أولمرت يترأس للمرة الأولى الجلسة للحكومية
quot;اليوم فاصلquot; لشارون في صراعه من أجل الحياة


استعداد أمني وتخوف من سلبيات وفاة شارون

الفاتيكان يعرب عن قلقه العميق على صحة شارون

شارون: تدهور صحي ينذر بمضاعفات خطرة

إسرائيل مقبلة على معركة انتخابية ثلاثية الرأس

غياب شارون سيعيد العنف

لا بديل مقنع لشارون

كاديما لم يتأثر بغياب شارون

شارون يخضع للتصوير المقطعي مجددا

بوش يشيد بشارون رجل السلام

تشخيص حالة شارون الصحية منتصف الاسبوع المقبل

ملف صور لشارون

القدس: فيما تباشر الحكومة الإسرائيلية أعمالها بجلسة اليوم الأسبوعية التي من المتوقع أن يترأسها رئيس الوزراء بالوكالة ايهود اولمرت للمرة الاولى، منالمنتظر أن يتخذ الأطباء الذين يعالجون رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون قرارا اليوم بشأن التاريخ الذي سيحاولون فيه إفاقته من غيبوبة مستحدثة طبيا وتقييم مدى الضرر الذي لحق بدماغه جراء اصابته بجلطة حادة. ويقولالجراحون في مستشفى هداسا في القدس حيث يعالج شارون البالغ من العمر 77 عاما مخدرا ويتنفس بمساعدة جهاز صناعي منذ الأربعاء الماضي أن هناك فرصة طيبة لبقائه على قيد الحياة لكنهم لا يعرفون إلى أي مدى تضررت قدراته العقلية والبدنية. وسيطرت أنباء الحالة الصحية لشارون ومن سيخلفه في زعامة حزم كديما والحكومة وتداعيات ذلك على عملية السلام في الشرق الأوسط على اهتمامات الصحف البريطانية الصادرة صباح اليوم.

واعلن متحدث باسم مستشفى هداسا في القدس حيث يعالج رئيس الوزراء الاسرائيلي اليوم الاحد ان وضع شارون يبقى حرجا لكن مستقرا بعد الجلطة الدماغية الحادة التي اصابته. وقال رون كرومر للصحافيين quot;لم يسجل اي تغيير في وضع رئيس الوزراء الصحي الذي يبقى حرجا ومستقراquot;. واضاف quot;ان فريقا طبيا متعدد الاختصاصات من مستشفى هداسا سيستعرض ملف شارون ويحدد لاحقا النتائجquot;.وتابع المتحدث انه تم الغاء تصريح صحافي مفصل اكثر كان مقررا اساسا عند الساعة 7 بالتوقيت المحلي (5 ت.غ) وارجىء الى quot;وقت لاحق خلال نهار الاحدquot;.

وتابع المتحدث انه تم الغاء تصريح صحافي مفصل اكثر كان مقررا اساسا عند الساعة 7 بالتوقيت المحلي (5 ت.غ) وارجىء الى quot;وقت لاحق خلال نهار الاحدquot;.

أولمرت يترأس الجلسة الحكومية
وأشار بيان صادر عن رئاسة الحكومة الإسرائيلية الى اناولمرت سيرأس للمرة الاولىالجلسة الاسبوعية للحكومة التي ستعقدعند الساعة 10 بالتوقيت المحلي (8 ت.غ). ونقلت صحيفة quot;جيروزاليم بوستquot; عن مسؤولين حكوميين القول ان اولمرت سيستمع الى تقارير امنية وعسكرية ثم سيعمل على المسائل المرتبطة بوزارة المالية التي يتولاها ايضا.وحسب الاذاعة العامة الاسرائيلية فان جدول اعمال اولمرت ينص من جهة اخرى على لقاء مع الصحافة اليوم الاحد مخصص لموازنة الدولة للعام 2006.

وحسب الاذاعة العامة الاسرائيلية فان جدول اعمال اولمرت ينص من جهة اخرى على لقاء مع الصحافة اليوم الاحد مخصص لموازنة الدولة للعام 2006. واوضحت انه من المطروح ايضا مسألة عقد لقاء قريب جدا بين اولمرت والنائب العمالي ايهود باراك رئيس الوزراء السابق ورئيس هيئة الاركان سابقا.

