بوش يوقع على قرار تمديد العقوبات على ايران

ايران تنفي تقديم شروط مقابل وقف التخصيب

واشنطن: يرى محللون ان الازمة النووية الايرانية ترخي بظلالها على الجهود الخجولة لاعادة احياء عملية السلام بين الفلسطينيين واسرائيل، وهو الموضوع الابرز على جدول اعمال الجولة التي تقوم بها وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس في المنطقة. وتبدأ جولة رايس الاثنين في السعودية بلقاء مع الملك عبدالله بن عبد العزيز، ثم تتواصل في مصر قبل ان تختتم في اسرائيل والاراضي الفلسطينية.

وتتعرض واشنطن لضغوط لتؤدي دورا اكثر فاعلية في الجهود لاعادة اطلاق مفاوضات السلام بين اسرائيل والفلسطينيين، وخصوصا بعدما ابدت انحيازا واضحا لحليفتها اسرائيل في النزاع الاخير في لبنان. ويعتبر الاوروبيون والدول العربية المعتدلة ان المأزق بين الاسرائيليين والفلسطينيين يسهل عدم الاستقرار والتشدد في المنطقة، علما ان السياسة الاميركية تحتاج الى دعم هؤلاء الافرقاء في العراق ولبنان وايران. لكن حليفي واشنطن الرئيسيين في اعادة احياء عملية السلام، اي رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت لا يتمتعان بنفوذ سياسي كاف للقيام بالتنازلات الضرورية.

فمحمود عباس الذي لم يتمتع يوما بسلطة الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، فاجأه فوز حركة المقاومة الاسلامية (حماس) في الانتخابات التشريعية العام الفائت ويحاول مذذاك ان يشكل مع الحركة حكومة وحدة وطنية فلسطينية تلبي الشروط الدولية، ولكن من دون جدوى.

بدوره، يواجه اولمرت صعوبة في خلافة ارييل شارون الذي اصيب بجلطة دماغية في كانون الثاني(يناير)، وفي ظل تراجع شعبيته بحسب الاستطلاعات منذ النزاع في لبنان اضطر الى الاقرار بان خطته لانسحاب احادي الجانب من الضفة الغربية لم تعد مطروحة حاليا. واعتبر حاييم مالكا الخبير في مركز الدراسات الاستراتيجية الدولية ان quot;ثمة ضغوطا على الادارة الاميركية لتدعي على الاقل انها تحاول ضخ الحياة في عملية السلامquot;. وتدارك quot;لكن الهوة بين الاسرائيليين والفلسطينيين عميقة الى درجة ان تحقيق تقدم ملحوظ صعب للغايةquot;.

واكدت وزارة الخارجية الاميركية التي تدرك هذه الصعوبات ان القضية الاسرائيلية الفلسطينية quot;لكن تكون الهدف الوحيد لجولةquot; كوندوليزا رايس. واعلن المتحدث باسم الخارجية شون ماكورماك ان رايس quot;تتوجه الى المنطقة بنية مناقشة كل القضايا المطروحة على قادتهاquot;، وبينها الوضع في لبنان ودور سوريا والعراق وايران.

وقال شبلي تلحمي المحلل في معهد بروكينغز quot;لا اعتقد ان الادارة (الاميركية) يمكن ان تعطي الاولوية لايران والعراق وتثبت في الوقت نفسه فاعلية حيال عملية السلام بين اسرائيل والفلسطينيينquot;. واضاف ان quot;البيت الابيض يعتبر ان الجهود (حول النزاع) العربي الاسرائيلي ضرورية جزئيا لتعزيز التحالف ضد ايرانquot;.

وثمة تصميم اميركي على فرض عقوبات على ايران التي رفضت حتى الان الرضوخ لقرار دولي يحضها على تعليق انشطة تخصيب اليورانيوم، لكنه يصطدم برفض روسيا والصين وانزعاج الحلفاء الاوروبيين الرئيسيين، من هنا حاجة واشنطن الى دعم حلفائها العرب.
ولاحظ مالكا ان الاميركيين quot;سيحاولون تعزيز الجبهة الاسرائيلية مع الدول العربية المعتدلة، السعودية ومصر والاردن، حول الملف الايراني الذي يقلق دول الخليجquot;. وفي هذا الصدد، ستلتقي رايس في القاهرة وزراء خارجية مصر والاردن والدول الخليجية الست.