طهران، موسكو، القدس: صرح حسن روحاني القريب من المرشد الاعلى للثورة الاسلامية في ايران آية الله علي خامنئي اليوم ان ايران يمكن ان quot;تخفضquot; تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية اذا فرضت عليها عقوبات بسبب برنامجها النووي. ونقلت وكالة الانباء الايرانية quot;مهرquot; عن روحاني قوله ان quot;تبني قرار (ضد ايران) لن يتم بدون رد وقد يكون احد الامور التي نريد ان نقوم بها خفض مستوى التعاون مع الوكالةquot;.

وكان روحاني المفاوض الايراني السابق بشأن الملف النووي ويمثل خامنئي في المجلس الاعلى للامن القومي. ويتناقض تصريح روحاني مع تأكيدات المسؤولين الآخرين الذي قالوا ان هذه الخطوة حتمية في حال فرض عقوبات على ايران. وتحدث روحاني عن الخلافات بين الدول الكبرى بشأن الملف النووي الايراني. وقال ان quot;الولايات المتحدة تطلب قرارا اقوى وروسيا تريد تخفيف النص ونحن نقول ان القرار يجب الا يتم تبنيه لانه قرار جائر لكنهم يتجهون الى اعتمادهquot;. وقلل من تأثير هذا القرار. وقال ان الدول الكبرى quot;تريد تبنيه لتمتلك اوراقا اضافية من اجل استئناف المفاوضات معناquot;.

موسكو قد تدعم قرار العقوبات الدولية على إيران

بدوره أشار مسؤولان بارزان في روسيا لإمكانية دعم موسكو لمسودة قرار دولي يطالب بفرض حظر على إيران، وهو ما قد يؤشر إلى تزايد عزلة الجمهورية الإسلامية جراء طموحها النووي. وصرح نائب رئيس مجلس الدوما الروسي (البرلمان)، يوري فولكوف، الثلاثاء قائلاً quot;من الواضح أن روسيا ستنضم إلى القرار الذي اقترحته بريطانيا وألمانيا وفرنسا بفرض عقوبات اقتصادية محدودة.quot;كما أشارت تصريحات رئيس مجلس الأمن الروسي، إيغور إيفانوف، في وقت لاحق إلى أن روسيا قد تدعم مسودة القرار الأوروبي.

وقال إيفانوف خلال مؤتمر ليست quot;القرارات والعقوبات هدفاً في حد ذاتها.. أنها إحدى العناصر، وفي حال إجازة قرار ستنصب في إطار مجمل العوامل الهادفة لمساعدة المفاوضات السياسية لأنه من الممكن للمفاوضات والحوار أن تحقق نتائج ملموسة.quot;

وأضاف المسؤول الروسي، الذي شغل سابقاً منصب وزير الخارجية، قائلاً quot;أي قرار لمجلس الأمن يجب ألا يهدف لمعاقبة إيران بل إلى تحقيق الأهداف عبر الوسائل الدبلوماسية.quot; وقال إن الهدف هو الحفاظ على حقوق إيران في امتلاك طاقة نووية سلمية وضمان عدم استخدامها لأغراض عسكرية.

وتأتي تعليقات المسؤولين البارزين في أعقاب أشهر من معارضة روسية قوية لفرض حظر دولي على إيران جراء تمسكها ببرنامجها النووي، آخرها تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مطلع الأسبوع التي قال فيها إن روسيا تعارض العقوبات.

وقال لافروف السبت إن موسكو لن تسمح باستخدام مجلس الأمن الدولي لمعاقبة إيران إزاء برنامجها النووي، مبدياً استعداد بلاده لمناقشة طرق للضغط على حكومة طهران للقبول بإشراف دولي أوسع على برنامجها. غير أنه أردف قائلاً quot;أي تدابير مؤثرة يجب أن تنصب على تشجيع خلق ظروف مواتية للمفاوضات.quot;وصرح quot;سنعارض أي محاولة لاستخدام مجلس الأمن لمعاقبة إيران أو استخدام برنامج إيران كذريعة للترويج لأفكار تغيير النظام هناك.quot;

وتبدي روسيا والصين، اللتان تتمتعان بحق الفيتو quot;النقضquot; في مجلس الأمن الدولي، معارضة تجاه عقوبات على إيران. وتمتلك الدولتان روابط تجارية راسخة مع الجمهورية الإسلامية. وكانت الصين قد أصدرت انتقاداً مبطناً لإيران بشأن نزاعها القائم مع مجلس الأمن. ورد وزير الخارجية الصيني لو جيانشاو على سؤال بشأن إعلان الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أن بلاده ستعارض أي حظر دولي قائلاً quot;يجب ألا تتخذ الأطراف المعنية أي تدابير قد تؤدي إلى تصعيد الأوضاع.quot;

هذا وقد وزع مندوبو عدد من الدول الأوروبية الأعضاء بمجلس الأمن الخميس صياغة أولية لمشروع قرار يدعو إلى فرض عقوبات على إيران، في خطوة تستهدف زيادة الضغط على طهران لوقف أنشطة تخصيب اليورانيوم، والتي تثير مخاوف الغرب من قدرة إيران على استخدامها في إنتاج أسلحة نووية.

وقال السفير الفرنسي جان مارك دي لا سابليير للصحفيين إن مشروع القانون، الذي قامت كل من فرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا، بتوزيعه على الصين وروسيا والولايات المتحدة، سوف يتضمن عقوبات عسكرية وتجارية على إيران، بالإضافة إلى حظر سفر مسؤولين إيرانيين.

مبعوث اميركي في اسرائيل للبحث في الملف الايراني

من جهة ثانية صرح مصدر حكومي ان مدير الاستخبارات الوطنية الاميركية جون نيغروبونتي وصل اليوم الى اسرائيل لاجراء محادثات مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت ومسؤولي الاستخبارات الاسرائيلية. وقال هذا المصدر لوكالة فرانس برس طالبا عدم كشف هويته ان quot;نيغروبونتي سيلتقي مسؤولين اسرائيليين بمن فيهم اولمرت ومسؤولي الموساد (الاستخبارات) والشين بتquot; جهاز الامن الداخلي الاسرائيلي.

واضاف المصدر نفسه ان نيغروبونتي سيجري محادثات مع المسؤولين الاسرائيليين حول الملف النووي الايراني والمفاوضات الجارية للافراج عن الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليت الذي يحتجزه مسلحون فلسطينيون.

وكتبت صحيفة quot;يديعوت احرونوتquot; ان زيارة نيغروبونتي المستشار الرئيسي للرئيس جورج بوش، تندرج في اطار مبادرة اميركية جديدة لتحريك عملية السلام في الشرق الاوسط. وكان نيغروبونتي اجرى محادثات مع المسؤولين المصريين في القاهرة قبل زيارته الى اسرائيل.