ومعروف ان الماضي العسكري لاولمرت محدود جدا ولم يكن سوى مراسل لصحيفة الجيش الاسرائيلي. ولم يترك رئيس حزب العمل عمير بيريتس حتى الان مكانا بارزا لباراك على لائحة مرشحي الحزب الى الكنيست.

وكان من المفترض ان يقدم وزراء الليكود الاربعة استقالاتهم اليوم الاحد لكن رئيس الحزب بنيامين نتانياهو طلب منهم تعليق هذا القرار بهدف ترسيخ الوحدة الوطنية طالما ان مصير شارون لا يزال غير واضح .

وفي المقابل دعا روفن ريفلين رئيس الكنيست وهو من quot;الصقورquot; في الليكود وقد انتقد اولمرت لانه كان احد واضعي خطة الانسحاب من غزة، وزراء حزبه الى quot;الانسحاب من الحكومة والتصدي لاولمرت بشكل اكثر حزما مما كانوا يتصدون لشارونquot; . وردا على اسئلة الاذاعة العامة الاسرائيلية اعتبر وزير الخارجية الاسرائيلي سيلفان شالوم و هو من الليكود ان quot; الوقت الان ليس للنزاعات السياسية ، يجب المساهمة في استقرار البلاد والصلاة من اجل تعافي شارون كما فعل كل الشعب منذ الاربعاءquot;.

من جهة اخرى اجتمع اولمرت الجمعة مع الزعيم السابق للعماليين شيمون بيريز الذي اعلن انه يدعم حزب quot;كاديماquot; الجديد لكن بدون ان ينضم اليه رسميا. ووجهت وسائل الاعلام الاسرائيلية اليوم الاحد انتقادات الى بيريز لانه يسعى للاستفادة من غياب شارون الذي اسس quot;كاديماquot; في تشرين الثاني/نوفمبر. وعنونت صحيفة quot;يديعوت احرونوتquot; الواسعة الانتشار quot;شيمون، كفى!quot;.

اليوم مفصلي
وقال خوسيه كوهين جراح الاعصاب للقناة الثانية بالتلفزيون الاسرائيلي في ساعة متأخرة يوم السبت quot;غدا اليوم الفاصل. quot;غدا سنعرف جميعا ما اذا كان ما فعلناه حتى الان قد ساعدquot;.

وكان شلومو مور يوسف مدير مستشفى هداسا ذكر في وقت سابق ان حالة شارون ما زالت حرجة لكنها مستقرة بعد الجراحة العاجلة التي اجريت له الجمعة لوقف نزيف في المخ. وقال ان احدث فحص للمخ بالاشعة المقطعية اظهر تحسنا طفيفا في حالته الصحية.

ويجمع الاطباء على أن شارون حتى اذا ظل على قيد الحياة فمن غير المرجح أن يعود الى السياسة. ويعتبر كثيرون شارون اكثر الشخصيات هيمنة على الحياة السياسية الاسرائيلية منذ ديفيد بن غوريون اول رئيس للحكومة في اسرائيل.

ومن شأن وفاة شارون أو عجزه أن يخلق فراغا كبيرا في الحياة السياسية الاسرائيلية وعملية السلام في الشرق الاوسط. وعزز شارون امال السلام عندما سحب المستوطنين والجنود الاسرائيليين من غزة في سبتمبر أيلول لينهي 38 عاما من الحكم العسكري.

وذكر مور يوسف أنه سيتم في ساعة مبكرة من صباح يوم الاحد اتخاذ قرار بشأن موعد افاقة شارون وعندئذ فقط سيستطيع الاطباء تقدير حجم الضرر الذي اصاب مخه . وقال في مؤتمر صحفي نقل في بث مباشر الى انحاء اسرائيل quot;نحن كبشر متفائلون. لكن لا يمكنني أن اقول ان الخطر زال عن رئيس الوزراء... لكن هناك علامات ضئيلة جدا على التحسن.quot; وقال كوهين ان فرص شارون للبقاء على قيد الحياة quot;كبيرة جداquot;.

