الفيصل وهنية في القاهرة لبحث خطة عربية جديدة
مساع مصرية سعودية لبلورة بديل لخارطة الطريق

نبيل شرف الدين من القاهرة : علمت (إيلاف) من مصدر سياسي مطلع في القاهرة أن تحركات حثيثة، ومشاورات مكثفة، تجري الآن بتنسيق مصري ـ سعودي، وتستهدف بلورة quot;رؤية عربية جديدةquot; لتسوية القضية الفلسطينية، وذلك بعد أن أبلغت كل من القاهرة والرياض، العاصمة الأميركية بأن الجدول الزمني الذي كانت تحدده خطة quot;خارطة الطريقquot; للتسوية السلمية ـ وهو نهاية العام 2005 ـ قد تجاوزه الزمن، كما طالبتا أيضاً باتخاذ خطوات عملية محددة للعودة إلى عملية التسوية السلمية .

وعلى صعيد متصل استقبل الرئيس المصري حسني مبارك اليوم الأربعاء كلاً من الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي، والأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز مساعد وزير الدفاع والطيران السعودي، الذي كان قد وصل إلى القاهرة يوم أمس الثلاثاء على رأس وفد في زيارة لمصر تستغرق عدة أيام .
ويجري رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية محادثات مع عدد من المسؤولين المصريين، لمناقشة ثلاثة ملفات، وهي تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، وقضية تبادل الأسرى ورفع الحصار الدولي، وبعد انتهاء زيارته لمصر، سيبدأ هنية أول جولة خارجية له منذ توليه رئاسة الحكومة الفلسطينية، وتقوده إلى عدة عواصم عربية .

ملامح الرؤية الجديدة

وعقب عودته إلى مصر قادما من فنلندا بعد مشاركته في اجتماع وزراء خارجية دول الشراكة الأورومتوسطية، قال أحمد أبو الغيط وزير الخارجية المصري إن الجانب العربي طرح خلال الاجتماع رؤيته لتسوية القضية الفلسطينية وهي انسحاب إسرائيل الكامل من الأراضي الفلسطينية المحتلة ووقف العمليات العسكرية التي تستهدف الضفة الغربية وقطاع غزة .

وأوضح أبو الغيط أن المناقشات تضمنت مسألتين أساسيتين: الأولى الصراع في الشرق الأوسط وسبل التوصل لتسوية شاملة للقضية الفلسطينية وملف إيران النووي، مشيراً إلى لقائه على هامش الاجتماع وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني حيث بحث معها تثبيت إعلان التهدئة بين إسرائيل والفلسطينيين
وأوضح ذات المصدر السياسي الذي تحدثت معه (إيلاف) بشأن أبرز ملامح الرؤية المصرية ـ السعودية الجديدة لأسس إطلاق عملية التسوية، قائلاً إن التصور يتضمن محورين رئيسيين وهما :
ـ أولاً : الفصل بين المراحل في خطة خريطة الطريق، كون فكرة التزامن في تنفيذ الالتزامات بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني، بعد تعثر مسيرة خارطة الطريق التي نصت على تشكيل دولة فلسطينية بنهاية عام 2005 الأمر الذي لم يتحقق حتى الآن .
ـ ثانياً : إقرار آليات عملية وخطوات ملموسة لتحديد ملامح quot;نهاية الطريقquot; وهي قيام دولة فلسطينية، الأمر الذي يقتضي الاتفاق على رسم حدود هذه الدولة المزمعة
وفي سياق هذه الزيارات التي يجريها قادة (حماس) لمصر، فقد زار القاهرة خالد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة، حيث أجرى خلالها مباحثات مع رئيس جهاز الاستخبارات المصرية الوزير عمر سليمان، وأكد مشعل أن زيارته لمصر جاءت لبحث سبل التعاطي مع ثلاث قضايا هامة وهي : رفع الحصار الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، وهي المسألة المرتبطة بإقرار هدنة طويلة الأمد مع إسرائيل، وتشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية، بالإضافة إلى صفقة تبادل الأسرى مع إسرائيل .