نيودلهي، واشنطن: حذر السفير الأميركي في الهند ديفيد مولفورد اليوم من أن الولايات المتحدة قد تنسحب من اتفاق تعاون نووي مع الهند اذا لم تدين نيودلهي ايران في الاجتماع المقبل للوكالة الدولية للطاقة الذرية. واضاف مولفورد ان واشنطن غير مقتنعة بتصريحات الهند عن الفصل بين برامجها النووية المدنية والعسكرية. وصرح السفير الأميركي تراست اوف اندياquot; للانباء ان عدم تصويت نيودلهي على قرار للوكالة الدولية للطاقة الذرية التي سيجتمع مجلس حكامها الاسبوع المقبل quot;سيكون له تاثير مدمر على النواب الاميركيين في ما يتصل بالمبادرة النووية المدنيةquot; التي تم التوصل اليها بين الهند والولايات المتحدة. واضاف انه تم ابلاغ هذه quot;الملاحظةquot; الى الهند.

وقال مولفورد quot;اذا كانت (الهند) تعارض امتلاك ايران للاسلحة النووية، فينبغي ان تترجم ذلك عبر التصويتquot;. وردت الهند، التي قامت بتجارب نووية في 1998 وتمتلك القنبلة الذرية، بانها ستصوت خلال اجتماع الوكالة وفقا لمصالحها الوطنية وانها لن تتأثر باي طرف. وقال المتحدث باسم الخارجية نافتيج سارنا ان quot;موقف الهند حول هذا الملف في الوكالة الدولية سيقوم على رأي الهند المستقل ونرفض رفضا باتا اي محاولة لاقامة رابط بينه وبين اتفاق التعاون الاميركي-الهندي في مجال الطاقة النووية المدنيةquot;.واضاف في بيان quot;في ما يتعلق بالمفاوضات حول مشروع الاتفاق ستتخذ الهند قرارها وفقا لما تمليه عليها مصالحها الوطنيةquot;.

وكان البلدان وقعا في تموز(يوليو)، خلال زيارة رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ لواشنطن، اتفاقا يطلب بموجبه الرئيس جورج بوش من الكونغرس رفع العقوبات عن نيودلهي لاتاحة المجال لتعاون في المجال النووي المدني. وفي المقابل، ارتضت الهند ان تفصل بين برامجها النووية العسكرية والمدنية وان تسمح للوكالة الذرية بمعاينة منشاتها النووية المدنية. ولا يزال الاتفاق يحتاج الى موافقة الكونغرس، علما انه يتيح للهند ان تحصل من الولايات المتحدة ولاحقا من دول اخرى على وقود وتجهيزات لمفاعلات مدنية.

ويحظر قانون اميركي على اي بلد لم يصادق على معاهدة الحظر النووي ان يستورد تكنولوجيا من شانها مساعدة برنامجه النووي، الامر الذي ينطبق على الهند. ويرى معارضون للاتفاق في الولايات المتحدة ان اقراره يشكل مؤشرا سيئا بالنسبة الى الحظر النووي فيما الازمة النووية الايرانية في ذروتها. وفي اشارة الى حجج الهند حول فصل برامجها النووية المدنية والعسكرية احد شروط الاتفاق، اعلن السفير الاميركي في الهند quot;انها لم تجتز اختبار المصداقيةquot; في واشنطن. واضاف ان المفاوضات في هذا الخصوص يفترض ان تنتهي قبل زيارة الرئيس بوش المقررة في اذار(مارس) في نيودلهي. وحذر الدبلوماسي الاميركي من quot;ان هذه الفرصة التاريخية ستصبح اقل احتمالاquot;.

واشنطن ترفض مؤشرات الانفتاح من طهران

من جهة ثانيةرفضت الولايات المتحدة اليوم مؤشرات الانفتاح التي ابدتها ايران معلنة تأييدها مقترحات موسكو، وشددت على ضرورة رفع الملف النووي الايراني الى مجلس الامن في الثاني من شباط(فبراير). وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية شون ماكورماك quot;منذ سنوات، بذلوا كل ما في وسعهم للحؤول دون مثولهم امام مجلس الامن. وهذه محاولة جديدةquot;. واضاف quot;يمكن ان نتوقع منهم الاستمرار في هذا النوع من الامور: كثير من الاقوال ولا افعالquot;.

واعربت طهران اليوم تأييدها اقتراح موسكو تخصيب اليورانيوم الايراني في روسيا لتبديد مخاوف الغربيين، لكنها هددت مرة جديدة بالبدء ببرنامجها للتخصيب اذا ما طرح ملفها في مجلس الامن. وتواصل واشنطن ممارسة الضغوط لحمل مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية على التصويت في الثاني من شباط(فبراير) لنقل الملف الايراني الى مجلس الامن، وترفض اي تنازل حول طريقة نقل الملف. واوضح ماكورماك ان quot;رفع الملف يعني رفع الملفquot;، مشيرا الى ان الولايات المتحدة quot;تشجع الحكومة الروسية على التصويت لمصلحة رفع الملفquot; الى مجلس الامن. وخلص المتحدث الى القول quot;نعتقد ان الوقت قد حانquot; لرفع الملف.