ونقل التلفزيون عنه قوله quot;لدي تفاؤل كبير ... ندعو الله ألا تحدث مضاعفات مثل الاصابة بعدوىquot;. لكنه اكد ان شارون لن يخرج من الازمة الصحية بغير ضرر واضاف quot;القول انه بعد مثل هذا التأثير الخطير لن تكون هناك مشاكل في الادراك هو عدم اعتراف بالحقيقة.quot; وقال اطباء ايضا انه لا يوجد ما يضمن ان يستعيد شارون الوعي حتى بعد انهاء حالة التخدير التي وضعه الاطباء فيها. وصرح مسؤولو المستشفى انهم سيعلنون اخر تطورات حالته في الساعة السابعة صباحا (0500 بتوقيت جرينتش).

وكانت نتائج أحدث أشعة مقطعية قد اثارت تفاؤلا حذرا في وسائل الاعلام الاسرائيلية لكن خبراء من الخارج يقولون ان تشخيص حالة شارون يظل سيئا نظرا للنزيف الذي أدى الى الجراحة التي استمرت خمس ساعات يوم الجمعة. وأظهرت نتائج فحص أولي بالاشعة المقطعية على مخ شارون بعد الجراحة يوم الجمعة أنها نجحت في وقف النزيف وتخفيف الضغط الشديد داخل الدماغ. وقال كوهين quot;نحن جميعا معجبون بمدى قوته وكفاحهquot; للبقاء على قيد الحياة. واضاف quot;انه محارب حقيقي وهذه هي طبيعته.quot; وأجري لشارون فحص جديد بالاشعة المقطعية صباح السبت قال مور يوسف انه اظهر تقلص الانتفاخ الناتج عن تجمع السوائل في المخ وعودة الضغط في الدماغ الى المعدل الطبيعي.

ومن المعابد اليهودية في القدس الى مقاهي شواطئ تل أبيب ينتظر الاسرائيليون في قلق معرفة أي شيء عن مصير الجنرال السابق. واعلنت مكبرات الصوت خلال مباراة كرة قدم في الدوري الاسرائيلي يوم السبت quot;اليوم نلعب كرة القدم ولكن عيوننا على المستشفى.quot; واعلن المشجعون تأييدهم.

وفي جميع أنحاء اسرائيل حول الاسرائيليون مؤشرات أجهزة المذياع الى النشرات الاخبارية التي تبث كل ساعة بحثا عن أي معلومة جديدة عن شارون الذي هيمن على الحياة السياسية في اسرائيل في السنوات الماضية. وتعهد زعماء العالم بدعم اولمرت الذي عين قائما بأعمال رئيس الوزراء. ويواجه شارون بالادانة والبغض في العالم العربي لكن ينظر اليه بشكل متزايد في الغرب على انه اتاح فرصا جديدة للسلام. وجاءت اصابته بالجلطة في توقيت حرج فيما كان يسعى لاعادة انتخابه متعهدا بانهاء الصراع مع الفلسطينيين. وقال محللون سياسيون ان الانتخابات العامة المقرر اجراؤها في اسرائيل في 28 مارس اذار والتي كان يتوقع على نطاق واسع أن يفوز فيها شارون على رأس حزب كديما الجديد ممثلا لتيار الوسط ستتحول الى سباق مفتوح اذا لم يشارك فيها. ويرجع جزء كبير من شعبية شارون بين الاسرائيليين الى اعتقاد بانه قادر على اتخاذ خطوات جريئة لا يستطيع الاخرون الاقدام عليها بسبب تاريخه كمتشدد.

لكن تسيبي ليفني وزيرة العدل الاسرائيلية واحد الاعضاء الرئيسيين في حزب كديما قالت ان الحزب سيمضي قدما برؤية شارون حتى اذا لم يعد مرة اخرى الى ممارسة السياسة. واضافتquot;الطريق السياسي لكديما..يشرح مبادئ كيفية معالجة الصراع مع الفلسطينيين .quot;

وكانت حملة شارون الانتخابية تركز على برنامج يقوم على استعداده للتخلي عن بعض الاراضي المحتلة في الضفة الغربية كسبيل لانهاء الصراع لكنه تعهد بالابقاء على سيطرة اسرائيل على تكتلات استيطانية رئيسية في الضفة. ويقول الفلسطينيون ان ذلك من شأنه أن يحرمهم

