الياس توما من براغ: إتهم وزير الخارجية التشيكي الكسندر فوندرا اليوم حزب الله بتبني سياسة غير بناءة وبالعمل على تعكير الاستقرار في لبنان لكنه اعترف بأنه قوة سياسية واقعية في الساحة السياسية اللبنانية. وتجنب الوزير التشيكي في حديث أدلى به لصحيفة quot;برافو quot; الإعلان بشكل صريح بأنه يتبنى نفس موقف سلفه تسيريل سفوبودا بضرورة إدراج الحزب في قائمة المنظمات الإرهابية لكنه قال بان تشيكيا تتبنى مواقف انتقادية جدا تجاه نشاطات حزب الله.

واعترف أن الاتحاد الأوروبي يوجد فيه الآن جناحان بخصوص النظرة والتقييم لما يجري في الشرق الأوسط وأن تشيكيا تتواجد منذ سنوات عديدة في مجموعة واحدة مع الدنمارك وبريطانيا وهولندا وألمانيا و هذه المجموعة حسب قوله تحاول أن تشكل توازنا لمواقف المجموعة الأخرى التي تنتمي إليها تقليديا فرنسا والعديد من دول البحر المتوسط والدول الاسكندنافية والتي تقارب أكثر مواقف الدول العربية حسب قوله.

وردا على سؤال فيما إذا كانت الدبلوماسية التشيكية ستصوت في الاتحاد الأوربي لصالح رفع العقوبات المفروضة على الفلسطينيين في حال تشكيل حكومة وحدة وطنية قال إن تشكيل حكومة وحدة وطنية ليس هدفا بحد ذاته وإنما وسيلة كي يتم تنفيذ مطالب quot; الرباعية quot; ولاسيما قيام الحكومة الجديدة بتبني المبادئ الرئيسية الثلاث المعروفة وهي الاعتراف بإسرائيل والاعتراف بجميع الاتفاقات السلمية التي تم التوصل إليها سابقا ووقف النشاطات الإرهابية أو على الأقل الإعلان عن النية بإيقافها.

ورأى أن تنفيذ هذه المطالب سيفتح الباب لعودة الاتحاد الأوروبي إلى تمويل السلطة الفلسطينية. وبشأن الموقف من التطورات القائمة في العراق قال: إن منطقة الشرق الأوسط بدون صدام حسين هي أفضل مما لو كان لا يزال مستمرا كما أنه لو لم يحدث التدخل في عام 2003 فان ذلك كان سيحصل بفعل الأحداث بعد عامين.

واعتبر أن الإشكاليات التي حدثت في العراق جرت بعد الإطاحة بنظام صدام حسين حيث ارتكبت العديد من الأخطاء مثل حل الجيش والشرطة لان العراق بهذه الخطوة فقد عناصر هاتين المؤسستين وهؤلاء وجدوا أنفسهم في الشارع وبالتالي أصبحوا هدفا سهلا أو طعما لمختلف المجموعات الراديكالية كما كان من الخطأ أن الكثير من الناس كانت لديهم أوهام بأنه في العراق أو في أي دولة أخرى من الشرق الأوسط من الممكن بعد الإطاحة بالديكتاتور خلق ظروف عمل الديمقراطية بشكل فوريمشيرا إلىأن عملية العلمانية في تركيا وفصل الدين عن الدولة فيها مثلااستغرقت فترة من الوقتوالى اليوم لا يزال الأمر فيهإشكالات.

وبشان تأثي إيرانفي العراق قال: إن بعض الناس في الولايات المتحدة كانت لديهم آمال انه بعد تحرير العراق من صدام فان مركز الحركة الشيعية الإسلامية سيصبح نجف والكربلاء وذلك على حساب قم الإيرانية وان ذلك من وجهة النظر الطويلة المدى يمكن أن يقود إلى تحقيق تقدم ايجابي في المنطقة لأنه من جهة سينزع الإيديولوجية عن إيران ومن جهة أخرى سيزيد تأثير آية الله السيستاني ومدرسته التي تبعد الدين بشكل أكبر عن السياسة وقد تبين أن هذا الافتراض النظري يمكن تطبيقه بشكل سيئ في الواقع الفعلي ولذلك ليس هناك من شك بأن تأثير إيران على التطورات في العراق ليس فقط كان وموجودا الآنوإنما سيبقى ولهذا فان فكرة ضم إيران إلى حل الوضع العراقي أو البدء معها بإجراء حوار جدي لا ينقصه المنطق.

و رأى أنهمن الضروري أن يكون للقوات الدولية في العراقاستراتيجية ما للانسحاب منه ومن الضروري تحضير العراق لان يضمن أمنه بنفسه غيران هذهالاستراتيجية يجب أن تكون لها بنية أوهيكليةلأن الإعلان الآن عن موعد للانسحاب من العراق سيشكل هدفا للذين يريدون تعكير الأوضاع في العراق بشكل أكبر وبالتالي فان هذه الاستراتيجية يجب أن يتم التفكير بها مطولا وأضاف أن تحديد موعد للانسحاب يمكن أن يحقق بعض المطالب الداخلية في العراق غير انه لن يقود إلى تأثير فعال على الوضع في العراق.

وأكد أن القوة التشيكية العاملة في العراق تقوم بتدريب عناصر الشرطة العسكرية العراقية وان تشكيا لا تشكل في العراق قوة احتلال بل تقوم بمساعدة العراق كي يقف على رجليه ولهذا فانه لا يرى سببا للانسحاب من العراق غدا على سبيل المثال.