مليشيات تسعى لتصفيتهم ومئات عالقون على الحدود
دعوة لنقل فلسطينيي العراق الى الاردن وسوريا

بغداد: 7،5 مليار دولار للأمن عام 2007

عمان لبغداد: سنبعد رغد إذا تدخلت بالسياسة

الكتلة الصدرية تعود للبرلمان هذا الاسبوع

عراقيون يرفعون شكوى على مصرف فرنسي وشركة استرالية

أسامة مهدي من لندن: فيما يتعرض فلسطينيو العراق لحملة معادية منظمة تنفذها مليشيات مسلحة قتلت العشرات وهجرت المئات منهم دعت السلطة الفلسطينية الامم المتحدة الى العمل على نقلهم الى سوريا والاردن كما ناشدت الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى بتحرك عاجل لحل مشكلة العالقين منهم على الحدود العراقية مع الدولتين. وتؤكد مفوضية اللاجئين التابعة للامم المتحدة ان هؤلاء الفلسطينيين في وضع حرج جدا وخاصة في بغداد حيث يواجهون عمليات قتل واختطاف وتهجير منظمة على يد المليشيات المسلحة نتيجة اعتبار فصائل عراقية هؤلاء اللاجئين أعداء على الرغم من أنهم ليسو طرفا في النزاع السياسي والطائفي الذي يشهده العراق .

ويوجد في العاصمة حوالي 23 الف لاجئ فلسطيني مسجلين مع المفوضية منذ دخول القوات الاميركية الى العراق عام 2003 كما توجد مجموعة صغيرة غير مسجلة في البصرة والموصل. وتقدر المفوضية عدد اللاجئين الفلسطينيين في العراق بحوالي 34 الف شخص. وقد وصل اللاجئون الفلسطينيون إلى العراق في ثلاث دفعات الأولى والثانية بعد الحربين العربية الإسرائيلية عامي 1948 و1967 والأخيرة عام 1991.

وهناك اسباب عدة تقف وراء اوضاع الفلسطينيين هذه منها اعتبار قوى واطراف عراقية للفلسطينيين على انهم انصار للنظام السابق ومما رسخ هذا الاعتقاد لدى بعض العراقيين ممارسات الحركات والمنظمات السياسية الفلسطينية ومواقفها وبياناتها ضد العملية السياسية في العراق وتنظيم تظاهرات ترفع صور الرئيس السابق صدام حسين واقامة مجالس عزاء لدى مقتل ولديه قصي وعدي وكان اخر ذلك مهاجمة رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية لمجموعات عراقية منخرطة في العملية السياسية ووصفها بالعصابات الامر الذي اضطر معه الى تقديم اعتذار بعد ذلك الى الرئيس العراقي جلال طالباني الاسبوع الماضي.

ومن الاسباب الاخرى هو سكن فلسطينيين في منازل يملكها عراقيون وكانت تاجرت منذ سنوات طويلة من قبل الحكومة بايجارات زهيدة جدة لم تتغير فعمل اصحابها على اخراج الفلطسنيين منها بوسائل ضغط عدة مخالفة للقانون. يضاف الى ذلك ان الفلسطينيين اصبحوا جزءا من الانهيار الامني والعنف الطائفي الذي يصيب باضراره العراقيين ايضا قتلا واختطافا وتهجيرا بالرغم من صدور فتاوى من رجال الدين الشيعة والسنة تدعو لرعاية الفلسطينيين وتجنب تعريضهم للاذى.

حملة منظمة

ومنذ الحرب في العراق عام 2003 تم طرد مئات العوائل الفلسطينية من بيوتها من قبل أصحاب الأملاك الذين استغلوا غياب مؤسسات الدولة وغياب القانون وسيادة الفوضى بالترافق مع مباشرة صحف بنشر مقالات تهاجم الفلسطينيين وتحملهم مسؤولية ما جرى للعراقيين من كوارث ومآسٍ وحروب في ظل النظام السابق. وتؤكد جمعية المهندسين الفلسطينيين في تقرير ارسل الى quot;ايلافquot; ان فلسطينيي العراق يتعرضون لاعتداءات تكاد تكون مبرمجة تخلف وراءها شهداء وجرحى ومعتقلين ومخطوفين ومفقودين حيث يتم استهداف التجمعات السكنية التي يشغلها فلسطينيون عبر الاعتداءات بإطلاق النار وبقذائف الهاون خاصة المجمع السكني في البلديات بضواحي بغداد الشرقية الذي يسكن فيه 40 % من الفلسطينيين الموجودين في العاصمة في ظروف سكنية وخدمية ومعاشية صعبة فيما تحصل اعتداءات أخرى على تجمعات سكنية في حي الدورة والحرية والزعفرانية.