صحافة بريطانية
quot;إذا كان شارون الصخرة الراسخة، فمن سيكون القوة التي لا تقاوم؟quot;

اختار نيال فيرجسون، أستاذ التاريخ بجامعة هارفارد، هذا التساؤل عنوانا لموضوعه في صفحة التحليلات والرأي بصحيفة صنداي تيليغراف، الذي تناول فيه الأحجية المعقدة التي قد يخلفها غياب رئيس الوزراء الإسرائيلي، أرييل شارون، في بؤرة السياسة في الشرق الأوسط. كتب فيرجسون متسائلا: quot;هل كان شارون الرجل الوحيد القادر على جلب السلام الدائم للشرق الأوسط على أساس حل يستند إلى دولتين؟ أم هل كانت جهوده للعثور على أسلوب للتعايش مع الفلسطينيين مجرد خدعة ميكافيللية من قبل عدو عنيد؟quot;.

ثم ينتقل فيرجسون إلى تحليل الأسباب والدوافع وراء ما يرى البعض أنها تنازلات قدمها شارون للفلسطينيين . quot;كل تنازل قدمه كان عملا أحادي الجانب، مصمم فقط لتعزيز أمن إسرائيل. إن شارون لم يقدم شيئا قد يعزز من موقف السلطة الوطنية الفلسطينية ولا موقف رباعي الوساطة الدولية. الدولة الفلسطينية كما يراها شارون ستكون مجرد محمية محجّمة، لا تدخل فيها القدس الشرقية، ويحيط بها سور تسيطر عليه إسرائيل.quot;

ويختم فيرجسون موضوعه بالقول إن quot;المتغيرات الثلاث الأساسية في المعادلة، إحداها فقط مجهولة تماما، وهي هوية من يخلف شارون. ونحن نعلم فقط اتجاه المتغيرين الأخريين. الديموغرافية تشكل معضلة كبرى لإسرائيل، بينما تشكل الولايات المتحدة ميزة كبيرة. والآن، وقد زالت صخرة شارون الراسخة، فأي من هذين المتغيرين سيكون القوة التي لا تقاوم؟ هذه اليوم هي الأحجية الحقيقية في الشرق الأوسط.quot;

quot;لقد خرق كل الوعودquot;
ونشرت صحيفة الأوبزيرفر في صفحة الرأي تحليلا لهنري سيجمان، مدير مشروع أميركا والشرق الأوسط ورئيس سابق للمجلس اليهودي الأميركي، يرى فيه أن شارون quot;لم يعتزم على الإطلاق التوصل إلى حل عادل في إسرائيلquot; وأنه quot;نكث تقريبا كل وعوده لمحمود عباسquot; رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية. يقول سيجمان إن أغلب الإسرائيليين يعتقدون أن شارون هو الشخص الوحيد القادرعلى حل الصراع الفلسطيني، وإنه في حال استمرار هذا الصراع، فهو الشخص الوحيد القادرعلى إدارته بطريقة تضمن استقرار وأمن إسرائيل، لكنه يرى أن جزءا فقط من وجهة النظر هذه هو الصحيح.

quot;ليس لدى شارون أي نية لتقديم تنازلات يكون من بينها إعادة معظم أراضي الضفة الغربية - حتى الحدود التي اقترحها الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون عام 2001 - إلى الفلسطينيين، وتعويض الفلسطينيين الذين صادرت إسرائيل أراضيهم لإقامة تكتلات استيطانية كبيرة ملاصقة لحدود ما قبل 1967 بمنحهم أراض مناظرة لها داخل إسرائيل، والسماح بأن تكون الأجزاء العربية من القدس عاصمة لدولة فلسطينية، كما أن أي زعيم فلسطيني لن يقبل بأي اتفاق يخلو من هذه الشروط.quot;

ويرى سيجمان أن قرار شارون بالانسحاب الأحادي من غزة ما هو إلا quot;سابقة يهدف شارون إلى إقرارها لاستمرار التحرك الأحادي بما يمكن إسرائيل من الاحتفاظ بسيطرتها على الضفة الغربية المفروضة بالأمر الواقع، حتى إذا قدر لدولة فلسطينية مصغرة أن تأتي إلى حيز الوجود. يعتقد شارون أن دولة مصغرة هي السبيل الوحيد لكي تتمكن إسرائيل من التعامل مع التحدي الديموغرافي الذي يشكله النمو السكاني الفلسطيني، والسبيل الوحيد للحفاظ على التأييد الأميركي لهذا التحرك الأحاديquot;.

