الياس توما من براغ : أكد مركز المتابعة الأوروبي للعنصرية أن عدد الأفعال العنصرية التي ترتكب في تشيكيا والسويد والنمسا قد تراجعت في عامي 2004 و2005 غير أن تشيكيا لا تزال بين الدول العشرة الأوائل من حيث عدد الأفعال العنصرية الطابع مقارنة بعدد السكان أما العدد الأكبر من الأعمال العنصرية فقد وقع في السويد ثم في بلجيكا فالنمسا فبريطانيا ففنلندة فالنمسا ثم حلت تشيكيا بالمرتبة السابعة . ووفق معطيات المركز فقد وقع في السويد 2424 فعلا عنصريا مما يعني 268 فعلا لكل مليون مواطن أما في بلجيكا فقد وقع 2605 فعلا أي 250 فعلا لكل مليون نسمة في حين وقع في تشيكيا العام الماضي 253 فعلا أي 25 فعلا لكل مليون نسمة .

وأكد التقرير الأوربي الحديث الذي صدر عن الاتحاد الأوروبي ويتضمن 140 صفحة أن العنصرية في تشيكيا تظهر من خلال الصراخ بشعارات متطرفة وأداء التحية النازية في الحفلات واجتماعات حركة الرؤوس الحليقة وأحيانا في ارتكاب أعمال عنف . وقد سجلت الشرطة التشيكية في عام 2005 253 فعلا عنصريا مقابل 364 في عام 2004 الأمر الذي يعتبر تراجعا واضحا . ويرى نائب مدير إدارة الأمن الجنائي لعموم تشيكيا يان خميليك بان هذا التراجع يعود إلى أن الشرطة تتصرف بشكل أكثر حزما في السنوات الأخيرة ضد المتطرفين كما أنها تعلمت كيفية التعرف عليهم وبالتالي لم تهد تتردد وتتناقش كثيرا في مسالة الرموز وأي حركة ممنوعة أم لا غير انه اعترف بان العنصرية تظهر بشكل اكبر من جهة أخرى بشكل مخفي وبالتالي يصعب الكشف عنها بسهولة من قبل الشرطة

ويشير خميليك إلى أن عدد الأفعال العنصرية في ألمانيا وبريطانيا يصل إلى الآلاف على خلاف المجر مثلا التي سجلت فيها العام الماضي 11 حالة فقط غيران هذا الأمر يتوجب أخذه بتحفظ لان نفس الفعل تتم معاقبته في بريطانيا بقوة في حين لا يتم ذلك في دولة أخرى ورغم ذلك فان العدد الكبير من الأفعال في دوله ما يظهر حجم هذه المشكلة فيها . وحسب رأيه فان عدد الأفعال العنصرية في الدول المختلفة يرتبط بمسالة عدد أفراد الأقليات والمهاجرين ونوعهم وطبيعة السكان في كل بلد فالناس لديهم شعور مثلا بان الأجانب القادمين إلى دولهم يأخذون أماكن العمل الخاصة بهم غير أنهم يتعودون على هذا الأمر لاحقا وكدليل على ذلك يشير إلى ألاف الفيتناميين الذين استقروا في تشيكيا وكانت نظرة الناس إليهم سلبية في البداية غير أنهم تعودوا عليهم الآن .
ويرى المختصون أن أكثر ما يظهر تشيكيا بشكل سلبي في مسالة التعامل مع الأقليات يكمن في عدم تمكين الأقليات من تلقي التعليم بشكل متساوي وان هذا الأمر ينطبق بشكل رئيسي على الغجر حيث يتم وضع الأطفال الغجر بشكل أوتوماتيكي تقريبا في ما يسمى بالمدارس الخاصة .
وتؤكد مديرة المركز الأوروبي لمتابعه العنصرية بيتي ووينكلير أن الأطفال الغجر ليس لديهم من خلال وضعهم في المدارس لخاصة الفرصة للتعرف على الأطفال من الأغلبية التشيكية .

وينتقد التقرير الأوربي الحديث جميع دول الاتحاد الأوربي في مسالة التمييز تجاه الأجانب في المسالة السكانية فعندما يحضر مثلا الأجنبي الذي لون بشرته اسود إلى مكتب عقاري بحثا عن منزل يستأجره وتم الاتفاق عليه بالهاتف يتم الزعم له أن المنزل لم يعد فارغا . وتؤكد السيدة ووينكلير انه عندما رفض مجلس الشيوخ في تشيكيا في 26 من كانون الثاني يناير الماضي القانون الخاص بمنع التمييز فان هذا الأمر مر من دون أن يلاحظ كثيرا في تشيكيا أما بروكسل فقد رصدت ذلك باهتمام ولذلك ينتقد التقرير الأوربي هذا الرفض للقانون الذي لو تم إقراره يمكن له أن يؤمن المساواة في مسالة التعليم والعمل لافتة الانتباه إلى أن تشيكيا تعتبر الآن الوحيدة بين دول الاتحاد الأوربي التي لم تصادق على هذا القانون .