ابوحمزة صاحب إنسايكلوبيديا الجهاد الأفغاني
لم اخطط لتفجير بيغ بن وبرج إيفل

كتب نصر المجالي: تواصلت اليوم محاكمة المتشدد الاسلامي ابو حمزة المصري امام محكمة الجنايات في لندن (أولد بيلي) وستمتد المحاكمة حتى الاسبوع المقبل، وهي أول محاكمة شبه علنية في قضايا الارهاب تنظرها محكمة بريطانية، وتطالب كل من الولايات المتحدة واليمن بتسليم ابو حمزة اليها لمواجهة احكام بحقه لتورطه في عمليات ارهابية ضد مصالح في البلدين وضد مواطنيهما.

ويحاكم المصري المتشدد بخمس عشرة تهمة منها تسعة متهم فيها بالتحريض على القتل وخاصة اليهود وغير المسلمين تحت طائلة قانون الاعتداء على الاشخاص البريطاني الصادر العام 1981 . ومن بين التهم ايضا التآمر للتخطيط لتنفيذ عمليات ارهابية هذا اضافة الى تهديده بتفجير مصالح ومنشآت بريطانية ومن بينها ساعة بيغ بن وهي إحدى المعالم السياحية والتاريخية في العاصمة البريطانية وكذلك برج إيفل التاريخي في العاصمة الفرنسية.

ولدى سؤاله اليوم من جانب محامي الدفاع ادوارد فيتزجيرالد عن خططه لتفجير الموقعين التاريخيين، فإن أبو حمزة نفى الاتهام جملة وتفصيلا، وكان محامو الدفاع قالوا ان المتشدد ابوحمزة يستند في كل دعواته لما يسمى الجهاد الى ما جاء في القرآن، وهو نفى في خلال الاسئلة التي وجهها اليها الادعاء العام ان يكون صرح علنا او دعا الى قتل غير المسلمين.

يذكر ان اجهزة الامن البريطانية كانت صادرت من منزل المتشدد ابو حمزة 181 مادة ووثيقة وجهازا اعتبرت كلها قرائن قانونية لتوجيه الاتهامات اليه، ومن بينها ما اطلق عليه اسم انسايكلوبيديا الجهاد الافغاني وهي عبارة عن مجلد من خمسة عشرمجلد ويضم آلاف الصفحات تتحدث عن اساليب الجهاد ضد من يقول عنهم أبو حمزة أعداء الاسلام من اليهود والنصارى.

ويعتبر المتشدد المصري (47 عاما) الذي حاز على الجنسية البريطانية في نهاية ثمانينيات القرن الفائت هلى راس قائمة ائمة الكراهية والتشدد التي اعدتها الشرطة البريطانية استعدادا لترحيلها الى بلدان تطالب بهم، وهو يقبع في سجن بريطاني بعد اعادة اعتقاله قبل عدة اشهر بعد طلب اميركي بتسليمه لمحاكمته على تورطه بجرائم استهدفت الاشخاص والمصالح الاميركية.

وكان اول عمل لابو حمزة المصري حين وصل الى لندن منتصف الثمانينيات الفائتة حارسا لأحد النوادي الليلية (باونسر) ولكنه راى في الذهاب الى افغانستان للانضمام للمجاهدين الذين كانوا يقاتلون الغزو السوفياتي حرفة جديدة له، حتى أنه حين عاد بعد أن بترت يده اليمنى وفقأت عينه ليشرع في الدعوة للجهاد من مسجد فينسبري بارك في شمال لندن، وفي كل خطبه كان من اشد المؤيدين لتفجيرات 11 سبتمبر في نيويورك، ولم يخف ايضا تأييده الشديد لأسامة بن لادن زعيم شبكة القاعدة.

بي بي ..وصف لابي حمزة

جرجر قدميه، ورسم على وجهه ابتسامة، هكذا تصرف رجل الدين الاسلامي أبو حمزة المصري عندما طلب منه الوقوف أمام محكمة اولد بيلي للجنايات في لندن .

كان ابو حمزة يرتدي قميصا ازرق اللون وسروالا ، وكانت نظارته السميكة تتدلى تحت ارنبة انفه ، وقد وقف امام هيئة محلفين مؤلفة من ثمانية رجال واربع سيدات .

وامام ابو حمزة مهمة عسيرة للدفاع عن نفسه في وجه 15 تهمة موجه اليه تتضمن التحريض على الكراهية .

اما ادوارد فيتزجيرالد محامي ابو حمزة فقد كانت بداية استراتيجيته الدفاعية بسيطة، حيث قال إن موكله quot;ربما كان أكثر الشخصيات تعرضا للسخرية والاساءة في بريطانياquot;.

وقال المحامي إن بعض الصحف تطلق على موكله اسم quot;الكابتن خطافquot; أو quot;الخطافquot; وغير ذلك من العبارات التهكمية المسيئة.

وأضاف فتزجرالد أن بعض الصحف quot;ربما أصدرت حكما بالادانة على أبو حمزة حتى قبل محاكمتهquot;.

وحث هيئة المحلفين على إدراك quot;المبالغة والتصوير الخاطئ في وسائل الاعلامquot; في تصويرها السابق للمتهمquot;.

كما حث المحلفين على قراءة كلام ابو حمزة في سياق النص القرآني والاسلامي.

اما ابو حمزة، فقد قال للمحلفين انه يرغب في ان يشرح لهم المعنى الحقيقي للجهاد، قائلا انه قد يكون روحيا وليس بالضرورة ان يكون جسديا، كما اشار الى ان quot;جهاد السيوفquot; محكوم بشروط صارمة.

الحياة الاولى
محامي ابو حمزة قال انه اكثر الشخصيات تعرضا للاساءة والسخرية في بريطانيا
وقد مضى يوم المحاكمة في هذا النوع من المناقشات المعقدة، لكن المحكمة استمعت ايضا وللمرة الاولى الى الكثير من التفاصيل عن حياة ابو حمزة المصري المبكرة.

فقد ولد في الاسكندرية، لأب بحار وام تعمل كمديرة مدرسة، وقد جاء الى بريطانيا عام 1979 كمهندس مدني متدرب.

وعلى الاثر تزايد اهتمامه بالاسلام والسياسة في الشرق الاوسط، وبات ينفق الكثير من الوقت في المساجد حيث التقى بالمجاهدين المخضرمين العائدين من افغانستان.

وذكر المصري انه ذهب الى افغانستان حيث فقد يده، ولكنه لم يوضح كيف.

اشار المصري ايضا الى انه عمل في الهندسة، وان احد اكبر المشاريع التي نفذها ويفخر بها كان مشروعا انشائيا كبيرا في كلية ساندهيرست العسكرية البريطانية.

علاقات مع الشرطة
تحدث المصري للمحكمة عن التحقيقات التي اجرتها معها اجهزة الامن البريطانية منذ فترة، قائلا انه استجوب من جانب اعضاء من جهاز المخابرات quot;ام آي 5quot; ومن جانب محققين فرنسيين كانوا يرغبون في معرفة صلاته مع اسلاميين جزائريين.

قال المصري ان هذه التحقيقات تزامنت مع صعوده في عام 1997 كامام لمسجد فينسبيري بارك في لندن.

واضاف يقول :quot; تلقيت مرة اتصالا من quot;ام آي 5quot; فسألت المتصل هل اجهز حقيبتي لكنه اجاب نريد فقط ان نتناقش معك.