اعلاميا وسياسيا

وتشير الجمعية الى ان هذه الحرب التي تشن ضد على اللاجئين الفلسطينيين في العراق لها جوانب عدة: منها السياسي الإعلامي حين بدأت بعض الصحف بتوصيف الفلسطينيين باعتبارهم من أتباع النظام العراقي السابق وبأنهم مسؤولون عن الكثير من الأعمال الإرهابية. وجرى تحميل الفلسطينيين مسؤولية حادثة تفجير سيارة مفخخة في حي بغداد الجديدة حيث سقط عشرات العراقيين الأبرياء ضحايا هذا الحادث الإجرامي فاتهم فيه 4 مواطنين فلسطينيين منهم 3 أشقاء وتم عرضهم لعدة أيام من على شاشات الفضائيات: العراقية والفيحاء والفرات بالترفق مع شن حملة إعلامية واسعة ساهمت في خلق رأي عام في أوساط بعض العراقيين الذين سمعوا وصدقوا هذه الادعرءات.

قوانين وتعليمات ضيقت على الفلسطينيين

وفي الجانب القانوني الغت سلطة الاحتلال الاولى الإقامة الدائمة للاجئين الفلسطينيين في العراق واستبدلت ذلك بقرار المراجعة الدورية المستمرة الشهرية ثم كل شهرين أو ثلاثة تارة أخرى وأخيراً أصبحت كل ستة أشهر. لكنه بعد تشكيل اول حكومة منتخبة اوائل عام 2005 تم العودة إلى قرار المراجعة الشهرية مرة أخرى وأخيراً رست الأمور على المراجعة كل 3 أشهر وتتم المراجعة بحضور جميع أفراد الأسرة.

كما تم وقف إصدار وثيقة السفر حيث فرضت سلطة الاحتلال وحتى شهر تموز (يويلو) الماضي شروطا ومطالب قاسية لكل من يتقدم بطلب إصدار وثيقة سفر جديدة تم منحها لعدد محدد من الفلسطينيين منذ فترة وجيزة. وترافق هذا مع إيقاف إصدار بطاقة الهوية الشخصية لكل المواليد الجديدة منذ العام 2003 كما أنه لا يتم إصدار بطاقة هوية بدل فاقد أوتالف للاجئين الفلسطينيين وهناك حاليا أعداد من الفلسطينيين لا يحملون أية أوراق ثبوتية على الرغم من أن حمل الهوية الفلسطينية في ظل الأوضاع الأمنية المتردية في العراق يعتبر بمثابة تهمة أو جريمة حيث تم إيقاف و اعتقال عدد من الفلسطينيين من قبل حواجز الجيش العراقي أو مغاوير وزارة الداخلية فقط لأنهم يحملون الهوية الفلسطينية الصادرة عن مديرية الإقامة.

اوضاع امنية صعبة

ومن الناحية الامنية تؤكد الجمعية الفلسطينية ان هناك قتلا متعمدا للمواطنين الفلسطينيين أدت لحد الان الى استشهاد أكثر من 170 فلسطينياً وأكثر من 50 % منهم قتلوا لأنهم يحملون الهوية الفلسطينية أو لكونهم فلسطينيين فقط. كما اختطف العشرات بحجة أنهم ميسورين ومطالبة ذويهم بدفع فدية تتراوح بين 10 و15 ألف دولار لكي يتم إطلاق سراح المخطوف وقد تم أخذ الفدية في 10 حالات من أهالي المخطوفين وبعد ذلك تم قتلهم. ثم هناك التهجير القسري من أماكن السكن لكنه لاتوجد احصاءات عن عدد البيوت التي تم إخلاءها من قبل ساكنيها من اللاجئين الفلسطينيين وبعضها ملك صرف ومسجل في وزارة المالية في أحياء عدة من بغداد منها الدورة وأم المعالف والسيدية والحرية .. لكنه عرف لحد الان تهجير أكثر من 24 عائلة فلسطينية تسكن على نفقة الدولة من حي تل محمد بالقرب من منطقة بغداد الجديدة، كما أن عشرات العائلات الفلسطينية التي ما زالت تقيم في حي الحرية تم إبلاغها بأنها يمكن أن تعود إلى منازلها شرط ألا يعود الشباب وكذلك الرجال إلى بيوتهم.

وهذا ما تم فعلاً منذ أكثر من شهر مضى بر غم ان هذه البيوت تعود ملكيتها إلى الحكومة ز ويترافق هذا مع استمرار اعتقال عشرات الفلسطينيين في السجون الاميركية والعراقية علماً أنه تم منذ دخول القوات الاميركية الى العراق اعتقال وإطلاق سراح مئات الفلسطينيين في العراق كما أن هناك عدداً يتجاوز 10 مواطنين فلسطينيين يعتبرون مفقودين ولا يعرف مصيرهم منذ أن اختفوا منذ أكثر من عام. كما ان هناك عشرات الفلسطينيين قد اصيبوا بجروح بعضها خطيرة نتيجة فشل عدد من عمليات الاغتيال والتصفية وكذلك من جراء إصابة الكثير منهم في قصف مجمع البلديات بشكل خاص كما حدث في التاسع عشر من تشرين الاول (اكتوبر) الماضي حين سقط 18 جريحاً.

