الياس توما من براغ : أكد تقرير أوربي حديث صدر اليوم في بروكسل بان عدد سكان دول الاتحاد الأوربي الخمسة والعشرين سينخفض في عام 2050 من 460 مليون نسمة إلى 450 مليون نسمة وذلك بسبب التناقص القائم في عدد الولادات . وأشارالتقرير إلى أن النزعة التأكلية في عدد السكان ستتركزبشكل رئيسي في الدول الشيوعية سابقا التي انضمت إلى الاتحاد الأوروبي في عام 2004 وأيضا في ألمانيا وايطاليا حيث سينخفض عدد سكان تشيكيا مثلا من العدد الحالي وهو ما يزيد قليلا عن العشرة ملايين نسمة إلى 9و8 مليون نسمة فقط .

ويشدد التقريرالذي أصدرته المفوضية الأوروبية على أن التحدي الأكبر لن يكمن فقط في تناقص عدد السكان وإنما أيضا في التنامي الدراماتيكي لعدد المسنين مقارنة بالناس الذين هم في سن النشاط والعمل . ويرى المفوض الأوروبي لشؤون التوظيف والقضايا الاجتماعية وتساوي الفرص التشيكي الجنسية فلاديمير شبيدلا أن الاتحاد يمكن له مواجهة هذا التحدي الجدي عن طريق العمل بعدة إجراءات من أهمها ر فع إنتاجية العمل وزيادة عدد النساء والناس المسنين في العمل ودعم زيادة النسل والسماح بالهجرة إلى دول الاتحاد بأعداد اكبر مما يجري حاليا .ويؤكد التقرير أن 20 مليون شخص من الذين في سن العطاء والإنتاج سينقصونحتى عام 2050 في دول الاتحاد الأوروبي .

وللمقارنة يقول شبيدلا أن المعدل المتوسطي القائم في الاتحاد الآن هو أربع أشخاص في فترة أو سن العطاء يقابلهم مسن متقاعد يزيد عمره عن الخامسة الستين أما في عام 2050 فسيصبح العدد اثنان في سن العطاء والعمل مقابل واحد في سن الشيخوخة أما الأسباب في ذلك فتعود إلى ارتفاع معدل الأعمار والى انخفاض عدد الولادات وتقدم جيل ما بعد الحرب الكبير العدد بالعمر .

ويرى شبيدلا أن على الاتحاد الأوروبي أن يواجه هذه التطورات الجدية في مجتمعاته وان يحضر نفسه للتغييرات التي ستحدث في المجتمع مثل ظاهرة زيادة عدد المسنين الذين يعيشون لوحدهم وزيادة عدد المهاجرين إلى الاتحاد الذين سيرتفع عددهم في عام 2050 إلى40 مليون مهاجر .
ويعترف شبيدلا بان زيادة النسل في الاتحاد الأوروبي متوقفة على سياسات كل دولة في هذا المجال غير انه سيكون حتميا حسب رأيه زيادة الإنتاجية في العمل والسعي لكي يمارس العمل اكبر عدد من الناس الذين تزيد أعمارهم عن 55 عاماأماالعامل الثاني الذي يراه مهما فهو تمكين النساء وبأكبر عدد ممكن من العملغير أن هذه المسالة ترتبط أيضا وبشكل كبير بمسالة توفير الخدمات الضرورية التي تسمح للنساء بالعمل مثل توفير العدد الكافي من دور الحضانة والمدارس الأمر الذي سيتطلب تخصيص أموال إضافية أخرى لتوفير ذلك .

ويؤكد شبيدلا أن الهجرة ستلعب دورا هاما في التعويض عن النقص القائم في المعادلة السكانية الأوربية ومسالة تنامي عدد المتقدمين في العمر مشيرا إلى انه يهاجر سنويا إلى دول الاتحاد الخمسة والعشرين وبشكل شرعي نحو مليون مهاجر .واعتبرأن هذا الأمر سيساعد في توفير الحلول الضرورية في حال تأقلم هؤلاء المهاجرين مع الحياة في الأوطان الجديدة التي يهاجرون إليها .