السفارة الأميركية ترفض تأكيد الاتصالات مع المسلحين
الدفاع العراقية تحذر من الانزلاق بحرب طائفية
أسامة مهدي من لندن : حذرت وزارة الدفاع العراقية من مغبة انزلاق العراق الى حرب طائفية تدمر البلد بينما رفضت السفارة الاميركية في بغداد علمها باتصالات مع المسلحين في وقت اتهم حزب شيعي رئيس الحكومة ابراهيم الجعفري بعدم الايفاء بوعوده التي تولى منصبه على اساسها في حين حمل مجلس الحوار الوطني بزعامة صالح المطلك الحكومة ومليشياتها المسلحة مسؤولية تفاقم الارهاب الذي يشهده العراق بينما اقتحمت القوات الاميركية والعراقية مقر هيئة علماء المسلمين السنية في بغداد واعتقلت عضوا فيها واربعة من حراسها.
وفي بيان صحافي ارسل الى quot;ايلافquot; اليوم حذرت وزارة الدفاع العراقية من ان تقود الاعمال الارهابية التي يشهدها العراق حايا الى انزلاق البلد نحو حرب طائفية مؤكدة انها ستقف موقفا صارما من الممارسات المسلحة هذه التي حصدت ارواح 200 عراقيا بالاضافة الى 300 جريحا خلال الايام الثلاثة الماضية الامر الذي اثار تراشق اتهامات بين القوى السياسية اتخذت في بعض الاحيان منحى طائفيا .. وفيما يلي نص البيان :
بيان صادر من وزارة الدفاع
تعرب وزارة الدفاع عن أسفها للأعمال الإرهابية والإجرامية التي ترتكب تحت مسميات الدين والمقاومة الشريفة والتي تطال الأماكن المقدسة ودور العبادة ومن يتعبد فيها. وتعلن الوزارة أسفها من أن هذه الأعمال الجبانة تطال الأطفال والنساء أيضا وخطفهم لمجرد تصفية حسابات بعيدة كل البعد عن الأخلاق العربية التي تحفظ ذمم أهل الكتاب قبل أن تحفظ ذمم المسلمين , وبالتالي تجد الوزارة خطورة هذا المنحى في الانزلاق الى حرب طائفية تأكل الاخضر واليابس من الحياة العراقية الى الحد الذي ستقف الوزارة الموقف الصارم لمن تسول له نفسه العبث بأمن المواطن والمواطنين .
ويتزامن هذا التحذير مع اقتحام القوات الأميركية تساندها قوات الحرس الوطني مقر هيئة علماء المسلمين المرجعية الدينية للسنة العراقيين واعتقلت عضو الهيئة يونس العكيلي واربعه من الحراس في ساعة متأخرة من الليلة الماضية.
وقال مصدر في الهيئة اليوم quot;إن القوات الأميركية انتهكت مقر الهيئة وحرمة الجامع الكبيرام القرى وعاثت في المقر تدميرا واشار الى انه لم تعرف أسباب اقتحام القوات الأميركية والقوات العراقية للهيئة والجامع الكبير مؤكدا أن هذه الأعمال الإجرامية لن تجدي نفعا وإنما ستزيد الهيئة تمسكا بالمبدأ الرافض لمشاريع قوات الاحتلال وإصرارا على العمل لإخراجها بكل الوسائل المتاحة.
مجلس الحوار يحمل الحكومة مسؤولية تصاعد الإرهاب
اتهم مجلس الحوار العراقي بزعامة صالح المطلك القوات الحكومية والمليشيات التابعة لها وما تقوم به من قتل وتدمير لكثير من الأبرياء الذين ساهموا في مراقبة الانتخابات وكذلك عمليات ترحيل المئات من العوائل العراقية بالدفع باتجاه تفاقم الارهاب .
