مؤكدة استيفائها كافة شروط عدم الإضرار بالبيئة
مصر تسمح أخيراً بعبور quot;كليمنصوquot; قناة السويس

نبيل شرف الدين من القاهرة : حسمت وزارة شئون البيئة المصرية اليوم الأحد موقفها بالسماح لحاملة الطائرات quot;كليمونصوquot; بعبور قناة السويس، وقالت الوزارة في بيان لها ـ تلقت (إيلاف) نسخة منه ـ إنه بناء على موافقة الحكومة الفرنسية على تصدير الحاملة بحالتها الراهنة، وقبول الهند ذلك وموافقتها على استقبالها للتفكيك، فإن الحاملة في وضعها القانوني والفني الحالي لا تشكل مخاطر بيئية على مصر حالة عبورها قناة السويس . أما المتحدث باسم هيئة قناة السويس فقد أكد أن الهيئة مستعدة بعد تلقي موافقة وزارة البيئة على عبور الحاملة الفرنسية للقناة لتنفيذ إجراءات العبور واتخاذ الاحتياطات اللازمة لعبور الحاملة دون أضرار خلال رحلة المرور، مشيراً إلى أن هذه الإجراءات التأمينية يتم اتخاذها على الفور في مثل هذه الحالات . وكانت منظمة السلام الأخضر quot;غرين بيسquot; المعنية بالحفاظ على البيئة قد جددت مناشدتها للسلطات المصرية بعدم السماح للحاملة الفرنسية بعبور القناة قبل الحصول على ما يثبت أنها لا تخالف اتفاقية quot;بازلquot; بشأن نقل النفايات الخطيرة . تجدر الإشارة إلى أن حاملة الطائرات التي أبحرت من ميناء طولون الفرنسي في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، متجهة إلى ترسانة quot;شري رام سكراب فيسيلquot; بولاية جوجارات الهندية لتفكيكها وسط اعتراضات منظمات حماية البيئة، وفي صدارتها منظمة السلام الأخضر quot;غرين بيسquot;، التي بذلك جهوداً ضخمة لمنع عبور السفينة دون جدوى .

الموقف المصري

ومضى بيان وزارة البيئة المصرية الذي حسم الأمر قائلاً إنها درست المستندات التي تحدد الموقف الفني والقانوني لحالة السفينة والتي تضمنت برقية من وزارة الدفاع الفرنسية تشير إلى أن السفينة مازالت مملوكة للحكومة الفرنسية كمعدة حربية وان ملكيتها ستؤول للشركة الهندية بعد إتمام التفكيك في الهند.
كما فحصت وزارة البيئة إخطاراً من وزارة البيئة الفرنسية بان السفينة لا تندرج تحت بند (نفايات) وقيام القوات البحرية الفرنسية بإخلاء السفينة من المكونات الخطرة في ميناء طولون الفرنسي باستثناء كمية من 45 طنا من الاسبستوس وتمثل هذه الكمية 2ر0 في المائة من مجمل وزن السفينة البالغ 24200 طناً مازالت مضغوطة بأجزاء من جسم السفينة ولا يمكن إزالتها دون إحداث أضرار في هيكل السفينة .

واختتم بيان وزارة البيئة المصرية لافتاً إلى أن موقف الهند من استقبال السفينة لتفكيكها عبر عنه خطاب السفارة الهندية بفرنسا بموافاة سلطات البيئة في مقاطعة جوجارات الهندية وسلطات الميناء الهندي المذكور على تفكيك السفينة . وسبق أن أعلن متحدث رسمي باسم هيئة قناة السويس أن وزارة البيئة المصرية طالبت بضرورة استيفاء حاملة الطائرات الفرنسية quot;كليمنصوquot;، وهي شهادات دولية لابد من تقديمها حتى يمكنها عبور القناة طبقا لاتفاقية quot;بازلquot; بشأن النفايات الخطرة . وقال المتحدث إنه بعد استيفاء هذه الشهادات وإخطار وزارة البيئة المصرية بذلك ستبدأ سلطات هيئة قناة السويس في اتخاذ إجراءات التأمين لعبور المجري الملاحي حتى تعبر هذه الحاملة إلى وجهتها النهائية . وفي ختام تصريحاته جدد المتحدث الرسمي باسم هيئة قناة السويس التأكيد على أن مصر ـ وفقا لأحكام القانون الدولي واتفاقية القسطنطينية ـ لا يمكنها أن تمنع أي سفينة من العبور في المجري الملاحي للقناة، غير انه في مثل هذه الحالات والتي قد يمكن أن تعرض الإنسان والبيئة لمخاطر التلوث، فإنه وطبقا لأحكام للقانون الدولي أيضا، فلابد من توافر هذه الشهادات البيئية اللازمة قبل عبور القناة .

الموقف الفرنسي

من جانبها أعلنت وزارة الدفاع الفرنسية أن باريس قدمت كافة الوثائق التي طلبتها مصر للسماح لحاملة الطائرات الفرنسية كليمنصو بعبور قناة السويس، وأنها في انتظار رد السلطات المصرية، وأكد جان فرانسوا بورو المتحدث باسم وزارة الدفاع الفرنسية أن باريس في سبيلها لإعداد البيانات الاضافية التي طلبتها مصر من أجل السماح لحاملة الطائرات الفرنسية القديمة quot;كليمنصوquot; بعبور قناة السويس . وأوضح بورو أن عملية قطر الناقلة لن تتأثر في شئ وأن ما حدث لن يغير شيئا بالنسبة لرحلة كليمنصو التي تتجه إلى الهند لتفكيكها في أحد الموانيء الهندية، وأضاف قائلاً quot;لقد طلبت منا السلطات المصرية تقديم بعض المعلومات الفنية التكميلية وقدمنا تلك الإيضاحات المطلوبة بالفعلquot; . وعارضت منظمة السلام الأخضر البيئية العالمية quot;غرين بيسquot; تفكيك السفينة العملاقة في الهند، رغبة منها في الحفاظ على البيئة في الجنوب، والذي يوصف بأنه quot;صندوق قمامة quot; الشمال، ومن المعروف أن السفينة كليمنصو يدخل في بنائها مواد سامة مما يمثل خطورة على حياة الإنسان خلال عملية التفكيك فضلا عن أنها محملة بهياكل معدنية لمروحيات متهالكة .