة الوزراء .يعتبر أي شيء جاء في القانون عن رئيس الحكومة كأنه قيل عن القائم بالأعمال، ومع ذلك، لا يتمتع القائم بالأعمال بلقب رئيس الحكومة.ويظل لقبه قائما بأعمال رئيس الحكومة.
التعليقات