وطالب المجلس في بيان له اليوم ارسل الى quot;ايلافquot; الحكومة بإيقاف عملياتها هذه ومنع التجاوز على المواطنين وصب الزيت على النار مؤكدا استنكاره الشديد وأدانته لكل العمليات التي نُفذت في كربلاء والرمادي وبعض المناطق الأخرى خلال الايام الاخيرة .. وفيما يلي نص البيان :
بيان رقم(51)
لقد دأبت بعض الجهات المغرضة التي لا يروق لها إستقرار البلد وإستتباب آمنه على توجيه الأتهامات الباطلة ضد الرموز الوطنية بقصد أبعادهم عن الساحة وأخلائها من قياداتها الرئيسية ترويجاً للمد الطائفي من خلال بعض الفضائيات.
وليعلم أبناء شعبنا العظيم بأن تفاقم الأرهاب سببه ما تقوم به القوات الحكومية والمليشيات التابعة لها من قتل وتدمير لكثير من الأبرياء الذين ساهموا في مراقبة الانتخابات وكذلك عمليات ترحيل المئات من العوائل العراقية في محافظة الأنبار جزيرة الخالدية وطردهم الى خارج مناطقهم وتجريف مزارعهم وقطع أشجارهم وبساتينهم والإستيلاء على دورهم ليكونوا في العراء بدون مأوى في هذا البرد القاتل... فهل يحق لحكومة تريد الاستقرار والأمن أن تفعل بشعبها مثل هذا الفعل ؟ وهل عندما نطالب الحكومة بحقوق شعبنا يطلق علينا إرهابيين أو ندعم الأرهاب ؟
ونحن في الوقت الذي نطالب المسؤولين في الحكومة العراقية إيقاف عملياتها هذه ومنع هذه الفضائيات من التجاوز وصب الزيت على النار... نعلن استنكارنا الشديد وأدانتنا لكل العمليات التي نُفذت في كربلاء والرمادي وبعض المناطق الأخرى والتي راح ضحيتها العشرات من الابرياء الذين لا ذنب لهم .
كما نستنكر عمليات اختطاف النساء وندينها. فالعراقيات جميعاً بناتنا وأخواتنا ندافع عن الشيعية والسنية والمسلمة والمسيحية والعربية والكردية بدون تفريق أو تمييز ... ونود أن نبين للجميع أن الاختلافات في الآراء والتوجهات مهما بلغت حِدتُها لا يمكن أن تصل الى حد التجاوز على النساء.
عاش العراق حُراً عزيزاً موحداً بكل قومياته وأطيافه وأديانه ومذاهبه ولتخرس الألسن الداعية الى التفرقة وبث الفتنة.
وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
مجلس الحوار الوطني العراقي
حزب شيعي يهاجم الجعفري
اتهم حزب شيعي رئيس الحكومة العراقية ابراهيم الجعفري بنكث وعوده التي تولى منصبه على اساسها داعيا الى استبداله .
وقال المجلس الشيعي في بيان ارسل الى quot;ايلافquot; اليوم ان الجعفري كان ضعيفا ولم يتخذ مواقف حازمة من الكثير من القضايا التي تهم الشأن العراقي .. وفيما يلي نص البيان :
بسم الله الرحمن الرحيم
إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ
هذه بعض الامور والحقائق حول هذا الرجل وادائه السياسي، نرى من واجبنا ان نذكر بها الشعب العراقي ونطلب منه ان يدقق فيها ويمحصها قبل ان يسلمه قيادته واموره مرة ثانية.
والمسألة المهمة الاخرى هي ان الجعفري قائد ورئيس لحزبه، مما يجعل كل تحركاته واعتقاداته واقواله محسوبة على ذلك الحزب.
يجب ان لا نقيم الرجل من خلال نسبه وخاتمه ولحيته، بل من تصرفاته وافعاله ومواقفه. وحينها نحدد فيما ان كان وطنيا شجاعا، او عميلا خائنا (او تحت ابتزاز ما)، او على الاقل: ضعيفا وغير جدير بقيادة صعبة في ضروف اصعب، يسير بالعراق وشعبه الى مزيد من سفك الدماء.
مرجعيته:
لا توجد مرجعية دينية واضحة للرجل. ولا يوجد مرجع قد اخذه تحت جناحه.
