الأمير الجديد ودع رفيق دربه الراحل
ترتيب الحكم الكويتي بين الاتفاق والتأجيل
وكان الشيخ صباح الاحمد هو النائب الاول للشيخ سعد العبدالله حينما كان الأخير رئيسا للوزراء منذ عام 1980 حيث عمل في حكوماته كافة وزيرا للخارجية، باستثناء حكومة ما بعد تحرير الكويت من الغزو العراقي عام 1991 التي انتهت أعمالها بعد انتخابات مجلس الأمة عام 1992 ليعود بعدها الشيخ صباح الى منصبه وزيرا للخارجية والذي تولاه منذ العام 1963.
وأدار الشيخ صباح عمليا الحكومة الكويتية منذ العام 1999 بالتفويض بعد تعرض الشيخ سعد العبدالله لمتاعب صحية أعاقته عن الانخراط في العمل العام، حتى جاء العام 2003 حينما تم الإعلان عن فصل ولاية العهد عن رئاسة مجلس الوزراء، حيث أصبح منصب ولي العهد خاصا بالشيخ سعد، فيما أصبح الشيخ صباح الأحمد ولأول مرة رئيسا للوزراء.
ويذكر ان الشيخ سعد كان اول وزير للداخلية عام 1962 وارتبط اسمه بالعديد من التشريعات والقوانين الخاصة بالاقامة والجنسية وشروط منحها ومنع التسلل.
كما عمل على استقرار النظام السياسي في مواجهة التيارات المتطرفة التي أخذت تجتاح الكويت وغيرها من اقطار الخليج العربي منذ عقد الستينات.
وفي عام 1964 تولى وزارة الدفاع فشكل المجلس الأعلى للدفاع وعمل على تعزيز القدرات الدفاعية للكويت وتنويع مصادر السلاح.
وفور توليه الحكم خلفا للشيخ صباح السالم الصباح في 1977 بادر الامير الراحل الشيخ جابر الاحمد الى تزكية الشيخ سعد العبد الله الصباح ليكون وليا للعهد في 31 يناير(كانون الثاني) 1978 وبعدها بأيام صدر أمر أميري بتعيينه رئيسا لمجلس الوزراء.
وقدر للشيخ سعد ان يتولى رئاسة الحكومة في ظروف محلية واقليمية ودولية بالغة التعقيد فبذل جهودا كبيرة لمواجهة هذه الظروف والتحديات، وعمل على تعزيز قدرات البلاد الدفاعية والامنية ورفع كفاءتها البشرية والمادية.كما ساهم في اصدار الكثير من التشريعات المتعلقة بالاسكان والتجنيس وايجار المساكن والوظائف العامة والضمان الاجتماعي.
وعند حصول الغزو العراقي على الكويت عمل الشيخ سعد خلال فترة الاحتلال على رعاية مصالح المواطنين والمقيمين في الكويت، واعلن ضمان الحكومة لكل الودائع والمدخرات المصرفية والتزام الدولة تسديد جميع مرتبات الموظفين في القطاع الحكومي بأثر رجعي وكذلك بسداد مكافأة نهاية الخدمة لجميع الذين غادروا البلاد من غير الكويتيين، وعمل ايضا على رعاية الكويتيين في الخارج وبذل جهودا كبيرة في دعم الصامدين ورجال المقاومة في الداخل .وكان يترأس مجلس الوزراء في اجتماع يومي ويؤكد ان العدوان سيتم دحره وان الشرعية حتما ستعود.
وكان للشيخ دور كبير في اعادة بناء الكويت بعد التحرير حيث عمل على اصلاح ماتهدم خلال فترة الاحتلال وازالة آثاره بعد تحرير البلاد في 26 فبراير 1991 وعودة القيادة الشرعية واعلان حالة الطوارئ وتعيينه حاكما عرفيا عاما من قبل الامير.
التعليقات