الياس توما من براغ :
أشارت دراسة حديثة للاتحاد الفيدرالي للمصارف الأوروبية بأنه يتعرض كل 90 دقيقة احد المصارف الأوروبية إلى عملية سطو وان عدد عمليات السرقة التي تعرضت لها المصارف الأوروبية في عام 2004 كان 5864 الأمر الذي تسبب بخسائر لها بقيمة 87 مليون يورو.
وأكدت الدراسة أن هذا العدد هو اقل مما وقع في السابق بفارق ضعيف غير أن مقترفي عمليات السطو يستخدمون بشكل متزايد أسلحة أكثر خطورة .
وأضافت الدراسة بان الأمر المقلق هو تنامي العدوانية لدى المهاجمين وأنهم يخاطرون بشكل اكبر عما كان عليه الأمر في الماضي من خلال استخدام الأسلحة الخطرة مثل الأسلحة الثقيلة والمتفجرات والقيام بعمليات الخطف .

ولفتت الدراسة إلى تنامي عمليات خطف العاملين في المصارف مشيرة إلى انه عبر هذه الوسيلة تمت في كانون الأول ديسمبر من عام 2004 اكبر عملية سرقة لمصرف في بريطانيا وهي العملية التي جرت في بلفاست وتم فيها سرقة 5و26 مليون جنيه . وتقسم الدراسة اللصوص إلى مجموعتين الأولى احترافية تركز على سرقة كميات كبيرة من الأموال و لا تتورع عن استخدام العنف بشكله المتطرف أما المجموعة الثانية فتضم هواة وعدد هذه المجموعة في تزايد لكنهم يسرقون كميات قليلة من الأموال ويستخدمون السكاكين والإبر. وتلاحظ الدراسة ظهور أفراد عصابات تنشط بشكل متزايد في عدة دول أوروبية مرة واحدة و لا يتورع أفرادها عن استخدام الأسلحة الثقيلة والمتفجرات . وتضيف الدراسة بأنه من الواضح أن اللصوص سيلجأ ون إلى المزيد من العنف كي يحققوا أهدافهم ولهذا من الضروري أن تقوم المصارف بصرف المزيد من الأموال لتأمين حماية مصارفها مشددة على أن هذه الوسيلة هي الطريقة الوحيدة التي تجبر اللصوص على البحث عن الغنائم في أماكن أخرى .

وبالتوافق مع هذه الدراسة الأوروبية أكدت مصادر الشرطة التشيكية أن 158 مصرفا ومركز بريد ومحل تصريف للعملات قد تعرضت للسطو في تشيكيا في الفترة من كانون الثاني إلى تشرين الثاني الماضي . واعترف الناطق باسم الشرطة التشيكية ييرجي فوكوش بأنه لم يتم حتى الآن سوى إيضاح كل ثالث عملية سطو وإلقاء القبض على الفاعلين . ولا تمتلك الشرطة التشيكية مقارنه بين وضع عمليات السطو على المصارف في تشيكيا وبين بقية دول الاتحاد الأوربي غير أن الشرطة التشيكية تعترف بان هذا الأمر يشكل مشكلة في تشيكية من النوع الكبير . ووفق الناطق باسم الشرطة فان عمليات السطو على المصارف في تشيكيا تحت التهديد بالسلاح تجري حتى الآن على شكلين في الأول يقوم المهاجم باقتحام فرع المصرف و على وجهه قناع وبيده السلاح وفي الثاني يتقدم إلى كوة الصرف كأي زبون أخر وعند وصول الدور إليه يقدم للموظفة وراء الحاجز الزجاجي قطعه من الورق فيها نص مكتوب يحمل تهديدا وفي العديد من الحالات لم يلاحظ الزبائن الآخرين حدوث عمليات السطو بهذه الطريقة .

وأمام تصاعد عمليات السطو على المصارف بدأت العديد من إدارات هذه المصارف ليس فقط تعزيز الإجراءات الأمنية لها بل بإتباع طرق لتخفيف خسائرها مثل عدم إعطاء الزبون عند كوة التصريف أكثر من 100 ألف كورون في اليوم أي نحو 3400 يورو كما أعلن مثلا مصرف رايفيزن لزبائنه بأنه سيبدأ العمل بهذه لطريقة بدءا من شباط فبراير القادم مشددا على انه يفعل ذلك لأسباب أمنية . وتؤكد مصادر الشرطة التشيكية أن اللصوص يزداد شغفهم بشكل متزايد بالسطو على صرافات سحب الأموال المنعزلة لأنه يوجد فيها أموال من جهة ولأن احتمالات المخاطرة فيها تكون اقل . ويلجأ اللصوص عادة في هذه الحالات إلى سرقة سيارات ويقومون فيها بإزالة العقبات التي توصلهم إلى الأمكنة التي توجد فيها أجهزة سحب الأموال أو بالعمل بهذه الوسيلة على فصل الجهاز عن الوسط الموجود فيه وبالتالي سرقته تكامله مع ما يحتويه من الأموال كما جرت حالات تم فيها استخدام متفجرات لفتح هذه الأجهزة .

وتؤكد مصادر الشرطة التشيكية أن هذا الوضع في تشيكيا لا يختلف عن أوضاع الكثير من الدول الأوروبية الأمر الذي يجعل عمليات السطو على المصارف ومراكز البريد وأجهزة سحب الأموال مشكلة أمنية كبيرة على المستوى الأوروبي الأمر الذي يعترف به الاتحاد الفيدرالي للمصارف الأوروبية .