نضاله:
لا نعلم باية مواقف نضالية مميزة للرجل. كما يكفي القول ان الالاف الذين عذبوا واعدموا بتهمة انتمائهم لحزب الدعوة، لم تكن لهم اية علاقة بالحزب. وانما هذه التهمة كانت جاهزة لكل من كان يريد النظام ان يقضي عليه او يعاقبه.
التصهٌين:
عندما صافح (...) علاوي وزير الكيان الصهيوني في اروقة الامم المتحدة، اظهر حزب الدعوة انزعاجه الشديد وثارت ثائرته وطالب بـ quot;تفسير شفافquot; لتلك المصافحة، حينها كان الجعفري في منصب تشريفي لا يسمن ولا يغني من جوع. ولكن عندما صافح وزير خارجية العراق (الكردستاني) احد وزراء الصهاينة وتبادل الابتسامات (واللقاءات) معه في الاردن وامام الفضائيات، لم نسمع اي معارضة من الحزب لهذا الامر الخطير، في حين ان الجعفري كان رئيسا لذاك الوزير ... ومازال!
موقفه من احداث النجف:
عندما كانت القوات الاجنبية تدك المدن المقدسة بالاسلحة المحرمة وتقطع الماء عن سكانها وتقتل شباب الشيعة، ماذا كان موقف الجعفري؟
اننا غير متاكدين في صحة ما نسب اليه بقوله: quot;ان اخر الدواء الكيquot;، ولكننا نعلم انه سافر الى خارج القطر بدعوى العلاج! وصرح من هناك ان ضرب المدن وقتل الشباب هو عمل quot;غير حضاريquot;.
ولم نسمع منذ ذلك الحين وطيلة رئاسته للوزارة ولحد هذا اليوم انه سافر للعلاج مرة اخرى.
موقفه من الارهاب:
لم تثبت محاكمة (علنية) او اعدام (علني)، لمجرم واحد، فضلا عن ارهابي، طيلة فترة رئاسته. ولم يعلل هذا الامر المريب، ولم يستبحث عنه من وزرائه.
كذبه:
دخلت قائمة الائتلاف في الانتخابات (الاولى) واحدى اهم شعاراتها ووعودها هو جدولة خروج المحتل. ولكن بعد فوز القائمة قام الجعفري يطلب من الامم المتحدة وبأسم الحكومة العراقية بابقاء الاحتلال، بالرغم من عدم وجود اي حاجة دستورية او دبلوماسية لهذا الطلب اصلا.
موقفه من الاعتداء على وزرائه:
لم يكن له اي موقف (سلبي او ايجابي) عندما هاجمت قوات الجيش والشرطة quot;العراقيةquot; موكب وزير الصحة في النجف، وكذلك موكب وزير الاعمار والاسكان (التركماني)، خلال زيارته لمدينة طوز خورماتو.
وكذلك موقفه من تدخل سفير دولة اجنبية في طلبه استقالة احد وزرائه. والتي كانت تتطلب دبلوماسيا، على الاقل، مذكرة رسمية من حكومته تطالب بطرد السفير كونه quot;شخص غير مرغوب بهquot;.
الاصرار على منصب رئاسة الوزراء:
الجعفري هدد بانسحاب كتلته من الائتلاف (السابق) اذا لم يكن ليعطى منصب رئاسة الوزراء. مخاطرا بذلك بدون اي احترام للناخبين الذين حملوا ارواحهم بايديهم وبدون ادنى تقدير للجهود الكثيرين وعلى راسها جهود المرجعية التي سعت الى ضم الجميع تحت قائمة واحدة، بما فيهم السنة. وعانى الشعب ما عانى منذ تسلمه للسلطة وتشكيله لحكومة ... متصهينة.
