بهية مارديني من دمشق: بعد تقرير ايلاف حول شبكة الدعارة وخطف الاطفال في سورية ساد شعور شعبي غاضب واستياء عام وقلق لدى الاوساط الاجتماعية السورية وتوالت البيانات الاستنكارية من قبل الجمعيات الحقوقية ولجان المجتمع المدني وتقدمت المنظمة السورية لحقوق الانسان quot;سواسية quot; بشكوى الى السلطات المختصة مستندة الى خبر ايلاف للتحقيق في الانتهاكات الجسيمة التي تعرضت لها الفتاة المغتصبة ناريمان حجازي اثر وقوعها ضحية لجماعة اجرامية تتخذ من الدعارة السرية وسيلة للكسب المادي غير المشروع .

وقررت الحكومة السورية تشكيل لجنة قضائية مستقلة قامت بالتحقيق مع ناريمان والمحامية ميساء حليوة واعربتquot; سواسية quot; اليوم عن ارتياحها العميق للاهتمام البالغ الذي حظيت به الشكوى التي تقدمت بها المنظمة للسلطات السورية المختصة ، كما اعربت سواسية عن تقديرها للجهات الحكومية المختصة لاستجابتها السريعة في معالجة هذه الواقعة و على اعلى المستويات ، املة بأن تحظى جميع انتهاكات حقوق الانسان في سوريا بهذا القدر من الاهتمام و الاحساس العالي بالمسؤولية واشارت الى ارتياحها للتأكيدات التي حصلت عليها من الجهات القضائية المختصة بمحاسبة جميع المتورطين في هذه الانتهاكات واحالتهم الى القضاء المختص ، واعلنت سواسية عن ادانتها الشديدة للاستغلال البشع لهذه القضية و توظيفه اعلاميا بهدف الشهرة و تحقيق مكاسب شخصية على حساب معاناة الضحية ( ناريمان ) من قبل جهة حاولت توظيف الواقعة لاغراض ظاهرها اجتماعي اصلاحي و باطنها سياسي، كما ادانت بشدة المبالغات الدرامية التي رافقت الحملة الاعلامية من قبل جهة يفترض فيها الحرص على حماية الضحية و تعزيز حقوقها.

وقال عبد الكريم الريحاوي رئيس المنظمة السورية لحقوق الانسان (سواسية ) لـquot;ايلافquot; ان المنظمة قامت منذ البداية بتوثيق الواقعة عن طريق لجنة لتقصي الحقائق وقامت بتوثيق شهادة الضحية، واضاف نظرا لخطورة الموضوع ومساسه بقضايا حساسة وضخامة الانتهاكات التي تعرضت لها الضحية وبعد مناقشة مع المكتب القانوني قررت المنظمة توجيه شكوى للجهات الحكومية المخنصة كونها المسؤول الاول عن هذه الانتهاكات ، وتابعت بشكل يومي كل الاجراءات التي قادت في النتيجة الى توقيف بقية المتورطين تمهيدا لتقديمهم للقضاء ، معتبرا ان الاستجابة السريعة للاجهزة المختصة في معالجة هذه القضية كان لها الاثر الايجابي جدا في الشارع السوري .