ويضيف سيجمان أن شارون quot;يتحمل جزءا من المسؤولية عن الفوضى في غزة وأغلب مناطق الضفة الغربية إذ أنه نكث كل وعوده تقريبا لمحمود عباس التي كان من شأنها تخفيف معاناة الفلسطينيين ومنح رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية المصداقية اللازمة للتصدي لدعاة الرفض والعنفquot;.

وعن رأيه في سياسة التحرك الأحادي كتب سيجمان: quot;لقد اتخذت الأحادية توطئة لسرقة الأراضي الفلسطينية ولفرض ترتيبات في القدس تخرق الاتفاقات القائمة حاليا، بما فيها خارطة الطريق. تمنح قرارات الأمم المتحدة الفلسطينيين ذات الحقوق في وحدة الأراضي وفي الأمن التي تطالب بها إسرائيل لنفسها. للفلسطينيين حقوق، ويحق لهم مطالبة إسرائيل بالاعتراف بهذه الحقوق، التي يتعين أن تكون أساس مفاوضات للتوصل إلى اتفاق. الأحادية تتعارض تماما مع ذلك.quot;

ويختم سيجمان تحليله بالقول إن quot;أي أمل في إحياء عملية السلام لا يتوقف على نجاح حزب شارون الجديد (كاديما)، بل على الالتزام الإسرائيلي بإقامة دولة فلسطينية على أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة تحظى بذات القدر من الاحترام لأمنها ومقوماتها ووحدة أراضيها الذي تريده إسرائيل لنفسهاquot;.

quot;شارون، الصقر الذي قدم أفضل فرصة لصنع السلامquot;
كان ذلك عنوان موضوع نشر في صفحة التحليلات والرأي بصحيفة الإندبندنت بقلم وزير الخارجية البريطاني الأسبق، مالكولم ريفكند، يتناول فيه تداعيات مرض رئيس الوزراء الإسرائيلي، أرييل شارون، على عملية السلام في الشرق الأوسط.

واستهل ريفكند موضوعه بالمقارنة بين الفترة التي أعقبت اغتيال اسحق رابين رئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل، والوضع الراهن في ظل مرض شارون الشديد.

وكتب ريفكند: quot;كان لاغتيال رابين أثر كبير على السياسة الإسرائيلية وعلى مستقبل عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين. وهناك الآن تشابه مقلق بين مصير رابين، ومصير شارون، الذي يصارع من أجل البقاء على قيد الحياة.quot;

وأضاف وزير الخارجية البريطاني الأسبق أن شارون quot;كان من الصقور وجنرالا في الجيش، لكنه أصبح رئيس وزراء وقبل بأن القوة العسكرية لا تكفي وحدها كوسيلة لتحقيق سلام وأمان دائمين، وأن الحل السياسي ضروريquot;.

ويرى ريفكند أن سمعة شارون تضررت - من جراء غزو لبنان عام 1982 وعلاقته بمذبحتي صبرا وشاتيلا اللتان قتل فيهما مئات اللاجئين الفلسطينيين على أيدي ميليشيات مسيحية موالية لإسرائيل، والدور الذي لعبه كوزير للإسكان في المبادرة بتوسيع مكثف للمستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، وإقدامه على دخول المسجد الأقصى في القدس عام 2000 الذي كان له دور كبير في اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية.

لكنه يرى أيضا أن شارون quot;يتمتع بمصداقية لدى الرأي العام الإسرائيلي لا يشاطره فيها أي سياسي آخر. وعندما قال إنه يتعين قبول قيام دولة فلسطينية، وعندما بادر بالانسحاب من غزة، وعندما أصر على تفكيك المستوطنات الإسرائيلية في غزة، فقد كسب الرأي العام الإسرائيلي إلى حد يستحيل على شمعون بيريس أو إيهود باراك أو أي من الحمائم الإسرائيليينquot;.