وهنا امر جدير بالذكر: حال تعيين الجعفري رئيسا للحكومة، صرحت وزيرة الخارجية لدولة الاحتلال (والتي صافح يدها الجعفري اثما) بان اختياره لرئاسة الوزراء هو امر quot;غير مقبولquot;، لكون الجعفري quot;قريبا من ايرانquot;. ان هذه التهمة السخيفة وquot;العداءquot; من قبل مسؤولة مهمة في دولة محتلة تتحكم في تعيين ودعم ورفض من تشاء في حكومة العراق هو طريقة استعمارية متبعة لزيادة شعبية شخصية (عميلا) ما امام الشعب الباغض لذاك المستعمر.
البديل:
قد يتحجج البعض بان هذا هو افضل الموجود.
كلا، ان هناك الكثير ممن هم افضل قطعا.
وحتى لو حصرنا البدائل في نفس قائمة الائتلاف، نطرح اسماء ثلاثة فقط على سبيل المثال وليس الحصر:
1 . الدكتور حسين الشهرستاني: يكفي انه كان احد الستة الذين اختارتهم المرجعية في الانتخابات الاولى. ولكن يؤخذ عليه انه كان نائبا quot;ساكتاquot; لرئاسة مجلس نصف مقاعده حجزها مزورين ومتصهينين ومجرمين وبعثيين. كما كان جزءا من الحكومة اعلاه وموبقاتها في تصهينها وكذبها وطلبها من الاحتلال البقاء.
2 . الدكتور نديم الجابري (حزب الفضيلة): ان لهذه الرجل مرجعية حاضرة تدعمه، ولم يثبت، لحد الان، انه من اللاهثين وراء المناصب والقاب quot;الفخامةquot; وquot;السعادةquot;.
3 . احد مرشحي التيار الصدري: ان وطنية وتضحية ومعاناة، فضلا عن شعبية، هذا التيار مما لا يقاس بهم احد. بل ان هذا الترشيح سيعري نفاق ديمقراطية المحتل وعملائه حين يعارضون مرشح القائمة ... والغالبية.
وقد استبعدنا غيرهم من خيري القوائم الاخرى، ولاسيما التي كانت ضحية التمويه والكذب الاعلامي quot;الائتلافيquot; في بث اشاعات الانسحابات في عشية الانتخابات.
الخلاصة:
يجب استبدال الجعفري بمن هو اكثر حزما وشجاعة ووضوحا.
اللهم انا نرغب اليك في دولة كريمة تعز بها الاسلام واهله وتذل بها النفاق واهله
ملاحظة1: ان انتقادنا الشديد للجعفري (وحزب الدعوة)، لا يعني بالضرورة وقوفنا بجانب منافسه وquot;عدوهquot;، والموجود معه في نفس كتلة الائتلاف. فان تبعية الثاني لدولة مجاورة وتلقي الاوامر من مخابراتها هي مسالة فطرية منذ سنة نشأتها. فضلا عن quot;بيعةquot; قيادته لـ quot;قائدquot; تلك الدولة .
المجلس الشيعي التركماني
سفارة واشنطن في بغداد : لاتأكيدات لاتصالات مع المسلحين
رفضت السفارة الاميركية في بغداد تأكيد ما ذكرته تقارير صحافية اميركية بأن مسؤولين اميركيين يجرون الآن محادثات مع بعض قادة الجماعات المسلحة العراقية لاستغلال الصدع الحاصل بينهم وبين الجماعات المتشددة مثل القاعدة لسحب القادة المحليين إلى العملية السياسية.
ومن جانبه قال مسؤول في وزارة الدفاع العراقية ان الوزارة quot; لا علم لها بهذه الاتصالات كونها تجرى بعيداً عن الوزارة ان وجدتquot; موضحاً ان من quot;الممكن ان تكون المشاورات مع احدى الكتل السياسية التي توفر غطاء للجماعات المسلحةquot;. وعن مدى التزام وزارة الدفاع العراقية بنتائج هذه المباحثات ان تمت فعلاً اكد quot;ان وزارة الدفاع لها دور تنفيذي، وهي تتبع القرار السياسي للحكومةquot; مشيراً إلى ان هذه المعلومات ان صحت فسيكون هناك تفاهم بين الحكومة العراقية والجانب الاميركيquot;.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز ان صدامات عنيفة قد اندلعت بين جماعات مسلحة عراقية والقاعدة في عدة مدن في quot;المثلث السنيquot; شملت مدن: التاجي واليوسفية والقائم والرمادي ويبدو ان هذه الصدامات تصاعدت في الآونة الاخيرة.
