خلف خلف من رام الله: ذكرت اليوم الأحد مصادر مسؤولة مقربة من وزير الدفاع الإسرائيلي عامير بيرتس أن الأخير سيعقد اجتماعاً مع رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت خلال الأيام القليلة القادمة، ولم تستبعد المصادر احتمال بحث ترك بيرتس وزارة الدفاع وتوليه وزارة المالية، وأوضحت المصادر أن الاتفاق بين أولمرت وبيرتس تم خلال محادثة هاتفية بينهما جرت مساء الخميس الماضي.
وكانت مصادر إسرائيلية قالت أنه خلال محادثاتٍ مغلقة يجريها زعيم حزب العمل ووزير الدفاع بيرتس لا يستبعد إمكانية استبدال الحقائب الوزارية. وقال أحد المقربين من بيرتس عضو الكنيست يورام مارتسيانو هذا الأسبوع: في حال طُرحت هذه الفكرة، فينبغي دراستها جيداً.


من جهة أخرى يستبعد المسؤولون في وزارة الدفاع هذه الإمكانية قائلين: إن عمير بيرتس سوف يواصل مهام منصبه كوزيرٍ للدفاع، وأي فكرةٍ أخرى غير مطروحةٍ على أجندة وزير الدفاع. وكان بيرتس يتعرض لاتهامات المنتقدين من كل حدبٍ وصوب منذ أسبوع قد رد على منتقديه الذين يدعونه إلى الاستقالة من منصبه، حيث ألقى خطاباً أول أمس خلال انعقاد اجتماع قيادة حزب العمل، أبدى خلاله إصراراً -أكثر مما كان عليه في السابق- على الاستمرار في منصبه قائلاً: إن حقيبة الدفاع سوف تبقى بحوزتنا من منطلق المسؤولية القومية، وأنا أنوي البقاء في هذا المنصب، واستثمار جهودي كافة في تعزيز جيش الدفاع والجهاز الأمني، كما سأعمل على إعادة الاعتبار لرئيس الأركان والضباط والمسؤولين.
وبعد انقضاء أسبوع من الأزمات التي واجهت وزير الدفاع، جراء الأزمة التي نشبت بينه وبين رئيس الوزراء إيهود أولمرت وبعض الوزراء وأعضاء الكنيست، فقد وجد الفرصة سانحةً للرد على منتقديه حيث أطلق سهامه من جديد صوب رئيسي هيئة الأركان ووزيري الدفاع السابقين شاؤول موفاز وإيهود باراك، واستطرد يقول: عندما أسمع عن المرشحين لهذا المنصب -أي منصب وزير الدفاع- أُصاب بالذهول؛ لأن من سبقوني تقاعسوا في معالجة القضايا الأمنية كما يجب على الحدود الشمالية وفي الجنوب -مشيراً بطبيعة الحال إلى موفاز وباراك-.


كما وجه بيرتس انتقاداته إلى باراك بشكلٍ خاص، ووصفه بمهندس الهروب من جنوب لبنان، ولأول مرة يعترف بيرتس بأن الانسحاب من لبنان وغزة كان خطأً فادحاً، وحول مطالبة بعض الجهات السياسية باستقالته من منصبه أوضح بيرتس أن هذه الحملة التي يشُنّها منتقدوه غير عادلة وغير شرعية، وقد اجتازت الخطوط العريضة كافة، وأن الهدف منها هو تلطيخ وتشويه اسمه وتحقيق مصالح شخصية، بدءاًً من انتقادات المليونير غايدماك ووصولاً إلى وزراء الحكومة.
وأضاف يقول: إن البداية المهنية تتسم دائماً بالصعوبة، ولكن في نهاية الأمر كنت أنجح دائماً في اجتياز المصاعب والأزمات، كما أن الظروف هي التي دفعتني إلى تولي منصب وزير الدفاع بدلاً من وزير المالية، وإنني لست نادماً على ذلك. ومن جهة أخرى فإنني لستُ نادماً على الاتصال الهاتفي الذي أجريته مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، على حد قول بيرتس.