الياس توما من براغ : اظهر أحدث استطلاع للرأي نشرت نتائجه اليوم أن 60% من مواطني تشيكيا يخافون من الدين الإسلامي في حين يمتلك ثلاثة أرباع السكان التشيك رأيا سلبيا تجاه الإسلام.

وذكرت الصحيفة الاقتصادية التي أجرت وكالة quot; ستيم quot; لصالحها هذا الاستطلاع أن المعلومات التي ظهرت مؤخرا عن وجود تهديد إرهابي لبراغ قد لعب دورا في تكوين هذا الرأي لدى التشيك إضافة إلى جهل الناس بالمعلومات الأساسية عن ثاني اكبر دين في العالم بدليل أن 11% مثلا من الذين شاركوا في الاستطلاع قالوا بأنهم يعتقدون أن مؤسس الإسلام هو بوذا أو ربما أبراهام.

ورأى 55% من التشيك أن هناك خطرا من وقوع حرب حضارات بين الغرب والعالم الإسلامي فيما قال اقل من نصف عدد المشاركين في الاستطلاع إنهم يخشون من وقوع عمل إرهابي في تشيكيا.

وتقول الصحيفة انه على الرغم من هذا الرأي السائد لدى الناس فان أجهزة المخابرات التشيكية لا تعتبر المسلمين التشيك أو الذين يعيشون في تشيكيا بأنهم يمثلون خطرا امنيا.

و قال الناطق باسم جهاز المعلومات الأمنية يان شوبيرت إن المسلمين الذين يعيشون في تشيكيا منذ فترة طويلة يحترمون قوانين البلاد ولا يسعون لإثارة مواجهات أو مصادمات أو أعمال عنف .

ويستدل من الاستطلاع أيضا أن ثلاثة أرباع التشيك لا يوافقون على بناء جوامع في تشيكيا مع أن تشيكيا فيها ثلاثة جوامع تتواجد في العاصمة براغ وفي مدينة تيبليتسي وفي ثاني اكبر مدينة في البلاد وهي مدينة برنو.

ولا يعرف العدد الحقيقي للمعتنقين للدين الإسلامي في تشيكيا فالعدد المسجل رسميا هو أربع مئة مع أن عدد المسلمين الذين يعيشون في تشيكيا يتراوح بين 10ــ 20 الف شخص.

ويقول مدير المركز الإسلامي في براغ فلاديمير سانكا إن هذا العدد يشمل أيضا جزءا من المسلمين جاءوا من دول إسلامية غير أنهم لا يعرفون شيئا عن الإسلام .

وقد تزامن نشر نتائج هذا الاستطلاع مع نشر صحيفة برافو التشيكية موضوعا يقول ان حكومة ميريك توبولانيك تحل الآن موضوعا حساسا وهو البت بموضوع طلب يعزز حقوق المسلمين في تشيكيا لان اتحاد الطائفة الإسلامية في تشيكيا تقدم بطلب رسمي لمنحه استثناءات كي يتمكن من تعليم الإسلام في المدارس وتأسيس مدارس دينية أو إجراء عقود زواج على الطريقة الإسلامية وإرسال أئمة إلى الجيش أو إلى السجون.

وحسب الصحيفة فان طلبهم قوبل برفض من بعض الجهات فوزارة الداخلية تقول إنه لا يستوفي الشروط المطلوبة لمنحهم الاستثناءات لأن الاتحاد مسجل في تشيكيا منذ عامين فقط وليس منذ 10 أعوام كما ينص القانون كما أن الاتحاد لا يستطيع تقديم عشرة الاف توقيع تثبت ان لديه مثل هذا العدد من المؤمنين كي يتم تامين الخدمات المطلوبة لهم.

ويدافع المسلمون التشيك عن أنفسهم أمام هذه التبريرات مشددين على أن أول إذن بممارسة نشاطاتهم في تشيكيا صدر عام 1912 وأنهم لم يخرقوا القوانين أبدا وأنهم يتعهدون باحترام الدستور التشيكي والنظام القانوني فيه . كما يشددون على أن الاتحاد منفتح على الحوار مع الأديان الأخرى وان الاتحاد يدين كل أشكال التطرف الديني أو المعادي للأديان وانه يدعو إلى التسامح والى الحوار المفتوح والى تكامل المسلمين في المجتمعات التي يعيشون فيها.

كما يؤكدون أن نشر قيم وتعليمات الدين الإسلامي التي يعتنقها 5و1 مليار إنسان في العالم سيكون مطلوبا ومفيدا للجميع الذين سيطلعون عليها لان ذلك يمكن له أن يساهم في إزالة سوء الفهم والمواقف المسبقة القائمة لدى الكثيرين.