وفي مقابلة اجرتها الصحيفة مع دبلوماسي غربي لم تحدده بالاسم دعم وجود هذه المحادثات وقال ان الامريكيين أجروا نقاشات وجهاً لوجه مع المتمردين في quot;ميدان المعركةquot; وبانهم يجرون اتصالات مع قادة التمرد عبر وسطاء. وقال الدبلوماسي ان الهدف هو استثمار القوات الاميركية والجماعات المتطرفة مثل القاعدة التي اثارت استياء العديد من العراقيين لقتلها الجماعي للمدنيين العراقيين. وقال الدبلوماسي ان المحادثات التي جرت وتجري داخل العراق وخارجه قد بدأت في فصل الخريف الماضي.
وذكرت الصحيفة ان الدبلوماسي الغربي اكد ان المباحثات الاميركية مع قادة الجماعات المسلحة العراقية تهدف إلى استغلال الرغبة الجديدة لدى العرب السنة في المشاركة بالعملية السياسية التي ترسخت عبر مشاركتهم بكثافة في الانتخابات الماضية. ولكن الدبلوماسي اكد ان المباحثات لم تقدم ضماناً لتسلم الجماعات المسلحة او حتى وقف اطلاق النار.
ونقلت صحيفة النيويورك تايمز عن مصادر لم تسمها ان امين عام الحزب الاسلامي طارق الهاشمي كان قد اجرى لقاءات دورية مع قادة الجماعات المسلحة العراقية لوقف العنف ابان الانتخابات الماضية. واوردت الصحيفة تعليقاً للهاشمي حول المباحثات قال فيه quot;انه لا يظن ان المحادثات قد احرزت تقدماًquot; موضحاً ان العقبة الرئيسة التي تعترض التقدم هي طلب المتمردين جدولاً زمنياً لانسحاب القوات الاميركية وهو الامر الذي كرر الرئيس الاميركي جورج بوش رفضه مؤخراً.
من جهته اعتبر نائب الامين العام للحزب الاسلامي العراقي السيد اياد السامرائي ان المعلومات التي اوردتها صحيفة النيويورك تايمز حول اتصال امين عام الحزب الاسلامي طارق الهاشمي بقيادات التمرد عارية عن الصحة، موضحاً ان ما ورد للهاشمي من تعليقات على الموضوع هو تقييم وليس معلومات.
وابلغ السامرائي quot;المدىquot; ان الحزب الاسلامي لم يكن جزءاً من أية مباحثات بين الامريكيين والمتمردين ان وجدت. موضحاً ان quot;المقاومة العراقية هي جهة فاعلة في الشأن العراقي بغض النظر عن موقف الفرقاء السياسيين منهاquot; معتبراً التفاوض معها امراً واجباً من اجل الاستقرار.
وقال الدبلوماسي الغربي لصحيفة نيويورك تايمز انه يأمل بأن الجماعات المسلحة قد تقتنع بأن الحكومة العراقية الجديدة التي ستضم قادة سنة سوف تدعم رأيها. واضاف انه وفقا للمبدأ الاسلامي، وكذلك المبادئ الديمقراطية لا يمكن ان تكون هناك مقاومة مشروعة ضد حكومة شرعية، اذا امكن لنا التوصل الى تفاهم مع بعضنا البعض، أي بين المقاومة كما يسمونها وقوات التحالف، حينها سوف يتحولون الى الزرقاوي والجماعات الارهابيةquot;.