ويخلص ريفكند إلى أن quot;القضية الحقيقية هي ما إذا كان بمقدور أي زعيم سياسي إسرائيلي أن يقنع الإسرائيليين بقبول دولة فلسطينية لها حدود واضحة واقتصاد عامل والخصائص الطبيعية لدولة ذات سيادة. وسيكون البديل هوية فلسطينية مجزأة لا تتمتع بالتماسك ولا بالمصداقية التي تمنحها وضع دولة.quot;

ويرى ريفكند أن شارون يريد الحل الأول quot;وإلا فما الذي دفعه للانفصال عن حزب الليكود وإنشاء حزب خاص به، وما الذي دفع شمعون بيريس وأصدقائه إلى عرض تأييدهم السياسي على شارون. إن قضية الدولة الفلسطينية واضحة المعالم هي تحديدا التي تفصل شارون عن حزب الليكود بزعامة بنيامين نتنياهوquot;.

ويختم ريفكند موضوعه بالقول إنه quot;إذا لم يتمكن شارون من إتمام ما بدأه فإن النتيجة قد تكون كارثية لعملية السلام. فشمعون بيريس فقط هو الذي يتمتع بسمعة وبخبرة تضاهيان ما لشارون، لكن أحدا في إسرائيل لن يقبل به رئيسا للوزراء باستثناء الناخبين المؤيدين لليسار.quot;

وأضاف: quot;أما إيهود أولمرت، القائم بأعمال شارون حاليا، وهو رئيس سابق لبلدية القدس، فهو الرجل الذي يرجح أن يقود حزب شارون الجديد (كاديما). لكن يجب ألا ينظر إلى أولمرت على أنه خيار سهل لعملية السلام، فقد أصر عندما كان رئيسا لبلدية القدس على دمج الجزء الشرقي العربي من المدينة داخل إسرائيل، كما أنه مؤيد قوي لتوسيع المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية وحول القدسquot;.

quot;حلم شارونquot;
أما صحيفة صنداي تايمز فنشرت في صفحة التحليلات والرأي موضوعا بعنوان: quot;الوريث الذي قد يجعل من حلم شارون حقيقةquot; بقلم الكاتب برنارد واسرشتاين، مؤلف كتاب quot;إسرائيل وفلسطين: لماذا يتقاتلان وهل بمقدورهما التوقف؟quot;

ويتناول واسرشتاين الأسباب التي دفعته للتفكير في إيهود أولمرت، القائم بأعمال رئيس الوزراء الإسرائيلي، على أنه مرشح قوي لخلافة شارون. يقول واسرشتاين: quot;إيهود أولمرت عامل متمرس وتكتيكي ماهر.quot;

وأضاف: quot;كان أولمرت أحد 'الأمراء الصغار' المنتمين للقوميين اليمينيين، وتعين عليه أن ينتظر عدة عقود حتى يختفي الجيل المؤسس من القادة من أمثال شامير، ومناحم بيجن، والآن شارون. هذه اللحظة تقدم لأولمرت فرصة عمره لإظهار نفسه بمظهر القائد الذي بمقدوره توحيد الإسرائيليين حول سياسات يجمعون عليها.quot;

ويرى واسرشتاين أن أولمرت يتمتع بميزة أنه كان quot;أحد أبرز مهندسي تحول مسار شارون نحو القبول بالحاجة لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لقظاع غزة وأغلب مناطق الضفة الغربية ونحو القبول بالتفكير في السماح بإقامة دولة فلسطينية تعيش جنبا إلى جنب مع إسرائيلquot;.

ويقول واسرشتاين إن أولمرت ستواجهه تحديات ثلاث. أولا: الحفاظ على تماسك حزبه، كاديما، على مدى الأيام القليلة القادمة، وتأمين تأكيد دائم بقيادته للحزب. وثانيا: تشكيل حكومة انتقالية. وثالثا: التغلب على غريميه الأساسيين في الانتخابات، في اليمين بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء السابق وزعيم حزب الليكود، وفي اليسار عامير بيريتس زعيم حزب العمل.

ويختم واسرشتاين تحليله بالقول إنه quot;بعض النظر عمن سيشكل الحكومة الإسرائيلية القادمة، فإنه سيجد نفسه يعمل تحت ذات الضغوط التي دفعت شارون للتحول نحو الوسطquot;.