أسامة العيسة من القدس : أوصى باحثون من معهد القدس للدراسات الإسرائيلية، بان توافق إسرائيل والسلطة الفلسطينية، على مشاركة المجتمع الدولي في إدارة الأماكن المقدسة والتاريخية في القدس. جاء ذلك في وثيقة أعدها باحثو المعهد، وستعرض في مؤتمر هرتسيليا السادس الذي سيعقد ما بين 21 إلى 24 كانون الثاني (يناير) الجاري ضمن أحد محاور المؤتمر الذي اكتسب شهرة عالمية والذي سيخصص لموضوع quot;القدس- عاصمة إسرائيل والشعب اليهوديquot;.
وحملت الوثيقة التي أعدها معهد القدس للدراسات الإسرائيلية اسم (الحوض التاريخي للقدس- صورة الوضع وبدائل التسوية)، ودعت إلى وضع الأماكن المقدسة بالقدس تحت أشراف دولي. وتقع المنطقة التي أسمتها الوثيقة quot;الحوض التاريخي للقدسquot; في القدس الشرقية العربية، وتشمل جبل الزيتون وبلدة سلوان ووادي قدرون وجبل صهيون. وتوجد في هذه المناطق المقبرة اليهودية القديمة والتي جددتها إسرائيل وأعادت استخدامها، ونظرا لان الشريعة اليهودية تمنع دفن الأشخاص في قبر واحد، فان المقبرة اليهودية تتوسع بشكل كبير على حساب الأراضي العربية، وتسيطر سلطات الاحتلال على منطقة وادي قدرون والمناطق الأثرية فيه وعلى عين سلوان التاريخية وقبر داود على جبل صهيون، ومنطقة القصور الأموية خلف السور الشمالي للمسجد الأقصى المبارك والتي تسميها إسرائيل مدينة داود.
وخلال سنوات الاحتلال أجرت إسرائيل تنقيبات واسعة وغيرت كثيرا من طبيعة المكان وأقامت حدائقا وأنفاقا ومواقف حافلات في المنطقة. وتعتبر هذه التوصية إقرارا من معهد أبحاث إسرائيلي بصعوبة استمرار استحواذ إسرائيل الأحادي على هذه المنطقة العربية. ويذكر بان مؤتمر هرتسيليا، يثير اهتمام الساسة الإسرائيليين والمتابعين، ويحاضر فيه بشكل دائم قادة إسرائيل مثل ارئيل شارون، رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي. وعقد المؤتمر الأول عام 2000، وكان الهدف منه، استغلال مناسبة الألفية الثاني لاقامة محفل، يتم فيه الاستفادة من المفكرين الاستراتيجيين والأمنيين في إسرائيل من اجل وضع سياسات مقبلة. ومن المبادرين لتنظيم المؤتمر الدكتور عوزي اراد، القائد السابق في جهاز المخابرات الإسرائيلية الخارجية (الموساد)، ويشبه المؤتمر مؤتمرات عالمية، مثل بلد براج في هولندا، ودافوس في سويسرا.
ويحضره عادة نحو 300 خبير أمني واستراتيجي وسياسي واقتصادي واجتماعي، بالإضافة إلى قادة حاليين وسابقين لأجهزة الأمن الإسرائيلية، ويعد للمؤتمر طوال العام، ولا يسمح لان يتحول المؤتمر إلى مهرجان خطابي. ويستضيف المؤتمر ضيوفا، مثلما حدث عام 2002، عندما خاطبت المؤتمر كوندليزا رايس، عبر الأقمار الصناعية، وكان تشغل آنذاك مستشارة الأمن القومي الأميركي. واستغل شارون مشاركته في المؤتمر عام 2003، ليعلن عن استعداده تقديم تنازلات وصفها بالمؤلمة، والتي تجسدت فيما بعد بالانسحاب الأحادي الجانب من قطاع غزة في أيلول (سبتمبر) 2005.
التعليقات