ترجيح عودة السفير الأميركي الى دمشق
سوريا تتأهب لصفحة جديدة مع واشنطن
بهية مارديني من دمشق:
رجحت مصادر سورية عودة التمثيل الدبلوماسي الاميركي بمرتبة سفير الى دمشق في وقت قريب ، واستندت المصادر في حديثها مع إيلاف الى معلومات مصدرها واشنطن تفيد بان لجنة مجموعة دراسة العراق التي يترأسها وزير الخارجية الأسبق جيمس بيكر حول العراق نصحت الرئيس الاميركي جورج بوش بإعادة الأمور على ما هي عليه مع سوريا قبل غزو العراق.
ولكن المحلل السياسي أيمن عبد النور أكد لإيلاف ان لا مؤشرات على ذلك في الإعلام الاميركي ، وقال ان مارغريت سكوبي السفيرة الاميركية السابقة في دمشق لن تعود لانها قد عينت في منصب آخر في العراق، لكن في حال عودة التمثيل الدبلوماسي الاميركي الى سورية بمرتبة سفير، فمن المحتمل ترقية القائم الحالي بالأعمال الاميركي في دمشق الى المنصب.
ولفتت المصادر الى ان السوريين ليسوا في وارد التعامل الجدي مع واشنطن واستئناف التعاون الامني والاستخباراتي قبل ان تعيد واشنطن التمثيل الدبلوماسي كاملا على مستوى السفراء ، واكدت المصادر أن الدليل على قرب عودة السفيرة ما اعلنه الرئيس بوش والناطق باسم البيت الابيض ان هناك علاقات دبلوماسية بين الطرفين وهي مستمرة .
الا ان المصادر نفسها لم تستبعد ان تشهد العلاقات الاميركية السورية مرحلة قصيرة من التوتر تسبق اعادة الامور الى نصابها بين الجانبين وذلك في اطار المساومات وتسجيل النقاط .
واختتمت المصادر تصريحها بالقول ان هناك حقيقة واحدة ماثلة في الشرق الاوسط وهي هزيمة المشروع الاميركي وتقدم المشروع المناهض له.
وكانت الولايات المتحدة قد اعربت عن استعدادها لعقد محادثات مباشرة مع سوريا وإيران بشأن العراق، حيث من المتوقع أن تطرح لجنة بيكر توصياتها مع نهاية العام الحالي .
وقال رئيس أركان البيت الأبيض جوش بولتون الأحد الماضي في حديث لبرنامج quot;أي بي سي ذس ويكquot; إن البيت الأبيض يفكر في فتح محادثات مع سوريا وإيران في حال أوصت مجموعة دراسة العراق بذلك، مشيرا إلى أن بوش سيتبنى جميع الخيارات المطروحة من قبل المجموعة، مؤكدا الحاجة إلى نهج جديد في العراق.

وكانت دراسة تحليلية سورية رسمية قد اقترحت التريث في توقع حصول تغيير جذري في نهج إدارة الرئيس جورج بوش بعد فوز الحزب الديمقراطي بغالبية المقاعد في مجلسي الــشيوخ والـــنواب في الانتخابات . ولاحظت الدراسة التي نشرت مقتطفات منها صحيفة quot;الحياةquot; ان الفترة الاخيرة شهدت ظهور أصوات quot;من جهات اميركية أكثر نفوذاً في صنع القرار مما كان عليه الوضع سابقاquot;، منوهة بأن quot;التغيير مرهون بالوضع العراقي والحوار المطلوب من دمشق، والدور السوري المطلوب في العراق من الولايات المتحدةquot;.

و ذكرت الانباء أن من بين الذين يحضون الولايات المتحدة كي تتحاور مع دمشق أولئك الذين يعملون في مكتب شؤون الشرق الأدنى التابع لوزارة الخارجية، ومن بينهم مساعد وزيرة الخارجية ديفيد ويلش .
وذكر المسؤولون أن نائب مستشار الأمن القومي جي دي كراوتش أصبح من المطالبين بالتحاور مباشرة مع سورية.
ورأت الدراسة ان إقالة وزير الدفاع دونالد رامسفيلد وتعيين رئيس الاستخبارات المركزية السابق روبرت غايتس quot;اعتراف بضرورة البحث عن استراتيجية بديلة في العراقquot;، معتبرة غيتس عضواً في quot;مجموعة دراسة العراقquot; برئاسة وزير الخارجية السابق جيمس بيكر والسناتور لي هاملتون.
الى ذلك انتقد الجنرال المرشح السابق للانتخابات الرئاسية الأميركية ويسلي كلارك الإدارة الأميركية لإغلاقها طرق الحوار أمام القوى الإقليمية الفاعلة في الشرق الأوسط و منها سورية .
وأكد كلارك وهو أبرز قادة الحزب الديمقراطي الفائز في انتخابات الكونغرس في مقابلة مع صحيفة الكورييرا ديلاسيرا الإيطالية أهمية الدور الفاعل و المهم لسورية في تحقيق الاستقرار و السلام في الشرق الأوسط ، منوها بوجود حاجة إلى عقد مؤتمر إقليمي بمشاركة سورية وإيران للخروج من الأزمة في العراق وهو الأمر الذي لم يحبذه سابقا الرئيس الأميركي جورج بوش .
و أضاف كلارك أن بوش يجد نفسه الآن مجبراً على التخلص من سياسته الأحادية و إنهاء مقاطعته لسياسة التفاوض و الحوار ، مؤكداً انه لا يستطيع المضي قدماً في مساره الكارثي المدمر في ظل خسارته للكثير من أصوات النواب الجمهوريين.

وفي السياق ذاته تحدث بعض مساعدي الرئيس الأميركي جورج بوش عن quot;نقاش صحي جداquot; يجري داخل الإدارة الأميركية حول ما إذا كان يجب فتح حوار مع سوريا.

وقال مسؤول رفيع في إدارة بوش quot;اننا بحاجة الى ان نكون متزمتين مع السوريين، وليس واردا القول لنذهب كي نحتسي القهوة معا بل دعونا نوجه لهم مباشرة رسالة قويةquot;.
وقالت الصحيفة إن هؤلاء المسؤولين فضلوا عدم ذكر أسمائهم لأنهم طرف في النقاش داخل الإدارة .

من جانبه أعرب وزير الخارجية وليد المعلم عن استعداد سورية للحوار مع الولايات المتحدة الأميركية وفق ما يحققه أمن واستقرار المنطقة. و أكد المعلم في تصريح صحافي عقب انتهاء اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة الأحد الماضي أن سورية تسعى إلى سلام عادل وشامل وفق مرجعيات الأمم المتحدة ومبدأ الأرض مقابل السلام ، كما اعلنت صحيفة تشرين في افتتاحيتها الثلاثاء ان سورية مستعدة للحوار مع الجانب الاميركي.