يعبر الشيخ ابراهيم بشكل حزين لمراسل وكالة أنباء الصين الجديدة / شينخوا/ عن خسارته لتلك الطقوس قائلا quot;ان كل ذلك ذهب ادراج الرياح بسبب ما تمر به المدينة من ظروف صعبة افسدت على الفلوجيين طعم الاستمتاع برمضان، وحرمتنا حتى اللقاء بالاحبة في امسيات كنا نحرص عليهاquot;.
ويضيف علي محسن /كاسب/ انه وعائلته يعيشون في ظل ظروف صعبة للغاية خلال هذا الشهر اولها الوضع الامني المتردي مرورا بالازمات الاقتصادية التي زادت من الصعوبات في حياتهم وجعلتها quot;كابوساquot; ويقول quot;لقد حرمت من فرصة العمل التي اجلب منها لاطفالي مستلزمات حياتهمquot;.
ويتابع quot;لقد كنا في السابق ننتظر هذا الشهر لكي ننعم باجواء ملئها الهدوء والسكينة وكنا نستغل هذا الشهر للتزاور مع اقاربنا وقضاء اوقات جميلة، والقيام باعمال تجارية تفيدنا اقتصاديا، الا ان ما يحدث الآن هو العكس تماما فالاهالي لا يجرؤون على الخروج في المساء بسبب حظر التجوال كما ان اصوات الانفجارات والعمليات المسلحة والمداهمات الليلية التي تقوم بها القوات الاميركية اجبرت العوائل على المكوث في منازلهم بانتظار المجهول في ظل اجواء من الخوف والقلق المستمر.
ويقول طه عبد احمد /موظف/ quot;لقد فقد رمضان طقوسه في الفلوجةquot;، مؤكدا ان ما يجري في المدينة هذه الايام من تصعيد امني خطير قد أجبر الناس على تحديد حركتهم، ويشدد المتحدث quot;لا أخرج اطلاقا سوى لقضاء بعض الحاجيات وهذا حال اغلب العوائلquot;، مشيرا الى وجود عمليات اغتيال منظمة وغير المنظمة ازدادت وتيرتها منذ اليوم الاول لشهر رمضان وطالت العديد من ابناء المدينة، معربا عن استغرابه لهذا الامر.
وأكد ياسين محمود /مدرس/ على ان الاهالي في الفلوجة نسوا تماما صوت مدفع الافطار الذي كان في السابق يشير الى موعد نهاية يوم الصيام في المساء، بسبب اصوات الانفجارات وطلاقات الرصاص التي تغطي جو المدينة. ويضيف ان المدينة مليئة بالجنود والآليات المدرعة الاميركية والعراقية وصار الناس هنا يعانون من هذا الامر.
ويتابع محمود نظرا لكثافة واستمرار اطلاق النار فان الناس quot;اصبحوا الآن يفطرون على صوت المدافع والرصاص ويستيقظون على الانفجارات العنيفةquot;.
وتقول السيدة فائزة خليل /معلمة/ quot;ان الاوضاع الامنية المتردية منعت العديد من ربات البيوت من التسوق مما اضر كثيرا بمائدة رمضان المشهورة باصناف الطعامquot;، وتضيف لقد حلت اصوات الانفجارات ورؤية مناظر الدم والقتل والاعتقال بدلا من اجواء المتعة والسمر والهدوء في هذا الشهر الكريم.
وتتأسف السيدة ام احمد وهي ربة بيت على الماضي وتقول quot;رحم الله اجواء رمضان السابقة فقد دفناها مثلما دفنا العديد من ابناءنا في المقابر، لقد فقدت احد ابنائي الذي قتل بانفجار عبوة ناسفة في احد شوارع الفلوجةquot;.
ان رمضان كغيره من شهور السنين بعد العام 2003 في الفلوجة يحمل كثيرا من الالم والخوف للاهالي الذين فقدوا طعم الحياة بسبب ما جرى ويجري في هذه المدينة التي تكتوي يوميا بنار القتل والدمار، وهي تعيش اجواء امنية متردية عقدت ظروف الحياة وافقدت المناسبات نكهتها وافسدت عليهم ايامهم ومنها شهر رمضان، وهم يتطلعون ليوم يرفع فيه عنهم الحصار وحظر التجوال والسيطرة على الوضع الامني الذي يعاني من انتكاسات تعيده الى المربع الاول بشكل مستمر.
التعليقات