خلف خلف من رام الله: يتنفس ارييل شارون رئيس الوزراء الإسرائيلي بشكل تلقائي مع انه ما زال موصولا بأجهزة تساعده على التنفس، وعلى الجانب الآخر يحبس الإسرائيليون أنفاسهم أيضا ترقبا لمعرفة مصيره، ويتواصل قدوم شخصيات كبيرة للطابق السابع من مستشفى هداسا عين كارم في القدس حيث بدأ الأطباء بعملية إفاقة شارون، ووصل وفدا يتضمن أكثر من ستين برلمانيا يهوديا من أنحاء العالم للإعراب عن تضامنهم مع إسرائيل وتمنياتهم لشارون بالشفاء العاجل، ومن بين أعضاء الوفد ثلاثة من نواب الكونغرس الأمريكي وعضو في مجلس النواب التونسي.

هذا ويشابك الإسرائيليون في هذه اللحظات أصابعهم قلقين ومترقبين لأي معلومة عن الحالة التي وصل إليها رئيس وزرائهم، والذي يعتبره البعض منهم منقذ دولة إسرائيل، وبطل معاركها العسكرية والإسرائيلية على مدار الثلاثين عام الماضية. وبات الجميع يدرك الآن أن وضع شارون الصحي الآن، يفرض كفة من الموازين على أجندة الساسة الإسرائيليين، ويضع مستقبل المنطقة، ومستقبل الإجراءات السياسية ومستقبل المعركة الانتخابية الإسرائيلية على محك اختبار جديد، ويشكل الفراغ السياسي الذي تركه شارون سيناريوهات جديدة للمنطقة ما زال الحديث عن ملامحها مخاطرة لكون طبيعية النظام السياسي في إسرائيل متقلب وتحكمه عوامل عدة.

ولكن الشيء الوحيد الواضح أن خروج شارون اللاعب المخضرم من الساحة يبدد كامل السيناريوهات التي وضعت للمنطقة سلفا، والتي انحرفت وخرجت عن سكتها المخططة بمجرد دخول شارون بغيبوته مساء يوم الأربعاء الماضي، وهنا يرى المراقبون بأنه يتوجب الاستعداد لمفاجآت كبيرة في عام 2006 خلافا للسيناريوهات المُعدة سلفا والتي رصدتها مراكز البحوث وأغفلت أن التغيير الدراماتيكي في العملية السياسية كخروج شارون قد يسبب هدم لكل التوقعات المحتملة.