ميركل في واشنطن

واشنطن: وصلت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل مساء الخميس الى واشنطن في اول زيارة رسمية لها الى الولايات المتحدة منذ تسلمت مهامها كرئيسة للحكومة الالمانية. واكدت ميركل خلال تصريح مقتضب في مقر السفير الالماني في الولايات المتحدة quot;لقد تجاوزت ايران خطا احمرquot;.
وسيكون الملف الايراني النووي احد ابرز مواضيع البحث اليوم الجمعة في البيت الابيض بين ميركل والرئيس الاميركي جورج بوش.
ورحبت ميركل بقولها quot;انه لمؤشر جيد ان تكون المانيا وفرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا على الموجة نفسهاquot; من المسالة الايرانية.
وكانت الترويكا الاوروبية (فرنسا والمانيا وبريطانيا) قررت الخميس وقف المفاوضات مع ايران واختارت طريق مجلس الامن الدولي لمنعها من امتلاك السلاح النووي.

ومن المتوقع ان يطغى الانتقاد الذي وجهته المستشارة الالمانية انجيلا ميركل بشأن معاملة من يشتبه انهم متشددون اسلاميون على محاولتها اعـادة الثقة الى العلاقات الالمانية الاميركية على اجتماع ميركل و بوش . فبعد ثلاثة اعوام من الخلاف الحاسم الذي وقع بين البلدين بشأن الحرب في العراق تعهدت زعيمة ألمانيا الجديدة بالعمل مع بوش عوضا عن مواجهته على غرار ما فعله سلفها غيرهارد شرودر.

ورحبت واشنطن بمبادرة فتح صفحة جديدة لا سيما وان البلدين الحليفين التقليديين وجدا ارضية مشتركة خاصة بأولويات الرئيس بوش مثل فرض الاستقرار في العراق وافغانستان ومواجهة طموح ايران النووي . ولكن كثيرا من الالمان غاضبون بشأن ما يعتبرونه استغلالا من جانب واشنطن للتقنيات القانونية من اجل السماح باساءة معاملة من يشتبه بانهم ارهابيون . كما اشارت ميركل الى انها لن تغير موقفها لمجرد الحديث عن المصالحة.

فقبل اولى زياراتها للولايات المتحدة كمستشارة قالت ميركل ان معسكر الاعتقال الاميركي في غوانتانامو لا ينبغي ان يبقى قائما لفترة مفتوحة . قال نائب وزير الخارجية الالماني جيرنوت ايرلر ان ميركل لن تتراجع عن انتقاد غوانتانامو خلال زيارتها لواشنطن. وميركل هي اول مستشارة ألمانية تترعرع في ظل الحكم الشيوعي الذي كان مطبقا في ألمانيا الشرقية . وأقامت الادارة الاميركية التي لا تحب تلقي الانتقادات بشأن الحرب على الارهاب السجن في قاعدة بحرية اميركية في كوبا للتعامل مع المئات من المشتبه بهم دون تصنيفهم كسجناء حرب او تقديمهم لنظام العدالة الجنائية.

وعشية اجتماعها في البيت الابيض بالرئيس الاميركي والمؤتمر الصحفي المشترك لم تكن ميركل تتحدث بشكل مباشر عن الخلافات بشأن سياسات الاعتقال ولكنها دعت quot;لحوار صريح ومفتوحquot;.وقالت في عشاء اقامته السفارة الالمانية في مستهل زيارتها quot;ان اجراء نقاش حيوي سيكون مؤشرا على الصداقة.quot;وقال محللون ان ميركل بحاجة الى ان تظهر لمؤيديها انها لن تتجاهل ذلك خلال تعاملها مع الادارة الاميركية.