وتقول الصحيفة ان الدبلوماسي المذكور لم يحدد الجماعات التي تحدث اليها الامريكيون، لكن يبدو أن الجماعات المذكورة تضم الجيش الاسلامي في العراق وجيش محمد، ويعتقد quot;ان هاتين الجماعتين تضمان عراقيين وطنيين واعضاء سابقين في حزب البعث المنحلquot; على حد تعبير الصحيفة.
وهدف هذه الجماعات طرد القوات الاميركية من العراق، وهي الرغبة السائدة في اوساط العرب السنة بينما تهدف القاعدة الى جعل العراق دولة خلافة اسلامية. وفي مقابلات اجرتها صحيفة نيويورك تايمز مع الجماعات المسلحة قال المسلحون ان هنالك كراهية واسعة للقاعدة في صفوف العراقيين موجهين لومهم الى القاعدة في التفجيرات الدموية بالسيارات المفخخة او بالاحزمة الناسفة التي قتلت آلاف العراقيين حتى الان.
وقال أبو عمر، وهو الاسم الحركي لعضو في الجيش الاسلامي العراقي لصحيفة نيويورك تايمز quot;نحن عراقيون، اما القاعدة فهي قادمة من خارج حدودنا، انهم شوهوا سمعة المقاومة النبيلة في داخل العراقquot;.
ويعتبر الاميركيون والعراقيون ان الصراع بين الحركات المسلحة يقدم فرصة واعدة خصوصا للمشاركة الكبيرة للمصوتين السنة في الانتخابات. وفي العديد من المدن تعاون المسلحون مع الانتخابات بوقفهم اطلاق النار بينما هددت القاعدة بالانتقام. وفي الرمادي، على سبيل المثال، وفر المسلحون الامن للعديد من مراكز الاقتراع.
وقال الدبلوماسي quot;نحن في المراحل الاولى من العمليةquot; .. وتجري الان مباحثات مع الاشخاص الذين يعرفون او يتفاعلون مع هذه الجماعات او يؤثرون عليها. كانت هناك مباحثات مع الذين كانوا قادة ميدانيين او مازالوا يعتبرون انفسهم قادة ميدانيينquot;.
والتحدي الوحيد الذي يواجهه الاميركيون الان هو تحديد وتشخيص قادة هذه الجماعات، خاصة ان هناك عشرات المجموعات غير المرتبطة مع بعضها.
وقال ابو امين، وهو قائد احدى الجماعات من منطقة اليوسفية ونقيب سابق في الجيش العراقي: ان الاميركيين كانوا مهتمين بوجه خاص بتأمين المساعدة ضد القاعدة.
وقال أبو أمين عن الاميركيين quot;نحن نعرف مع من يلتقونquot; واضاف: ان الامريكيين طرحوا عدة اسئلة حول القاعدة : quot;هل لك علاقة مع القاعدة؟ هل بأمكانك مساعدتنا في مهاجمة القاعدة؟ هل بأمكانكم اجتثاث القاعدة من العراق؟quot; واشار الى ان النتيجة الاولى لهذه المباحثات ظهرت في كانون الاول عندما اطلق الاميركيون سراح سطام الكعود quot;كمبادرة حسن نيةquot; لاقناع المسلحين بالتعاون. وكان الاميركيون قد اطلقوا سراح الكعود مع اكثر من 20 معتقلا بالرغم من معارضة الحكومة العراقية.
وقال ابو امين quot;ان اطلاق سراح هؤلاء قد لقي ترحيبا من العديد من الجماعات لكن السفير الاميركي زلماي خليل زاد قال للصحيفة quot;ان اطلاق سراح الكعود لا علاقة له بمزاعم المسلحينquot; بينما قال الكعود للصحيفة من محل اقامته في الاردن quot;إنه لا يعلم ان كان اطلاق سراحه جزءا من صفقة مع المسلحينquot; لكنه اوضح quot; انه اثناء زيارته لمحافظة االانبار بعد اطلاق سراحه تقدم اليه اشخاص عرفوا انفسهم بأنهم قادة للمسلحينquot; واضاف quot; ان هؤلاء اخبروه بأنهم كانوا يجرون محادثات سرية مع الاميركيينquot;.
التعليقات