الاف الفلسطينيين غادروا العراق

وتشير الجمعية الى انه نتيجة هذه الاحداث فقد اضطرار آلاف اللاجئين الفلسطينيين إلى مغادرة العراق بكل الطرق المتاحة إلى أي بلد عربي أو أجنبي يمكن أن يستقبلهم. واوضحت أن هناك مئات من اللاجئين الفلسطينيين عالقين على الحدود منذ أكثر من ثلاث سنوات في معسكر رويشد على الحدود العراقية الأردنية وهناك حوالي 250 شخصاً يعيشون في معسكر الهول في مدينة الحسكة السورية كما أن هناك أكثر من 450 مواطناً فلسطينياً يقيمون في التنف على الحدود السورية العراقية في ظروف معاشية وإنسانية قاسية.

واكدت ان ما يتعرض له الفلسطينيون في العراق يشكل نقضاً لالتزام الحكومة العراقية واتفاقها مع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينية (الأونروا) ويطرح ضرورة قيام الوكالة بواجباتها تجاه هؤلاء اللاجئين بدءاً من تسجيلهم في سجلاتها وانتهاءً بتأمين مكان أو أماكن بديلة، وقيام الجامعة العربية بالضغط على الحكومة العراقية من أجل الالتزام بكل ما يترتب عليها تجاه اللاجئين الفلسطينيين أو دفع تعويضات عن الأضرار المادية والمعنوية التي اصابتهم .

السلطة تدعو لنقل الفلسطينيين

وقد دفعت ظروف الفلسطينيين الصعبة في العراق بالسلطة الفلسطينية خلال اليومين الماضيين الى مناشدة منظمة الأمم المتحدة من اجل العمل وبسرعة على نقل اللاجئين الفلسطينيين المقيمين في العراق إلى أماكن عملياتها في سوريا والأردن. وقالت وزارة شؤون اللاجئين الفلسطينية في بيان لها امس الاول انه من الضروري بقاء هؤلاء اللاجئين في حال نقلهم الى سوريا والأردن تحت رعاية الأمم المتحدة إلى حين عودتهم إلى ديارهم مؤكدة على أهمية بقاء هؤلاء اللاجئين بالقرب من وطنهم فلسطين. ودعت المتحدة الى القيام بواجبها تجاه حماية اللاجئين الفلسطينيين في العراق ، وعمل اللازم لحمايتهم في ظل الظروف التي يمرون بها والتي تؤلم الضمير العربي والدولي وتنافي حقوق الإنسان. وأضافت قائلة quot;لا يخفى عليكم معاناة اللاجئين الفلسطينيين في كل مكان لأنهم بعيدون عن أرضهم وبيوتهم خاصة اللاجئين في العراق الذين لا يجدون من يحميهم من القتل والخطف والتهديد، وهم يتعرضون يومياً لمزيد من المعاناة.

وناشدت الوزارة الأمين العام للأمم المتحدة، وعمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية بالتدخل والتحرك العاجل لحل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين العالقين على الحدود العراقية السورية منذ فترة. واشارت إلى أن 41 لاجئاً فلسطينياً هارباً من العنف في العراق علقوا مؤخراً في مخيم التنف قرب الحدود السورية العراقية ويعشون ظروفاً معشية وصحية صعبة جداً. واوضحت ان هناك 350 لاجئا فلسطينيا هربوا من العراق يتواجدون حالياً في مخيم التنف منذ عدة أشهر ويواجهون أوضاعاً مأساوية جداً وحياتهم معرضة للخطر الحقيقي.

وقالت الوزارة أن اللاجئين الفلسطينيين في العراق يتعرضون للقتل بدون رحمة وللتشريد والمضايقات من قبل مليشيات مسلحة مجهولة ما أدى لهروب العديد من العائلات فزعاً وهرباً تجاه حدود بعض البلاد العربية المجاورة التي لم تسمح سلطاتها لهم بالدخول مشيرة إلى أن العشرات من هؤلاء المفجوعين مع أطفالهم علقوا في العراء ولم يجدوا من يقدم لهم الحماية والعون والمساعدة. واوضحت الوزارة أنها تقوم بمتابعة الموضوع بشكل كبير وتجرى اتصالات مع عدد من الأطراف والجهات المعنية لإنهاء هذا الملف ولوقف معاناة اللاجئين الفلسطينيين في العراق والعالقين قرب الحدود العراقية السورية والأردنية.